حكومة المليشيا.. سيناريو النهايات
بدأت الخلافات تنحر في جسم الذين يودون التوقيع على الميثاق السياسي لحكومة مليشيا الدعم السريع قبل التوقيع عليه مايؤكد أن هنالك عدم إتفاق وتوافق بين المكونات المشاركة في مؤتمر نيروبي وهو مايطرح عدد من التساؤلات حول مصير الحكومة المزمع تشكيلها في مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع؟
تقرير إخباري : النورس نيوز
تأجيل جديد
للمرة الثالثة أعلنت الجهات المنظمة لمؤتمر نيروبي عن تأجيل التوقيع على الميثاق السياسي لحكومة مليشيا الدعم السريع الذي كان من المقرر أن يتم الجمعة، حيث تم تأجيل التوقيع من قبل من يوم الاثنين إلى الثلاثاء، ثم إلى الجمعة، قبل أن يتم التأجيل لموعد لاحق لم يُعلن عنه ما يعكس التحديات التي تواجهها الخطوة في التوصل إلى توافق بين الأطراف المختلفة.
ظهور صراع
مليشيا الدعم السريع والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو أبرز طرفا الحكومة الموازية التي تخطط لإنشاء حكومة تتكون من ثلاثة مستويات: مجلس سيادة، مجلس وزراء، وهيئة تشريعية دخلت في صراع حول رئاسة مجلس السيادة ما أدى إلى تأجيل التوقيع على ميثاق الحكومة الموازية إضافة إلى ذلك فإن التأجيل جاء نتيجة لاستمرار المشاورات مع الوفود المشاركة حول تفاصيل الميثاق، وانتظار وصول وفود أخرى للمشاركة في المؤتمر. كما ألغت اللجنة المنظمة مؤتمراً صحفياً كان من المقرر عقده يوم الخميس في نيروبي، دون تقديم أي توضيحات حول أسباب الإلغاء.
ضغوط كبيرة
يقول القيادي بحركة العدل والمساواة حسن إبراهيم إن حدوث صراع أو خلافات حول من يشغل حقائب الحكومة المزعومة أمر وارد لكنه يعتقد أن ذلك سابق لأوانه وأن مايتداول هو أن التوقيع تأخر لوجود ملاحظات وتعديلات طالبت بها الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو بأن تضمن بالوثيقة وهي تعديلات جوهرية لا تجد التأييد أو القبول من بعض المكونات خاصة فيما يتعلق بالعلمانية وحق تقرير المصير.
وأشار إبراهيم في حديث لـ ( النورس نيوز) إلى أن الحركة الشعبية ترى أنه لابد من تضمين التعديلات فضلاََ عن وجود ضغوط كبيرة من عبد العزيز الحلو من قواعد الحركة بعدم التوقيع وأن تم التوقيع يجب أن يضمن الإتفاق جميع مطالب ورؤية الحركة الشعبية، وفي المجمل هذه مجموعات لا تجمع بينها روابط إلا الجهة التي تدفع بالتالي لا يستبعد أن تكون بينهم خلافات.
مكونات تحالف
وأطلقت المجموعات التي أعلنت مشاركتها في حكومة المليشيا على نفسها (تحالف السودان التأسيسي) الذي كان جزءاً من (تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية) (تقدّم سابقاً)، قبل فك الارتباط بالمجموعة الرافضة للحكومة الموازية: «حركة العدل والمساواة (جناح سليمان صندل)»، و«تجمع قوى تحرير السودان» بقيادة الطاهر حجر، بالإضافة إلى «حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي» بزعامة الهادي إدريس،وعدداً من القوى السياسية والمدنية.
أمر وارد
مع تقديري لنضالات الرفاق في الحركة الشعبية شمال لم نتمكن من الإطلاع على الاتفاق السياسي الذي بموجبه يتم تقاسم السلطة والثروة بين الحركة الشعبية ومليشيا الدعم السريع لذلك من الصعب التكهن باستمرار هذا التحالف بين الاثنين فالبون شاسع بين منفستو الحركة الشعبية وبين أقوال وأفعال الجنجويد فالحركة الشعبية المكون الرئيسي فيها هم شعب جبال النوبة هذا المكون الإجتماعي شديد التباين مع مكونات الدعم السريع التي يتشكل منها نتيجة لمرارات وأفعال وممارسات سابقة لا يمكن القفز عليها هكذا بتحالف سياسي فوقي وإنما تحتاج إلى حوار عميق سياسي واجتماعي يضع أسس للتعايش السلمي والمعاهدات والأحلاف البينية ليغسل البطون من مرارات الماضي ويفتح صفحة جديدة هكذا يقول رئيس القطاع السياسي بحزب الأمة فتحي حسن وهو يضيف لـ ( النورس نيوز) لذلك إذا صحت حقيقة تحالف الحلو والجنجويد فإن التدافع حول الرئاسة يصبح أمراََ وارداََ اما فيما يلي تكوين حكومة المليشيا من عدمه فالنظر دوماََ يكون ناحية الوظيفة التي تقوم بها الحكومة المراد تكوينها ذات نفسها فتجربة الجنجويد فطيرة وبائسة فيما يسمي بالإدارة المدنية فهي صورية ومجرد حبر على ورق ولذلك سيكون الفشل هو المصير الذي ينتظر تكوين تلكم الحكومة.
عدائية أخرى
وأثارت استضافة نيروبي اجتماعات «الميليشيا المتمردة وحلفائها»ردود فعل غاضبة من قِبل الحكومة السودانية، التي سارعت إلى استدعاء سفيرها في كينيا، كمال جبارة، للتشاور معه، حول ذلك واصفة الخطوة بأنها «عدائية أخرى» ضد السودان، حسبما جاء في بيان لخارجيتها. وأعربت الخارجية السودانية، في بيانها، عن أسفها لاستضافة كينيا للاجتماع الذي يهدف إلى إقامة حكومة موازية في جزء من أراضي السودان، ما يشجع على تقسيم الدول الأفريقية وانتهاك سيادتها والتدخل في شؤونها الداخلية، متهمةً نيروبي بالتنكّر لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والأمر التأسيسي للاتحاد الأفريقي.
هزائم متلاحقة
خطوة مليشيا الدعم السريع وحلفائها بتشكيل حكومة موازية تأتي بعد عدد من الهزائم التي تلقتها المليشيا خلال الفترة الماضية من القوات المسلحة السودانية في مختلف محاور وميادين القتال مايضعف من تواجد حكومتها المزعومه في مناطق سيطرتها المحدودة علاوةََ على أن تشكيل الحكومة إصطدم منذ البداية بصراعات مابين الشعبية والمليشيا مايعزز الحديث حول تشييع حكومة مليشيا الدعم السريع قبل ولادتها.