الأخبار الرئيسيةتقارير

بعد إعتراف الامم المتحدة بحكومة البرهان……. هل انتهى جدل الشرعية في السودان؟

بعد إعتراف الامم المتحدة بحكومة البرهان…….
هل انتهى جدل الشرعية في السودان؟

تقرير إخباري -خديجة الرحيمة

دعا المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للسودان رمطان لعمامرة إلى تكثيف الجهود لحل سلمي يحترم سيادة السودان ووحدته مؤكداً أن الشعب السوداني صاحب القرار في مستقبله،معربا عن قلق الأمم المتحدة من ميثاق نيروبي محذراً من خطر تفتيت البلاد، مشدداً على رفض أي خطوة تعمّق الانقسام بين السودانيين، ونبه لعمامرة إلى أن أي خطوة توسع الفجوة بين السودانيين بدلاً من توحيدهم تعد “غير مرغوب فيها”.
وقال رمطان إن البناء على الطرح الحالي هو الخطوة التالية التي هو على استعداد لخوضها “رغم حساسيتها وصعوبتها”.
مؤكدا على ضرورة التنسيق بين مختلف المبادرات المطروحة الرامية للتوصل إلى حوار وطني سوداني شامل.
إعتراف الامم المتحدة بالحكومة السودانية لم يكن حديثا او جاء بعد اعلان الدعم السريع تكوين حكومة موازية فمنذ قيام الحرب ظلت الامم المتحدة تتعامل مع الحكومة القائمة باعتبارها السلطة التي تمثل السودان ولهذا تمت دعوة القائد العام للجيش رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان لاجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة ومندوب السودان الذي يمثل الحكومة هنالك.
وليس هنالك أدنى إحتمال بأن تعترف الامم المتحدة بحكومة اخرى في السودان غير الحالية والحكومة الموازية التي ستكون في مناطق الدعم السريع من الصعب أن تجد اعترافا من جهات مؤثرة سوا كانت اقليمية أو دولية.
شرعية ورفض….
إعتراف الامم المتحدة بالحكومة الحالية والرفض المشدد الذي قوبلت به الحكومة الموزاية أعقبته بيانات من دولة عديد أبرزها مصر والسعودية والكويت وقطر والجزائر وغيرهم.
فالخارجية السعودية أعلنت عن رفض المملكة لأي خطوات أو إجراءات غير شرعية تتم خارج إطار عمل المؤسسات الرسمية للسودان قد تمس وحدته ولا تعبر عن إرادة شعبه، بما في ذلك الدعوة إلى تشكيل حكومة موازية في السودان.
بينما أكدت قطر عن دعمها الكامل لوحدة واستقلال وسيادة وسلامة أراضي السودان واعلنت عن رفضها اي شكل من أشكال التدخل في شئونه الداخلية داعية إلى حوار شامل يقود إلى سلام مستدام بالسودان.
أما وزارة الخارجية الكويتية فقد أعربت عن رفض دولة الكويت لأية إجراءات غير شرعية تتم خارج إطار مؤسسات الدولة الرسمية في السودان.
وشددت على ضرورة حماية المؤسسات الرسمية في والتزام جميع الأطراف بمخرجات (إعلان جدة) الموقع في مايو 2023، مؤكدة موقفها الثابت تجاه سيادة السودان وسلامة شعبه وأراضيه.
ولكن دولة الجزائر فقد رحبت بخارطة الطريق التي إقترحتها الحكومة السودانية لإيقاف الحرب.
وادانت التدخلات الخارجية والدعم بالسلاح في بالسودان وشددت على ضرورة احترام المجتمع الدولي لسيادة السودان الشقيق ووحدة أراضيه.
تعديل وخارطة طريق….
وفي هذا الصدد قال القيادي السابق بلجنة إزالة التمكين وجدي صالح، إن رمطان لعمامرة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة فارق بتبنيه لخارطة الطريق التي أقرها القائد العام للقوات المسلحة السودانية لحل الأزمة في البلاد، “القيم التي يجب عليه الدفاع عنها بصفته مبعوثا شخصيا وممثلا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة”.
وأضاف صالح في تدوينة على حسابه بفيسبوك “وهي قيم السلام والديمقراطية التي تتبناها الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي وأن يعمل من أجل وقف الحرب وإسناد الشعب السوداني المتطلع للسلام والحرية والديمقراطية.
وفي منحى قال رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي بابكر فيصل، إن التعديلات على الوثيقة الدستورية، تهدف إلى صناعة ديكتاتورية عسكرية قابضة.
وأضاف في تغريدة على منصة إكس، إنه بدلاً عن الترويج لخارطة الطريق التي أقرتها قيادة القوات المسلحة على أساس التعديلات غير القانونية الأخيرة على الوثيقة الدستورية، كان ينبغي على المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة أن يقف إلى جانب الشعب السوداني بالسعي إلى وقف القتال من خلال خطة حقيقية توقف إراقة الدماء وتستأنف عملية الانتقال المدني بطريقة تفتح الطريق لإقامة نظام ديمقراطي مستدام في البلاد بحسب ما ذكر.
خطورة وتسهيلات…..
الأمم المتحدة ومعظم دول العالم تعترف بسلطة الفريق أول عبدالفتاح البرهان بحكم انها سلطة الامر الواقع ولهذا يتلقى دعوات لحضور القمم العربية والإسلامية والدولية ما عدا الاتحاد الافريقي الذي جمد عضوية السودان فيه منذ الاطاحة بحمدوك قبل ثلاثة أعوام.
هكذا بدأ المحلل السياسي الفاتح عثمان حديثه لـ(النورس نيوز) ليضيف قائلا الحكومة الموازية وجدت اعتراضا قويا من الأمم المتحدة ومن دول الخليج العربي ومن مصر ولكن قد تتعامل معها بعض دول الإقليم من دون ان تعترف بها علنا في تكرار للحالة الليبية.
وأوضح دول مثل كينيا وتشاد وليبيا حفتر والإمارات العربية المتحدة وربما يوغندا وجنوب السودان واثيوبيا قد تتعامل مع الحكومة الموازية وتقدم لها تسهيلات.
ونوه إلى انه يجب عدم التقليل من خطورة الحكومة الموازية والعمل بقوة لانهاء وجود الدعم السريع في ما تبقى من جيوب في ولاية الخرطوم وولايات شمال وغرب كردفان تمهيدا لنقل الحرب الي دارفور وحسمها نهائيا.
وقال من الواضح ان الدعم السريع ترغب في جعل نيالا عاصمة لدولتها المزعومة ان تعذر عليها احتلال الفاشر وانها ستختلف تماما مع الحلو الراغب في ان يكون هو رئيس مجلس السيادة وأن تكون كاودا هي عاصمة تلك الدولة وهذا يعني ان تحالف الحلو مع ال دقلو لن يستمر وربما لا تتكون قط تلك الحكومة المزعومة.
تشجيع وسحب ثقة….
ويرى عضو الحزب الاتحادي الموحد بشير فضل الله انه من الافضل الاعتراف بالحكومة السودانية الحالية مشيرا الى ان اي نزع لشرعية الحكومة الحالية قد يؤدي الى فوضى وربكة في المشهد السياسي من بعض الجهات التي تسعى لتقسيم السودان بحسب ما قال.
وأوضح فضل الله لـ(النورس) قائلا افيدكم علما بأن قرار المكتب القيادي لتقدم في اجتماع نيروبي في شهر يناير الماضي بنزع الشرعية من حكومة بورتسودان شجع الفصائل التي انشقت من تقدم لاحقا وكونت ما يسمى بمنصة التأسيسي في كينيا لتكوين حكومة موازية لسحب الثقة من حكومة بورتسودان.
وأوضح اعتراف الأمم المتحدة وبعض دول مجلس التعاون الخليجي ومصر بسلطة الحكومة السودانية له تأثير كبير على تكوين حكومة في مناطق الدعم السريع لانها لا تستطيع الصمود والاستمرار بدون اعتراف اقليمي ودولي.
وأبان المشاركين أو المؤسسين لتقدم في اجتماع المؤتمر التأسيسي في العاصمة اديس ابابا المنعقد في شهر مايو 2024 طرح مقترح تكوين حكومة منفى ونزع الشرعية من حكومة بورتسودان لكن المقترح قوبل بالرفض التام من المؤتمر التأسيسي.
وقال الحكومة الحالية عطلت الوثيقة الدستورية وانقلبت على الحكومة المدنية لكن من الافضل بقائها الى حين إنتهاء الحرب بعدها لكل حدث حديث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *