المليشيا المتمردة.. البحث عن انتصارات بالهجوم على النازحين
![المليشيا المتمردة.. البحث عن انتصارات بالهجوم على النازحين 1 زمزم](https://alnawrs.com/wp-content/uploads/2025/02/زمزم-780x470.jpg)
تقرير إخباري- ابونبراس
بعد أن كبدتها القوات المسلحة خسائر فادحة في محاور الجزيرة وسنار والخرطوم حاولت المليشيا المتمردة، تحقيق انتصار مزيف على حساب المدنيين، حيث شنت القوات المتمردة، هجوما عنيفا على مخيم زمزم بولاية شمال دارفور، مرتكبة انتهاكات واسعة ضد النازحين، وأجبرت الآلاف على الفرار في رحلة نزوح عكسية نحو مدينة الفاشر، وسط صمت دولي كبير.
وأرجع متحدثين لـ”النورس” صمت المجتمع الدولي إلى الضغوط التي تمارسها الجهات الراعية للمتمردين.
مقاهي سياسية…. قال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، في منشور على “X” إن معسكر زمزم تعرض للاستباحة بواسطة ميليشيا الدعم السريع.
وأدان الهجوم بشدة، داعيا الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى مطالبة الدول الداعمة لما أسماه بالإرهاب والإبادة الجماعية بالتوقف.
عزا المحلل السياسي مجدي عبدالقيوم صمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة تجاه استهداف مليشيا الارهابية لمعسكرات النازحين واللاجئين بدارفور إلى أن المليشيا مجرد أداة لتنفيذ سيناريو مرتبط بمصالح أطراف دولية وإقليمية.
ويؤكد عبدالقيوم لـ”النورس” علم المجتمع الدولي بجرائم مليشيا الدعم السريع ومنها قصف معسكرات النازحين ومع ذلك ينتقد تلك الجرائم بحياء وذلك لأن مواقف الدول فيما يتصل بالقضايا الخارجية يغلب عليه المنهج البرغماتي لارتباط المسالة بالمصالح الاقتصادية.
ويقول إن الامم المتحدة واذرعها مجرد مقاهي سياسية وجلسات للعلاقات العامة تصدر بيانات تنديد وإدانة لتجميل الوجه القبيح لمرتكبي الجرائم وقرارات غير قابلة للتنفيذ خاصة في هذه المرحلة من التاريخ التي تشهد انعطافا كبيرا في مسار العالم وفي ظل صراع محتدم حول الموارد سيما الأرض والمياه والمعادن.
ومنذ مطلع ديسمبر الماضي، بدأت مليشيات الجنجويد استهداف معسكر زمزم، الواقع على بُعد نحو 12 كيلومترا جنوب غرب الفاشر، بعدد كبير من القذائف المدفعية طويلة المدى، مما أدى إلى مقتل عشرات النازحين وإجبار الآلاف على الفرار.
تأثير نافذين.
فيما أرجع الناطق الرسمي بإسم قوات حركة العدل والمساواة العميد حامد حجر في إفادة لـ”النورس” صمت وغياب المجتمع الدولي والأمم المتحدة عن جرائم المليشيا المتمردة في معسكرات النازحين بدارفور إلى الضغوط التي تمارسها الجهة التي ترعى المليشيا عليهم، ويضيف إن المجتمع الدولي تحت تأثير نافذين في الأمم المتحدة.
وبحسب حجر وهو وعضو الغرفة الإعلامية للقوات المشتركة إن انتهاك المعسكرات جريمة حرب وانتهاك لحقوق الإنسان، مشددا على ضرورة تحرك المجتمع الدولي و إدانة أفعال المليشيا.
وبين أن معسكر زمزم من أكبر معسكرات دارفور يضم حوالي مليون نازح ونازحة.
وأكد حجر قدرتهم على حماية الفاشر والمعسكرات وتابع قريبا سوف تتغير موازين القوى على الأرض، لدينا قوات كبيرة متحركة صوب الفاشر لفك الحصار و تأمن أكبر مساحة ممكنة، ستكون جميع مدافع وطيران الجنجويد المسير خارج الخدمة.
حماية المدنيين.
وقد أكدت اتفاقيات جنيف حماية المدنيين في النزاعات المسلحة، وتشير المادة 51 من الملحق الأول الإضافي في اتفاقيات جنيف 1977، وفق ما أورده موقع اللجنة الدولية للصليب الأحمر: تمتع السكان المدنيين والأشخاص المدنيون بحماية عامة ضد الأخطار الناجمة عن العمليات العسكرية.
وتحظر المادة الهجمات العشوائية، وتعتبر هجمات عشوائية الهجوم الذي يمكن أن يتوقع منه أن يسبب خسارة في أرواح المدنيين أو إصابة بهم أو أضراراً بالأعيان المدنية، أو أن يحدث خلطا من هذه الخسائر والأضرار.
والهجوم العشوائي كذلك هو “الهجوم قصفا بالقنابل، أيا كانت الطرق والوسائل، الذي يعالج عددا من الأهداف العسكرية الواضحة التباعد والتميز بعضها عن البعض الآخر والواقعة في مدينة أو بلدة أو قرية أو منطقة أخرى تضم تركزا من المدنيين أو الأعيان المدنية، على أنها هدف عسكري واحد.
جريمة وحشية.
وقد اتهمت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين مليشيا الدعم السريع الارهابية بارتكاب جريمة وحشية بحق الأبرياء، بمعسكر زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور.
واعتبرت ذلك جريمة حرب وإنتهاكاً صارخاً لكل القوانين والأعراف الدولية.
ودعت إلى ضرورة وقف الهجمات على النازحين فوراً، كما طالبت المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية النازحين، وفرض عقوبات على الجناة.
وقد بررت القوات استهدافها للمخيم، بانسحاب القوة المشتركة من الفاشر إلى داخل المخيم واتخاذها النازحين دروعا بشرية، وهو ما تنفيه القوة المشتركة بشدة.