آراء و مقالات

اسامه عبد الماجد يكتب: استبدال العملة.. (9) ملاحظات

اسامه عبد الماجد يكتب:
استبدال العملة.. (9) ملاحظات

– * اولاً: اللافت في مدينة بورتسودان ان سداد مشوار “ركشة” او احتساء كوب قهوة او دفع فاتورة “كي قميص”، تتم بشكل اعتيادي عبر التطبيقات البنكية.. مظهر حضاري طوى صفحة استخدام “الكاش” وبدأ ينتقل لبعض الولايات.. كان لعملية استبدال العملة إثر كبير في ذلك رغم انه لا يختلف اثنان تاخر الخطوة بعض الشئ.. ربما بسبب ان العملية تستغرق وقتا من تصميم وتجهيز وتعاقدات لطباعة كميات كبيرة من الورق وان فترة الشحن عبر البحر تستغرق وقتا.

* ثانياً: مكن المركزي، الحكومة من مواجهة الآثار السلبية للحرب.. خاصة بعد عمليات النهب الواسعة التي قامت بها مليشيات حميدتي لمقار البنك المركزي وشركة مطابع العملة في الخرطوم.. استطاعا امتصاص الصدمة بشكل مذهل.

* ثالثاً: ضربت الحكومة عصفورين بحجر واحد بالعملية حيث نجح البنك المركزي في اعادة الثقة في القطاع المصرفي، كما تمكن من اعادة الكتلة النقدية إلى البنوك مما ساهم في انعاش حركة الأخيرة وساعدها في تنفيذ عمليات التمويل.. وضبط المركزي صرف الاموال بتحديد سقف للسحب اليومي.. بينما جعل سقف التحويلات مفتوحا.. اتاح له ذلك من ضبط حركة السيولة.. وساعد جهاز المخابرات في رصد اي حركة اموال غير طبيعية او مشبوهة.. مثل الارقام المالية في الحسابات.. التي لا تتناسب مع عمل ودخل عميل البنك.

– * رابعاً: للمرة الأولي في تاريخ البنك المركزي تتم عملية التغيير بواسطة فريق يضم جهات ذات الصلة مثل وزارة المالية، ديوان المراجعة، جهاز المخابرات، الشرطة .. كانت العملية في وقت سابق تنجز بواسطة فريق عمل من البنك المركزي فقط.. وهي خطوة تدل على تعامل قيادة الاخير بشفافية.. كما انها تسهم في معالجة الاخطاء.. وقد عمل الفريق المشترك باقتدار والذي قاده عضو السيادي الفريق ابراهبم جابر بانسجام غير معهود في مؤسسات الدولة.

– * خامساً: ظهر البعد الأمني – وهو مطلوب بشدة في هذا التوقيت – عندما جرت عملية الاستبدال بطريقة هي الاولى من نوعها.. وذلك بإلزام المركزي الأفراد والشركات على استبدال العملات القديمة بأخرى جديدة من خلال القنوات المصرفية الرسمية، بايداعها في الحساب مع تسهيل فتح الحسابات البنكية للعملاء الجدد.. بينما في السابق كان المواطن يسلم البنك امواله من العملة القديمة ويستلم فورا مقابلها من الفئة الجديدة.

– * سادساً: ساعدت عملية الاستبدال في تسريع وتيرة التحول الرقمي.. مما سيسهم في مكافحة الفساد داخل مؤسسات الدولة خاصة الايرادية.. وبهذة المناسبة هناك مؤسسات تقاوم التحول الرقمي – او لنعتبرها تتلكأ في دخول “السيستم” مثل الضرائب وشرطة المرور.. ولذلك على مجلس السيادة التدخل الفورى.

– * سابعاً: تمكنت السلطات خلال استبدال العملات من ضبط المزيفة منها.. عبر إستخدام أجهزة كشف التزييف والتزوير.. وتم التدقيق بشكل كبير هذة المرة.. نسبة للاوضاع الراهنة التي تعيشها البلاد.. وهذا يجعل عمليات التزوير في المستقبل تقل كثيرا.. علاوة على انه بحسب مصادر موثوقة ان العملة الجديدة تتفوق على القديمة باحتوائها علامات تامين عالية جدا.

– * ثامناً: العمل الذي يقوم به محافظ المركزي برعي صديق سيجلب له كثير من المتاعب.. بعد الاستبدال والحماس فوق المعدل للحكومة ممثلة في عضو مجلس السيادة الفريق ابراهيم جابر الذي قطع بعدم التراجع عن التحول الرقمي وذلك في ورشة ناقشت ذات الموضوع وانتقد جابر المعارضين له وقال: ” ان المعارضين لعملية التحول الرقمي لايعجبهم العجب ولا الصيام في رجب”.

– * تاسعاً: تاكد بعد نجاح المركزي ومطبعة العملة في مشروع الاستبدال.. ان الحكومة لديها القدرة على خوض المعارك الاقتصادية.. وتملك اسلحة فتاكة للتعامل مع الحرب الرقمية.. ولديها عناصر فاعله تتوافر فيها القدرات للامساك بخيوط المشهد الاقتصادي الذي لا يخلو من امثال الدعامة والشفشافة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *