زيارة عقار لجيبوتي.. السودان يتلمس مس العودة للبيت الأفريقي

زيارة عقار لجيبوتي.. السودان يلتمس العودة للبيت الأفريقي

تقرير أخباري – خديجة الرحيمة

عاد إلى السودان امس الاول نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار إير بعد زيارة رسمية إلى جمهورية جيبوتي إستغرقت يوما واحداً.

وإلتقى خلال الزيارة الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر قيلا ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي محمود علي يوسف حيث سلم عقار عمر قيلا رسالة خطية من البرهان تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها.

قدم اير التهنئة للرئيس الجيبوتي بفوز بلاده برئاسة مفوضية الإتحاد الإفريقي مجدداً رغبة السودان في استئناف نشاطه بمنظمة الإيقاد بعد توقفه أثناء الحرب

وأوضح وكيل وزارة الخارجية السفير حسين الأمين الفاضل في تصريح ان عقار وقيلا بحثا خلال اللقاء تطورات الأوضاع والمسار السياسي بالبلاد وملف السودان في الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد مشيرا الى أن نائب عقار جدّد رغبة السودان في استئناف نشاطه بمنظمة الايقاد بعد توقفه أثناء.

إستنكار وتجميد

وفي يناير من العام الماضي قرر السودان تجميد عضويته بمفوضية الاتحاد الافريقي
موضحان أن السودان غير ملزم ولا يعنيهاكل ما يصدر من المنظمة في الشأن السوداني.

وفي بيان لوزارة الخارجية السودانية فإن الفريق البرهان أرسل رسالة إلى رئيس جيبوتي ورئيس منظمة “إيغاد” إسماعيل عمر قيلا “أبلغه فيها قرار حكومة السودان تجميد عضويتها في المنظمة” نتيجة “تجاهل المنظمة لقرار السودان الذي نقل إليها رسميا بوقف انخراطه وتجميد تعامله معها في أي موضوعات تخصه”

وشارك في قمة الإيغاد الاستثنائية ال42 لرؤساء الإيغاد كل من حميدتي وحمدوك
ولكن وزارة الخارجية السودانية قد أعلنت تجميد التعامل” مع المنظمة على خلفية “انتهاك سيادة” السودان بعد أن دعت حميدتي لحضور قمتها في أوغندا

تنافس وفوز

ومؤخرا فازت جيبوتي برئاسة مفوضية الاتحاد الأفريق خلفاً لتشاد وذلك بعد سبع جولات من التصويت، ونال وزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف المنصب بعد أن احرز عدد 33 صوتاً متفوقاً على منافسه المرشح الكيني رايلا أودينغا الذي تم استبعاده من السباق في الجولة الأخيرة

وشارك قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي في القمة الـ38 في أديس أبابا، وجرى انتخاب الجيبوتي محمود علي يوسف ليخلف التشادي موسى فكي الذي ألقى خطاب الوداع أمام وزراء الخارجية خلال افتتاح القمة

ويشترط الفوز برئاسة المفوضية أن يحصل المرشح على أغلبية الثلثين من أصوات 48 دولة التي يحق لها التصويت في اختيار منصب الرئيس

وترشح كلٍّ من وزير خارجية جيبوتي والكيني رايلا أودينغا، والمدغشقري راندريا ماندراتو، وانحصر التنافس بين كينيا وجيبوتي لتفوز جيبوتي بعد سبع جولات على كينيا

عدم كفاية وتقدم

القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار يعتقد بأن الزيارة تهدف الى اقناع الحكومة الجيبوتية لرفع تجميد عضوية السودان في الاتحاد الافريقي بإعتبار ان المفوض الافريقي الجديد هو وزير خارجية جيبوتي

