عبدالرحمن المهدي …وسائل إعلامية تعمدت التركيز على اخطأ الجيش واغفلت مجازر المليشيا في دارفور والجزيرة

بورتسودان :مزدلفة دكام
انتقد الفريق ركن عبد الرحمن الصادق المهدي تركيز الكثيرمن التقارير الاعلامية على الانتهاكات التي تحدث بسبب أخطاء قصف الطيران أو ماارتكبه بعض المتفلتين في كنابي الجزيرة وقال المهدي امس
في ندوة الحريات الصحفية التي نظمها مركز جلنار الصحفي بفندق القراند هوتيل
على الرغم من اكبر تقدير لعدد ضحايا الكنابي حسب منظمة دولية أن عددهم 25قتيلا لكن نجد أن وسائل اعلام كثيرة ظلت تطرق على مجزرة الكنابي بالرغم من أن الحكومة ادانت ذلك وشكلت لجنة للتحقيق في حين اغفلوا المجازر التي ارتكبتهاالمليشيا في غرب دافور التي ذبح فيها الوالي بصورة بشعة ومثل بجثته وقتل 15 الف من المساليت بجانب مذابح المليشيا في الجزيرة والنيل الأبيض التي فاق فيها ضحايا القطينة في يوم واحد 400 قتيل واعتبر أن القتل مقصود بدليل أن المليشيا وجهت جنودها بإيقاف التصوير المذابح
ووصف التركيز على انتهاكات الجيش بالمخل في مقابل اغفال الانتهاكات الممنهجة والبشعة التي تقوم بها المليشيا وأكد ان ذلك ساهم في تضليل الراي العام خاصة السودانيين الموجودين خارج البلاد من لاجئين ومغتربين واستدرك قائلا اما السودانيون فقد صوتوا بأرجلهم فهم يفرون من اي مكان تدخله المليشيا وبعودون لكل مكان يحرره الجيش
وشدد المهدي على أن الحريات الصحفية في ظل الحرب مسألة مطلوبة جدا وأكد أهمية دور الاعلام المهني ذي المصداقية ودوره في حماية المدنيين ومدهم بالمعلومات المنقذة لحياتهم واقر بان غياب الاعلام المهني المسؤول أدى الى انتشار الشائغة والبروغندا والفيديوهات المفبركة والتي تحث على الكراهية والعنصرية وتفشي العصبية القبلية مما يمزق نسيج الوطن
وطالب المهدي بعدم تعريض الصحفيين للمضايقة في عملهم في فضح الانتهاكات أيا كان مرتكبها وعكسها بحجمها الطبيعي واردف ويجب إلا يتعرضوا للمساءلة اذا قاموا بتغطية الفعاليات السياسية في بورتسودان أو الخرطوم أو القاهرة أو نيروبي باعتبار أن من حق السودانيين معرفة السياسات والخطوات التي تتخذها حكومتهم وكذلك الخطط التي تتخذها جماعة نيروبي وغيرهم
واكد أن الاعلاميين السودانيين اذا قاموا بدورهم بالمهنية والصدقية الكاملة فسوف يكتشف العالم مدى المؤامرة التي يتعرض لها السودان وشعبه من قبل مليشيا تنفذ خطة اجنبية لتقطيع السودان وتركيعه
واشار الى أن الاعلام دور مهم مطلوب يقتضي اتاحة الحرية للصحفيين في تلمس الاسس التي يمكن أن يهزم السودان بها خطاب الكراهية والعنصرية الذي فجرته المليشيا وانجر خلفه كثيرون برد الفعل ونوه الى أن الاعلام يمكنه ان يشيع جو التعايش السلمي بين مكونات المجتمع فضلا عن انه يمكن أن يكون سباقا في فتح ملفات الحوار المطلوبة بين السودانيين للوصول الى توافق وطني لبناء السلام بعد وقف اطلاق النار وتأمين انتقال معافى يحقق العدالة والاستقرار وينهي الى التحول الديمقراطي المطلوب
ولفت الى أن
الحوار سوداني بالداخل
و الذي تم التوافق مؤخرا يتطلب تهيئة المناخ ولايمكن أن يقوم في جو الاستقطاب السياسي الراهن ولاقبل أن تسكت البندقية
وحث الاعلام المسؤول أن يلتمس من جميع الأطراف متطلبات الحوار الجدي وشروطه
وشدد على ضرورة اتاحة الحريات الاعلامية والصحفية والعمل على حماية الصحفيين اثناء تأدية
واجبههم طالما لايشتركون في الاعمال العدائية ولايخدمون خطة التضليل المتعمد للمليشيا بل يقومون بايصال المعلومات المطلوبة للمواطنين ويفضحون الانتهاكات بحجمها ايا كان مرتكبها
وتمسك المهدي بضرورة أن توضع للاعلام شروط الالتزام بالمهنية والمصداقية لخطورة اعلام المليشيا وحلفائها واردف اعلام المليشيا خطر للغاية لانه يعمل على عكس الرسالة الاعلامية المطلوبة لخدمة مصلحة المواطنين ومصلحة الوطن ولفت الى ان ذلك الخط معدوم اجنبيا استطاع أن يجذب الى صفه بعض ضعاف النفوس خاصة مع اوضاع الحرب الصعبة التي ساهمت في تشريد مئات الصحفيين واغلاق صحفهم أو الوسائل الاعلامية التي كانوا يعملون بها