مواقف المملكة العربية السعودية تظل ثابتة تجاه السودان

☘️🌹☘️

همس الحروف
مواقف المملكة العربية السعودية تظل ثابتة تجاه السودان
د. الباقر عبد القيوم علي

في فترة الحرب ، من الطبيعي أن تتباين وجهات النظر حول بعض المواقف و القضايا و خصوصاً الحساسة منها و ذلك بسبب تعدد الأوضاع المتغيرة بين الفينة و الأخرى ، و هذا التباين يعد ظاهرة صحية إذا توفر الوعي الكافي لمناقشتها في الإطار العقلاني ، و المنطقي ، و الأخلاقي ، و هذه الرؤى تتشكل حسب الزويا التي يقف عندها أصحاب هذه الأراء ، و لكن ما يجب التأكيد عليه هو أهمية تقديم أوصاف دقيقة و واضحة لأي جهد مبذول لحل الأزمة السودانية ، و خصوصاً من قبل الدول التي كانت ، و لا تزال تسعى للحفاظ على استقرار بلادنا ، و يجب عدم شيطنتها ، أو التشكيك في مصداقيها و نواياها ، اليوم تناولت وسائل التواصل الاجتماعي موضوع حاول الكاتب فيه زج المملكة العربية السعودية في خانة العدو ، إلا أن الحقيقة الراسخة تؤكد أن المملكة هي صاحبة مواقف ثابتة تجاه قضايا السودان ، فقد عملت السعودية خلال فترة الحرب على دعم خطة منع تدهور الدولة السودانية ، سواء من خلال المساعي الدبلوماسية التي قدمتها أو عبر المساعدات الإنسانية التي ما زالت واقفة عليها ، أو المبادرات الإجتماعية و الثقافية التي زينت موسم الرياض في نسخة إنسجام عالمي .

ظلت بعض الأقلام تحاول التشكيك في موقف المملكة العربية السعودية ، و يمكن القول إن ما ورد في وسائل التواصل الاجتماعي من نقد ، هو غير مؤسس في حق المملكة العربية السعودية ، و لا يتماشى مع الحقائق ، و هو عكس الواقع ، ففي حقيقة الأمر نجد أن المملكة العربية السعودية منذ اليوم الأول للحرب في السودان كانت حريصة على وقف القتال ، و تعاملت مع هذه الأزمة من منظور إنساني ، و أخلاقي بحت ، و كانت تبذل جهوداً كبيرة لتحقيق التهدئة وتجنب المزيد من الدماء ، والتدمير الذي لحق بالشعب السوداني و بمقدراته .

المملكة العربية السعودية منذ بداية الصراع كانت تسعى إلى تقديم الدعم للشعب السوداني في كافة المجالات الممكنة و ما زالت ، و لم تكتفِ بمبادراتها السياسية (اتفاق جدة) ، بل استمرت في تقديم المساعدات الإنسانية و المساعدات العينية للسودانيين ، و دعم و بناء البنى التحتية في مجال القطاع الصحي ، و قد دعمت السودانيين في الداخل والخارج ، و هذا الدعم لم يكن لأجل تسجيل موقف سياسي ، و لكن هذا الأمر كان متجذراً من منطلق متطلبات ألأخوة بين البلدين ، حيث عملت المملكة على دعم الأمن و الاستقرار في السودان .

أما فيما يتعلق بموقفها من تجزئة السودان أو إقامة حكومة منفى ، فإن المملكة العربية السعودية وقفت بوضوح و ثبات ضد هذا التوجه التآمري ، و هذا مبدأ أخلاقي ثابت مع السودان كدولة و كشعب ، و لم يأتي هذا الموقف نظراً للإنتصارات التي حققتها قوات الشعب المسلحة كما إدعى البعض ، و هذا مبدأ ثابت ، حيث ظلت المملكة العربية السعودية تقف مع هذا المبدأ الذي يدعم الوحدة الوطنية السودانية وإستقرار الشعب السوداني ، و لقد أكدت المملكة أن أي محاولة لتجزئة الدولة أو تشتيت إرادة شعبها من خلال تشكيل حكومات موازية أو منفى ستكون ضدها بكل ما تملك .

و ما يميز الموقف السعودي بخصوص الشأن السوداني هو إلتزام المملكة بالمبادئ الثابتة والراسخة التي من شأنها إحلال السلام و تجنيب السودان الفوضى و الضياع ، و هذا الموقف يستمد قوته من رؤية استراتيجية متكاملة تدعم وحدة السودان و استقلاله ، و تقف إخضاعه لأي ضغوط خارجية أو تدخلات تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية على حساب الشعب السوداني .

و دائما تؤكد المملكة العربية السعودية موقفها الثابت في دعم السودان وشعبه الشقيق لتجاوز الأزمة الراهنة ، و الوصول إلى حل سياسي مستدام يجنب البلاد ويلات الحروب ، و لهذا وقفت المملكة ضد أي خطوات أو إجراءات (غير شرعية) تتم خارج إطار عمل المؤسسات الرسمية لجمهورية السودان ، مؤكدةً أن هذه الخطوات قد تمس وحدة السودان و لا تعبر عن إرادة شعبه الشقيق .

من المهم أن يتم تجنب نشر أي آراء سالبة ، و خصوصاً التي يمكن أن تحدث تشويش و خدوش في ملفات العلاقات الدبلوماسية ، في مثل هذه الظروف الحرجة ، و لذلك أحببت ان ارد على بعض الأراء السالبة في حق مملكة الخبر و العطاء .

و الله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل

Exit mobile version