تقرير أخباري : خديجة الرحيمة
اتهم نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار دولة الإمارات بتدبير (تحركات مضرة) تهدف إلى عقد مؤتمر خاص بشأن الأوضاع في البلاد، على هامش قمة الاتحاد الأفريقي الجمعة المقبل. وجاء الاتهام في بيان أصدره الاثنين الماضي تعليقا على الدعوة الإماراتية.
وأوضح عقار أن المؤتمر المزمع ستشارك فيه منظمات دولية وإقليمية كالأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ودول مثل الإمارات وإثيوبيا وغيرها، وأن التحركات تلك تتضمن دعوة لمصر التي رفضت المشاركة في ما اعتبره مهزلة لا تسعى إلا لتشويه الحقائق واستمرار العدوان على السودان.
واستنكر عقار فرض الامارات أجندتها السياسية من خلال التأكيد على مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الوزراء الإثيوبي في المؤتمر المزمع انعقاده الجمعة المقبلة معربا عن أمله بأن تتخذ إثيوبيا موقفا يراعي المصالح المشتركة بين البلدين، مشيرا إلى أن الاجتماع يُعقد في صباح نفس اليوم الذي ينعقد فيه اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي للرؤساء، وأن ذلك التوقيت المدبر وبسوء نية لا يتعدى كونه محاولة للعب على المشهد السياسي الإقليمي وصناعة مناقشات بعيداً عن مصلحة السودان الحقيقية وتحويله لبازار سياسي آخر يخدم أغراض العدوان الإماراتي على السودان.
شكوى واتهامات….
الإمارات ظلت ومنذ بداية الحرب تقدم كل أنواع الدعم لمليشيا الدعم السريع رغم تقديم السودان شكوى ضدها في مجلس الامن إلا أنها لا زالت مستمرة في دعمها للتمرد.
بينما تقدمت الامارات ايضا بشكوى لمجلس الأمن الدولي أشارت فيها إلى أن السودان ظل يتهمها بتمويل الحرب والتدخل في شؤونه الداخلية دون إثبات وبلا أدلة.
وكان عضو مجلس السيادة الإنتقالي ومساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن ياسر العطا قد وجه إتهامات لدولة الإمارات بتمويلها لقوات الدعم السريع وإمداده بالسلاح.
على خلفية ذلك قامت وزارة الخارجية الإماراتية في ديسمبر الماضي بإستدعاء السفير السوداني بابوظبي وابلغته بأن الملحق العسكري السوداني ونائبه والملحق الثقافي أصبحوا اشخاص غير مرغوب فيهم وامهلتهم72 ساعة لمغادرة الاراضي الاماراتية.
رداً على ذلك قام السودان بطرد 15 دبلوماسيا من أراضيه حيث استدعت وزارة الخارجية السودانية القائم بالأعمال بالإنابة لسفارة دولة الإمارات بالسودان بدرية الشحي وأبلغتها قرار حكومة السودان بإعلان عدد (15) شخصاً من الدبلوماسيين العاملين في السفارة أشخاصاً غير مرغوب فيهم وطالبت بمغادرتهم السودان خلال 48 ساعة.
تورط وتبيض صورة….
وتستضيف العاصمة الأثيوبية أديس أبابا الجمعة المقبل القمة العادية الــ38 للاتحاد الأفريقي الخاصة برؤساء دول وحكومات الاتحاد، وتسبق أعمال القمة، أعمال الدورة الــ 46 للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي على مستوى الوزراء، وذلك في الفترة من 12 وحتى 15 فبراير المقبل.
حيث تشهد أعمال القمة تسلم الرئيس الأنجولي جواو لورينسو الرئاسة الدورية للاتحاد من الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، وهي المرة الأولى التي تتولى فيها أنجولا هذا الدور منذ انضمامها إلى المنظمة الأفريقية، ومن المتوقع أن تناقش القمة قضايا رئيسة تؤثر على القارة بما في ذلك الأمن الغذائي .
عقار في بيانه شدد على الرفض التام لأي مبادرات أو اجتماعات تُعقد لمناقشة شؤون السودان الداخلية، دون إشراك حكومته، وبصفة خاصة عندما تكون المبادرة من دولة خارج إطار الاتحاد الأفريقي، معتبراً تلك الخطوات جرماً وعدواناً متكاملاً على دولة أفريقية تسعى لحماية أراضيها وسيادتها، وتتعارض مع المبادئ الأساسية التي يقوم عليها الاتحاد الأفريقي على أساس احترام السيادة والوحدة.
وأشار إلى أن محاولات دولة الإمارات مقصود بها تبييض صورتها، والتغطية على تورطها المباشر في دعم الإرهاب في أفريقيا وخاصة السودان عبر تسليح ودعم مليشيا الدعم السريع، مضيفاً أن حديثها عن تقديم المساعدات الإنسانية تُعريه الحقيقة التي تثبت استمرارها في تمويل العمليات الإرهابية وتعهد بعدم قبول السودان بأي تدخل أو تلاعب بمصير شعبه أو بتحديد مساره السياسي.
تأثير وتعطيل…..
الإمارات تسعى لمحاصرة الحكومة السودانية وسلب الجيش السوداني من أن ينال تعاملا دوليا مفتوحاً بعد الانتصارات المتتالية للجيش والتي بات متوقعا أن يحسم الحرب كلها في غضون الاسابيع القليلة القادمة.
المحلل السياسي الفاتح محجوب يقول إن الإمارات استغلت إجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي الذي يحضره عادة عدد كبير من الرؤساء الأفارقة وقامت بالتنسيق مع رئيس الوزراء الاثيوبي والرئيس الكيني بالدعوة لعقد إجتماع في ذات يوم إجتماع مجلس الأمن والسلم الافريقي وقدمت الدعوة لغالب أعضائه وأيضاً للامين العام للأمم المتحدة المدعو أصلا للاجتماع الخاص بمجلس الامن والسلم الافريقي.
وأضاف في حديثه لـ(النورس نيوز) الامارات خصصت هذا الاجتماع للنظر في شؤون السودان والغرض الحقيقي هو التأثير على مجلس الأمن والسلم الافريقي ودفعه لاتخاذ قرارات جديدة تنزع شرعية الامر الواقع عن الحكومة السودانية.
وأوضح الإمارات تعتبر جهدها الدبلوماسي جزء من حربها المفتوحة مع الحكومة السودانية وهذا يعني ان على الحكومة السودانية ان لا تنشغل بالانتصار في ميدان الحرب عن معركة الدبلوماسية ويجب عليها بذل كل جهودها لتأمين ما يكفي من الاصدقاء لتعطيل اي قرارات ضد الدولة السودانية في كل الساحات الإقليمية والدولية
وتابع عليها أيضا ان لا تهمل اي مبادرات دولية لانهاء النزاع بينها وبين حكومة الإمارات العربية المتحدة.
تباين وإستبعاد …
وفي منحى آخر يقول القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار إنه وفي البروتوكول الرسمي فإن هكذا تصريح إن كان يعبر عن الدولة فهو يخرج من مجلس السيادة خاصة وأن مالك عقار هو نائب الرئيس
واوضح لـ(النورس) لكن أن يخرج التصريح باسمه ولا حتى بالحركة التي يتزعمها فهذا يدل على الارتباك الرسمي في العديد من القضايا وربما تباين الرؤى.
وأضاف في اعتقادي ربما توقيت هذا التصريح تزامن مع الحديث حول تشكيل جديد للمجلس وللحكومة سيستبعده في الغالب من منصبه الحالي وبالتالي كان لا بد من أن يقول أنا هنا بأي كيفية
وتابع عموما فالعديد من التصريحات ابتلعتها المواقف اللاحقة بحسب تعبيره.