موافقة مريم الصادق للحوار مع الإسلاميين.. اعتراف بالخطأ ام تبديل مواقف ؟

موافقة مريم الصادق للحوار مع الإسلاميين.. اعتراف بالخطأ ام تبديل مواقف ؟

تقرير اخباري: ابونبراس

بعد اعتراف نائب رئيس حزب الأمة القومي الدكتورة مريم الصادق المهدي بأن ميزان الحرب يميل لصالح الجيش الآن وأنه يعمل من اجل ان يستعيد الأرض وكرامته وكرامة الشعب السوداني، وقالت نعم للحوار مع الإسلاميين والنظام السابق، يرى مراقبين تحدثوا لـ”النورس” حديث د. مريم اعتراف بالخطأ وتبديل موقف مع الراهن، مشددين على ضرورة أن يكون الحوار مع الجميع دون إقصاء اي طرف، مشيرين إلى أن هذه الموقف نتج عن التباينات السياسية داخل الحزب الأمة القومي.

اعتراف بالخطأ….
وحول حديث د. كريم الصادق عن إمكانية الحوار مع الاسلاميين يقول الخبير في الشأن السياسي السوداني محي الدين إبراهيم إنه اعتراف بالخطأ وتبديل موقف مع الراهن.
وشدد جمعة في حديثه لـ”النورس” أن يكون الحوار مع الجميع دون إقصاء لا سيما وانه مطلب تم طرحه منذ فترة ما قبل الحرب وكان يامل أن تصل القوى السياسية وقتها إلى صيغة تحدد شكل الحوار بينها كمستوى اول ومع الإسلاميين كمستوى ثاني لتحديد أجندة الفترة الانتقالية.
وأضاف الحوار مع الإسلاميين كان مطروحا من القوى السياسية الوطنية وكان بالإمكان ان يذهب الجميع إلى طاولة لو لا رفض حزب الأمة وتحالفهم مع المجلس المركزي ما أدى إلى ما نحن عليه.
ويرى ان موقف الامة القومي جاء بعدما دفعوا الدعم السريع لمقاتلة القوات المسلحة بذريعة أنها مكونة من عناصر الإسلاميين وأن الحرب كشفت لهم ما كانوا يعتقدون، عليهم يعيدوا مواقفهم.
تطور سياسي….
يقول المحلل السياسي مهدي دهب، لـ”النورس” إن حديث د. مريم الصادق حول إمكانية الحوار مع الاسلاميين يأتي في سياق التطورات التي تجري في الساحة السياسية في السودان منذ انقلاب البرهان في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١.
وبحسب دهب أن الموقف ليس جديدا على النخب السياسة التي تصدرت المشهد بعد ثورة ديسمبر المجيدة، حيث برز تيار من اليساريين ينادون بذلك أبرزهم الشفيع خضر.
مشيرا إلى حدوث تغييرات على مستوى القوى المدنيين المعارضة وعلى المستوى الداخلي للحزب قد دفعتها لتبني هذا الاتجاه.
ويوضح، إن الخلافات داخل القوى المدنية التي أدت الي انشقاق تحالف تقدم وانضمام مجموعة منه إلى الدعم السريع وإعلان عن وثيقة تأسيسية وتشكيل حكومة موازية لحكومة بورتسودان علاوة على انضمام رئيس حزب الأمة برمة ناصر دون الرجوع إلى مؤسسات الحزب حسب تصريحات بعض قيادت الحزب.
وأضاف هذا يعني أن تصريحات مريم الصادق الهدف منها الضغط على اطراف أخرى مناهضة للاسلاميين بالمنطقة وإرسال رسائل إلى هذا التحالف.
ويتابع ان التصريحات تأتي في سياق واقعي يستند على المتغييرات الراهنة في الساحة السياسية في السودان وبوادر عودة الاسلاميين لسدة على ظهر الجيش واللحاق بركبهم بعد أن ضعف موقفهم وشوهت صورة تحالف تقدم باحترافية من قبل الآلة الأعلامية للتيار الاسلامي ومعسكر الجيش.

حوار مع الاسلاميين….
وقد تبرأت نائب رئيس حزب الأمة القومي مريم الصادق من تحالف (صمود وتقدم والحرية والتغيير). وقالت إن الحزب لم يكن أبداً جزءا من صمود أو تقدم بينما جمد عضويته في قوى الحرية والتغيير فيما دعت فيه حوار مع كل الاحزاب بما فيهم الإسلاميين لوقف الحرب في السودان .
وأرجعت مريم الصادق خلال لقاء مع (الجزيرة مباشر) فشل اجتماعات الاتحاد الافريقي مع القوى السياسية السودانية لرفض الجميع الرفض مع الجميع تحت مزاعم موالاة الجيش او المليشيا او تمثيل الشعب السوداني.
وقد أعترفت بأن ميزان الحرب يميل لصالح الجيش الآن وقالت هو يستعيد الأرض وكرامته وكرامة الشعب السوداني ،واضافت الجيش السوداني عليه ملاحظات لكنه جيش وطني.
وقالت مريم أنا أحترم الجيش السوداني أكثر من الدعم السريع
وقالت ان السودان يحتاج لقيادات سياسية رشيدة تنظر لمصلحة السودانيين لا الحكم على أشلائهم. وطالبت القوى المدنية بوضع سقف زمني للتوحد ورحبت مريم بفتح حوار مع الاسلاميين حتى لايتحولوا لاعداء للوطن ويساعدوا في وقف الحرب.
في ذات السياق نصحت مريم رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان بتجاوز الغضب وتكوين حكومة تسيير أعمال للفترة الانتقالية والابتعاد عن تجريم جزء من قيادات الشعب.
وأكدت ان البرهان تم اختياره من الثورة السودانية ليتراس السيادى.
في سياق متصل اقرت نائب رئيس حزب الأمة القومي بوجود ارتباك خطير وتغييب وميوعة تنظيمية في الحزب واتهمت رئيس الحزب برمة ناصر بتجاوز مؤسسات الحزب وانشاء جسم غير دستوري لادارة الحزب بمعزل عن مؤسسات الحزب. وأكدت ان دخول الحزب لتقدم وصمود تم بمعزل عن الحزب وكذلك مشاركة برمة في حكومة المليشيا في نيروبي.
ظروف معقدة….
غير ان الخبير السياسي المختص في شؤون الأحزاب نجم الدين السنوسي، يقول أن حزب الأمة القومي يعيش ظروفه معقدة عقب حرب ١٥ ابريل، حيث برزت تيارات مختلفة منها داعم للدعم السريع وطرف اتخذ الحياد بعدم دعم اي طرف ومجموعة أخرى تسعى إلى ايجاد مواقف أخرى منها مريم الصادق.
ويرى السنوسي في حديثه لـ”النورس” ‏ الدعوة للحوار مع الاسلاميين غير منطقية.
ويؤكد ان الحزب اصبح مقسم مجمع مع ال المهدي وأخرى مع صمود وجزء آخر تائه بين كل الاطراف.

Exit mobile version