الأخبار الرئيسيةتقارير

عقب تصاعد العنف “بجوبا”…”الخرطوم” تتأهب لمرحلة جديدة من الحروب!

عقب تصاعد العنف “بجوبا”…”الخرطوم” تتأهب لمرحلة جديدة من الحروب!

تقرير إخباري -خديجة الرحيمة

شهدت دولة جنوب السودان مؤخرًا تطورات سياسية وأمنية واقتصادية معقدة انعكست بشكل مباشر على السودان.
وتصاعدت التوترات السياسية والاعتقالات في 5 مارس حيث اعتُقل وزير النفط وعدد من كبار الضباط العسكريين الموالين لنائب الرئيس الأول رياك مشار، مما يهدد إستقرار إتفاق السلام الهش الذي أنهى الحرب الأهلية الطويلة.
وتصاعد العنف العرقي وعلى الرغم من تعهدات السلام يستمر تصاعد العنف العرقي والتوترات في البلاد، مما يثير مخاوف عديدة بشأن مستقبل الاستقرار في جنوب السودان.
ويعاني جنوب السودان من أزمات انسانية متعددة تمثلت فيضانات متكررة أدت إلى نزوح الآلاف حيث لجأت العديد من الأسر إلى مناطق مثل قناة جونقلي، معتمدين على المساعدات الإنسانية المحدودة.
ومنذ أمس الاول استمرت الاشتباكات بين قوات دفاع جنوب السودان وقوات الجيش الأبيض
واعتقالات واسعة طالت عدد من الجنرالات من قيادات الحركة الشعبية بقيادة “رياك مشار” وسقوط مدينة الناصر في يد الجيش الأبيض بالجنوب.
صراع سلطة وافرازات….
الاوضاع في جنوب السودان لم تكن على ما يرام بسبب الخلافات والصراع على السلطة بين طرفيها “سلفاكير”ومشار” وكلاهما يمتلك جيشا وعتادا
وابتلى الجنوب بنفس امراض شمال السودان وهو تعدد الجهات التي تحمل السلاح ببعدها الاثني والعرقي.
ورغم المحاولات المتعددة لتحقيق سلام مستدام الا ان الجهود انحصرت في مصالحة الطرفين دون النفاذ لجوهر المشكلات كما أن تعطيل الانتخابات لفترة طويلة والالتفاف على الاستحقاقات الدستورية يلقي بظلال من الشك والريبة حول عدم الرغبة في ترسيخ نظام تعددية سياسية.
وما يحدث في الجنوب ربما يؤثر على الاوضاع في السودان واستمرار النزاع سيدفع بالالاف من الجنوبين للشمال هربا من الحرب في اتون حرب طاحنة تدور بالسودان لأكثر من عامين
وسيكون لحرب الجنوب افرازات اقتصادية وتداعيات سالبة على المشهد الاقتصادي في البلدين.
وتأتي المواجهات في جوبا في ظل تصاعد التوترات السياسية حيث تتهم المعارضة المسلحة الحكومة بانتهاك اتفاق السلام، بينما تؤكد الحكومة أن عملياتها تهدف إلى القضاء على التمردات غير الشرعية وإعادة الاستقرار إلى المناطق المضطربة بالجنوب.
انعكاس إيجابي وعودة للاهلية…
جنوب السودان دولة مصنوعة مكونة من مجموعات متباينة من الشعوب وكل لديه ثقافته ولغته الخاصة ومنذ استقلال هذه الدولة دخلت في صراعات عنيفة بين الرئيس سلفاكير ونائبه رياك مشار او بين “الدينكا والنوير”.
معظم الصراعات السابقة كانت بسبب التنافس حول من يسمح له بالترشح باسم الحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان وهي الحزب الحاكم.
التوتر الحالي غريب جدا لأنه بدأ اولا في مدينة الناصر باستيلاء الجيش الابيض الخاص بالنوبر على حامية الناصر وإعلان تمرده على “سلفاكير” وردت الحكومة باعتقال القادة العسكريين المنتمين للنوير في جيش جنوب السودان ووضع “رياك مشار” في الاقامة الجبرية.
ويرى المحلل السياسي الفاتح عثمان أن الوضع الصحي غير الجيد “لسلفاكير” هو المحرك الرئيسي للاحداث في دولة جنوب السودان.
ليضيف قائلا في حديثه لـ(النورس نيوز) ان السلطة يفترض ان تنتقل الى نائب سلفاكير بشكل تلقائي لكن قيادات “الدينكا” في الجيش يرفضون إنتقال السلطة الى “النوير”.
