بعد التصريحات الأممية… مستقبل قاتم للمليشيا الارهابية!

بعد التصريحات الأممية… مستقبل قاتم للمليشيا الارهابية!

تقرير إخباري: ابونبراس
عقب تصريح المبعوث الأممي الخاص بالسودان رمطان لعمامرة أن خريطة الطريق التي أُعلنت في بورتسودان في 9 فبراير، والتي رحبت بها الأمم المتحدة باعتبارها خطوة يمكن البناء عليها، ودعوة جميع الأطراف السودانية للمشاركة في تطويرها لضمان شموليتها وفاعليتها، رسم خبراء ومحللين، مستقبل قاتم لمليشيا الدعم السريع في البلاد، مؤكدين انتهاء أسطورة الدعم السريع بعد ارتكابها جرائم في حق الشعب السوداني.

انتهاء مستقبل….
إن قوات الدعم السريع لا مستقبل لها في الدولة السودانية بعد الجرائم التي ارتكبتها في حق الشعب السوداني خاصة في ولاية غرب دارفور وفي ولاية الجزيرة وولاية النيل الأبيض، هكذا ابتدر المحلل السياسي د. الفاتح محجوب حديثه لـ”النورس”.
ويعتقد محجوب ان تصريحات المبعوث الأممي ضد مليشيات الدعم السريع جاءت متزامنة مع الهزائم المتتالية التي عانت منها في كافة جبهات القتال، ويضيف هذا هو العامل الاهم الذي زلزل كيان الدعم السريع وجعله يبحث عن الدعم من اي جهة تقبل ان تقدمه له.
وبدوره أكد الخبير العسكري اللواء ركن متقاعد عبدالغني عبدالفراج لـ”النورس” أنتهاء مستقبل مليشيا الدعم السريع وحلفائها في السودان لا سيما بعد عملية النهب والسالب والقتل والاغتصاب وتدمير البني التحتيه واحتلال المستشفيات استهداف الكوادر الطبيه وقطع الطرق والجبايات وحرق المحاصيل وفرض الاتاوات ودفع المبالغ المالية الباهظه لفك رهن المعتقلين طرفهم كل ذلك أدي لبث الكراهيه من المواطن.

مستقبل الدعم….
غير أن القيادي بحزب الأمة القومي عروة الصادق إن خسارة مليشيا الدعم السريع مواقعه أو إضعافه عسكريا، فإنه سيعيد تشكيل نفسه بطرق مختلفة، سواء كحركة مسلحة تعمل بأسلوب حروب العصابات، أو كفاعل سياسي عسكري ضمن أي تسوية مستقبلية، أو حتى عبر تحولات داخلية تجعله جزءا من مشهد القوة بشكل جديد.
ويوضح عروة لـ”النورس” إن سيناريوهات مستقبل مليشيا الدعم السريع تتمثل في الحسم العسكري الجزئي وفيه قد يتمكن الجيش من استعادة السيطرة على الخرطوم والمدن الكبرى، لكن ذلك لن يعني نهاية الدعم السريع، بل سيدفعه للتحول إلى حرب استنزاف طويلة، خاصة في دارفور والمناطق الحدودية.
بينما السيناريو الثاني التسوية السياسية بضغوط دولية وفيه قد تتدخل القوى الدولية والإقليمية لإجبار الطرفين على اتفاق سياسي، يكون فيه الدعم السريع جزءا من الترتيبات الجديدة، سواء عبر دمج بعض قواته في الجيش أو عبر حلول أخرى، وهذا التدخل قد تنطوي عليه آثار خبيثة تدميرية للسودان، وهذا السيناريو يعتمد على مدى قدرة المجتمع الدولي على فرض حل، لكنه يصطدم برفض تيارات داخل الجيش لأي اتفاق يُبقي الدعم السريع كقوة مستقلة ولو جزئيًا.
اما السيناريو الثالث الفوضى والانهيار الكامل وفيه إذا استمر الصراع دون حسم أو تسوية، فإن السودان قد ينزلق إلى مرحلة من الفوضى الشاملة، حيث تتفتت السلطة المركزية، وتنشأ قوى جديدة تفرض واقعًا مختلفًا، وفي هذا السيناريو، قد يتحول الدعم السريع إلى فاعل إقليمي أشبه بالحركات المسلحة في ليبيا أو مالي، مما يؤدي إلى تدهور أمني طويل الأمد، وبالمقابل ستنتشر الجماعات المتطرفة والكيانات الإرهابية في بقية أجزاء البلاد خاصة بعد تمكينهم من سلاح الدولة وبعض وحداتها الاستراتيجية.
ويرى عروة أن أي محاولة لفرض سلام يخدم فقط طرفًا معينًا ستظل مهددة بأجندة التنظيم المحلول، الذي كان السبب في إشعال الحرب ويسعى الآن لاستغلالها لاستعادة سلطته. هذا التنظيم لن يسمح بأي سلام حقيقي، لأنه يرى الحرب كفرصة لإعادة إنتاج نظامه القديم.

مقاربة جديدة….
وبحسب الصادق إذا أراد السودان الخروج من هذا المستنقع، فلا بد من مقاربة جديدة تعترف بتعقيدات الواقع، وتتجنب الأوهام بأن أي طرف قادر على إلغاء الآخر بالكامل. أي استهانة بأي بندقية تعني فقط إطالة أمد النزاع لسنوات قادمة.
ويشير إلى أن أي سيناريو لنهاية الدعم السريع يجب أن يأخذ في الاعتبار، البعد الاجتماعي والقبلي فالدعم السريع ليس مجرد مليشيا منفصلة، بل هو متداخل مع تركيبة قبلية واجتماعية معقدة في السودان، بجانب الأطراف الدولية والإقليمية التي لها مصالح في السودان.

مضاعفة جهود….
وقال رمطان العمامرة، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، لابد من مضاعفة الجهود وتنسيقها للتوصل إلى حل سياسي يحترم سيادة السودان ووحدة أراضيه، ويضع حداً لأكبر أزمة إنسانية في العالم، وشدد على ضرورة تكثيف المساعي الدولية والإقليمية لإنهاء الحرب المستمرة منذ قرابة عامين.
وفي حوار مطول مع أخبار الأمم المتحدة، أكد لعمامرة أن الحل لا يمكن أن يكون إلا سياسياً، داعياً إلى الاعتماد على الحكمة ومعالجة الأسباب التي دفعت طرفي النزاع إلى القتال. وأوضح أن الشعب السوداني هو صاحب القرار في تحديد مستقبله، مشيراً إلى أنه يبذل قصارى جهده لإقناع المتحاربين بأن الحل المستدام لن يأتي إلا من خلال إرادتهم السياسية المشتركة،وشدد على أن حماية المدنيين يجب أن تكون أولوية قصوى، داعياً إلى وقف القتال خلال شهر رمضان استجابةً لمبادرة الأمم المتحدة.
تجارب الماضي…..
دعا العمامرة السودانيين إلى استخلاص العبر من تجاربهم السابقة، مؤكداً أن أي حل سياسي يجب أن يكون في إطار احترام سيادة السودان ووحدته، مضيفاً: نريد أن نخرج من هذه المحنة بسودان قوي وموحد، يستفيد من دروس الماضي ويتخذ القرارات الضرورية لتجنب تكرار الأخطاء التي أدت إلى اندلاع الحروب السابقة، بما فيها النزاع الحالي.
ميثاق نيروبي….
وحول التطورات الأخيرة في نيروبي، حيث أعلنت بعض القوى السياسية والعسكرية نيتها تشكيل سلطة في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع، عبّر العمامرة عن قلق الأمم المتحدة حيال هذه الخطوة، قائلاً: أي إجراء يفاقم الانقسام بين السودانيين بدلاً من توحيدهم، غير مرغوب فيه.
وأشار أيضاً إلى خريطة الطريق التي أُعلنت في بورتسودان في 9 فبراير، والتي رحبت بها الأمم المتحدة باعتبارها خطوة يمكن البناء عليها، داعياً جميع الأطراف السودانية للمشاركة في تطويرها لضمان شموليتها وفاعليتها.
إنهاء الحرب…..
وفيما يتعلق بالدور الدولي في حل الأزمة، شدد لعمامرة على ضرورة توحيد الجهود بين مختلف المبادرات الإقليمية والدولية، قائلاً: إنهاء الحرب ومعاناة المواطنين يتطلب عملاً متكاملاً من جميع الأطراف المعنية. لا بد أن يكون هناك صوت دولي واحد وقوي يدفع نحو السلام.
وأوضح أن أي تدخل دولي يجب أن يستند إلى فهم دقيق لجذور النزاع وتعقيداته، بما في ذلك التأثيرات الإقليمية والتدخلات الخارجية، لضمان تقديم حلول مستدامة وليس مجرد مسكنات مؤقتة.
مشاورات مع السودانيين….
وأشار لعمامرة إلى أنه أجرى لقاءات مكثفة مع مختلف مكونات المجتمع السوداني، بما في ذلك الشباب والنساء ومنظمات المجتمع المدني، بهدف الاستماع إلى آرائهم وتصوراتهم للحل. وأضاف: أفضل العمل بعيداً عن دبلوماسية مكبرات الصوت، فذلك يتيح للمشاركين التعبير بحرية عن رؤاهم دون ضغوط.
وأكد أنه قدم لقيادتي الجيش والدعم السريع قائمة بالتوصيات التي خرجت من هذه المشاورات، داعياً أصحاب القرار إلى تنفيذ ما يمكن تنفيذه على الفور.

إعلان جدة….
وبشأن إعلان جدة، الذي وُقع قبل نحو عامين بهدف حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، قال لعمامرة إنه يمثل وثيقة واعدة، لكنها لم تُفعّل حتى الآن، مضيفاً: هذا الإعلان هو الوثيقة الوحيدة التي وقع عليها جميع الأطراف بعد اندلاع الحرب، ومن الضروري بدء محادثات تحضيرية لضمان تطبيقه على أرض الواقع.
ودعا إلى تسريع تنفيذ بنود الاتفاق، مؤكداً أن تطبيقه سيسهم في تقليل المعاناة الإنسانية والحد من سفك الدماء.
وفي ختام حديثه، وجه لعمامرة رسالة إلى السودانيين، دعا فيها إلى استلهام قيم الأخوة والتسامح خلال شهر رمضان، قائلاً: الشعب السوداني محب للحرية والسلام والتعايش السلمي. أتمنى أن يكون هذا الشهر فرصة للتأمل والتفكير في مستقبل خالٍ من العنف، قائم على المصالحة والوحدة.

Exit mobile version