واستبعد كرار في حديثه لـ(النورس نيوز) ان تحرز هذه الخطوة اي تقدم ليضيف قائلا هذا النوع من الزيارات لا يكفي لرفع تجميد عضوية السودان في الاتحاد الافريقي ففي فبراير الماضي وعبر وزير الخارجية جرت محاولة مثل هذه حيث تقدم السودان بخطاب رسمي رد عليه مفوض الاتحاد الأفريقي للسلم والشؤون السياسية بانكول أديوي بضرورة تحقيق انتقال ديمقراطي مدني واضح

واضاف قائلا ذكر المفوض أنه لا يوجد تحول مدني واضح في السودان لرفع التجميد، داعيا إلى الالتزام بمواثيق الاتحاد الأفريقي المتعلقة بالانقلابات غير الدستورية وشدد المسؤول في الاتحاد الأفريقي على أنه لا يوجد حل عسكري للصراع الدائر في السودان مؤكدا أن الحل الوحيد يكمن في الحوار ووقف إطلاق النار والدخول في عملية سلام شاملة بقيادة سودانية

مرونة ودبلوماسية

الرئيس الجيبوتي عمر قيلا يرأس الاتحاد الافريقي وهو المنظمة الإقليمية الأهم بالنسبة للسودان وهي المنظمة التي جمدت عضوية السودان فيها بحجة الانقلاب على حكومة مدنية متناسيا ان تلك الحكومة لم تكن منتخبة بل حكومة عينتها رئاسة مجلس السيادة العسكرية التي اطاحت بالبشير

ويرى المحلل السياسي الفاتح عثمان ان الزيارة مهمة جدا للسودان لانها تتعلق اساسا بكيفية انهاء تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي
لذلك اتسمت بالدبلوماسية والمرونة على حد تعبيره

مشيرا الى حدوث عدم ممانعة الحكومة السودانية من ابتدار حوار يعيد استيعاب قوات الدعم السريع وقد يشرك قادته في الحكومة مرة أخرى في إشارة لمدى مرونة الحكومة السودانية وقوة رغبتها في السلام

ووفي منحى آخر لفت عثمان الى أن الصراع الحالي يوشك الجيش السوداني ان يحسمه في الخرطوم ووسط و جنوب السودان ويوشك القتال على الانتقال كليا الى دارفور في الاسابيع القليلة القادمة.

مؤكدا في حديثه لـ(النورس) انه حال نجحت زيارة عقار وتم انهاء تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي فسيكون لذلك تأثيرا كبيرا على علاقات السودان الخارجية بحسب ما قال

زيارة روتينية وتأثير إيجابي

بينما اعتبر المحلل السياسي عبدالله رزق بأن زيارة عقار ولقاؤه بالرئيس عمر قيلى زيارة روتينية او جزء من النشاط الرسمي والدبلوماسي لعقار باعتباره نائبا لرئيس مجلس السيادة وتجيء ضمن سلسلة الزيارات الخارجية التي ظل يقوم بها لتبادل وجهات النظر مع قادة الدول التي يزورها،بشان الأزمة في السودان

واوضح رزق في حديثه لـ(النورس)جيبوتي عضو في الايغاد وكانت لوقت قريب رئيسا لدورة الايغاد ان لم تكن مازالت يعني ان لم تنته دورة رئاستها،وبهذه الصفة استضافت أحد الاجتماعات الهامة لرؤساء المنظمة اختص الاجتماع الطاريء بالنظر لموضوع وقف الحرب في السودان ودعا لعقد لقاء بين البرهان وحميدتي من أجل وقف الحرب

واضاف لكن الاجتماع لم يتم غير أنه ييشر للدور المهم الذي يمكن أن تلعبه جيبوتي في تسوية الصراع الجاري في السودانمن موقعها في ايغاد أو في الاتحاد الافريقي كعضو فيه.

ونوه الى ان زيارة عقار قد تستهدف حث جيبوتي للقيام بدور محدد في المرحلة الحالية للازمة ومن الممكن أن يكون للزيارة ولجيبوتي تأثير على الاحداث بالتضامن مع الدول الأخرى في الايغاد وفي الاتحاد الافريقي.

Exit mobile version