وصرح بالقول البلد مرشحة بقوة لعودة الحرب الأهلية من جديد بين الدينكا والنوير او بين جيش دولة جنوب السودان والجيش الأبيض،مشيرا إلى أن التأثير غالبا ما يكون إيجابيا على السودان لأن مصلحة حكومة “سلفاكير” في ابعاد السودان من التدخل لصالح “مشار” تقتضي منه الوقوف في الحياد على الاقل بحسب ما ذكر.
واوضح كل من “سلفاكير ونائبه”يعلم بان اي تعامل لأي منهما مع الدعم السريع يعني وقوف الجيش السوداني مع الآخر وهو امر لا يتمناه اي منهما حاليا في ظل الانقسام الكبير في دولة جنوب السودان.
تهديد ومؤشرات خطيرة…
بينما يعتقد المحلل السياسي عبدالله رزق ان الوضع في الجنوب رغم انه لم تتضح تفاصيل أحداثه بعد،الا أن مؤشراته خطيرة وامتداد للحرب التي نشأت بين الفصائل الجنوبية المنشقة على الحركة الشعبية لتحرير السودان بعد انفصال استقلال الجنوب على أسس قبلية.
وأوضح رزق قد فشلت الوساطات والاتفاقات اخرها اتفاقية الخرطوم المنشطة،في احتوائها، واجتثاث جذورها وفي ضوء الصراعات المتواترة منذ اتفاق أديس ابابا يمكن القول أن جهود وقف الاحتراب في جنوب السودان والتي كان للسودان دور فيها.
واشار رزق في حديثه لـ(النورس) الى عدم نجاح الوساطة في تهدئة الاوضاع بشكل مؤقت في انتظار جولة جديدة من الاقتتال،
لافتا إلى أن الأحداث الأخيرة الماثلة في احتلال الجيش الابيض “النوير” على الناصر واعتقال “مشار” بجانب أربعة من كبار مساعديه العسكريين هي تطورات خطيرة من شأنها مفاقمة الصراع القبلي بين الدينكا والنوير في وقت يشهد الجنوب تمردا جديدا فيما كان يعرف ببحر الغزال حيث استولى متمردون على حامية للجيش الشعبي.
وأضاف إندلاع هذا الصراع قابل للتطور نحو الاسوأ وهو نتاج فشل الحركة الشعبية وقيادة “سلفاكير” في بناء وتأسيس دولة وحكم يعزز الوحدة والسلام بين أهل الجنوب ويرضي تطلعاتهم.
وفيما يتعلق بتأثيرات الاوضاع في الجنوب على السودان يقول رزق هذا الصراع يمكن أن تكون له انعكاساتها على السودان اقلها تدفق اللاجئين والاسلحه مجددا في الأراضي السودانية والتي قد تصبح امتدادا لساحات القتال وتهديد الرعاة السودانيين الذين يتوغلون بماشبتهم في الجنوب.
وصرح سيكون من واجب السودان رغم ظروفه القاسية أن يعمل على الحد من خطورة تفاقم الأوضاع في الجنوب حماية لمصالحه وأمنه الوطني على حد ما ذكر.
إغراءات ونكسة….
لكن الخبير العسكري اللواء معاش سعد حسن فضل الله فيقول ان تأثير الوضع الراهن في جنوب السودان على السودان تمثل في التوترات المجتمعية التي شهدتها مدن الجنوب مؤخرا في الاعتداءات على السودانيين ومتاجرهم، مما أدى إلى مقتل 7 وإصابة العشرات من الجالية السودانية بجانب وجود جزء كبير من مواطنى الجنوب الذين يقاتلون مع مليشيا الدعم السريع.
وامددات المليشيا التي تصل من الجنوب سواء عبر البر أو الجو، مشيرا الى التحديات الاقتصادية التي تمثلت في توقف ضخ النفط الجنوب سوداني عبر السودان أدى إلى ارتفاع معدل التضخم في الجنوب وتذبذب سعر الصرف مما أثر سلبًا على الأوضاع الاقتصادية في كلا البلدين.
وقال سعد لـ(النورس) ان اندلاع الحرب في الجنوب يشير الى دلائل ويعد نكسة خطيرة لاتفاقية السلام الموقعة بينهم فى ٢٠١٨ وسوف تلقى بظلال سالبة على السودان اولها كمية الفارين من القتال إلى السودان.
وأضاف سوف تقوم الدعم بتجنديهم تحت طاولة الإغراءات المادية وهم فى حوجة ماسة للمال مما يساهم فى أمد الحرب خاصة الذين يفرون إلى مناطق الحدود مع ولاية جنوب وشرق دارفور.
وذكر سعد تتطلب التحديات المشتركة بين السودان والجنوب تنسيقًا وثيقًا وجهودًا مشتركة لعدم العودة للحرب مرة أخرى مع مراقبة الحدود فى ولاية النيل الأبيض والنيل الأزرق ومنطقة أبيي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *