تحالف جديد أعلنت عنه المكونات التي إنفصلت عن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) بفعل الخلافات التي عصفت بها بسبب قبول بعضها بتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع ورفض آخرون ما أدى إلى فك الارتباط وإعلان الرافضون للخطوة عن تحالف بإسم (صمود) فهل يصمد أم يلحق بالتحالف السابق (تقدم)؟.
تقرير إخباري : النورس نيوز
إعلان رسمي…..
أعلنت الفئات والمكونات الرافضة لمقترح تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع تكوين التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” عبر هياكل مؤقتة يترأسها عبدالله حمدوك حيث يضم التحالف 13 حزباََ أبرزها الأمة القومي والمؤتمر السوداني والتجمع الاتحادي و17 تجمعاً مهنياً ولجان مقاومة ومجتمع مدني.
واعتبرت القوى التي شكلت تحالف “صمود”، في بيانها التأسيسي، أن الخطوة تأتي إيماناََ والتزاماََ بأهمية اختيار والتزام القوى المدنية، بالديمقراطية طريقاََ مستقلاََ لا ينحاز لأي من أطراف الحرب، ولا ينخرط فيها بأي شكل من الأشكال، وأن تتصدى لكل فعل أو قول يهدد وحدة البلاد، ويمزق نسيجها الإجتماعي.
جسم فضفاض…
تقدم نفسها كانت جسماََ فضفاضاََ هلامياََ .. وقوى جمعتها مصالح محددة وفي سياق طول أمد الحرب تباينت المصالح .. بالتالي كان لا بد من التصدع والانشقاق الذي حدث، فلقد راهنت تقدم كثيراََ على الحصان الأجنبي وما يسمى بالمبادرات والخارج نفسه متورط في هذه الحرب حتى النخاع هكذا يقول القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار.
وأضاف كرار لـ ( النورس نيوز ) :حتى عندما كانت أجزاء من (تقدم) في موقع السلطة بعد الثورة غضوا الطرف عن مطالب الثورة والشعب،واليوم أيضاََ لا يراهنون على الشعب وهي مدرسة سياسية تحكم نهجهم بالتالي فلا مستقبل لمن يبتعدون عن الشعب سواء كان الإسم (صمود) أو (تقدم) فالعبرة ليست بالأسماء ولا اللافتات.
بداية خلاف….
برزت خلافات تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) في ديسمبر من العام الماضي خلال إجتماع الهيئة القيادية للتنسيقية في عنتيبي الأوغندية إثر تبني فصائل الجبهة الثورية مقترحاََ بتشكيل حكومة موازية هدفه انتزاع الشرعية عن الحكومة السودانية التي تتخذ من بورتسودان مقراََ لها.
وأحيل المقترح إلى آلية سياسية عجزت عن التوفيق بين المتمسكين بتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع والرافضين الذين يعتقدون أن الذهاب إلى حكومة يؤدي إلى الانحياز إلى أحد أطراف الصراع كما أنه يمهد لانقسام البلاد سياسياََ ولا يساعد على السلام وإنهاء الحرب.
وعقب إجتماع للهيئة القيادية للتنسيقية أعلنت فك الارتباط بين المجموعة الداعية إلى قيام حكومة في مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع، وبين المتمسكين بعدم تشكيلها، على أن يعمل كل منهما تحت منصة منفصلة سياسياََ وتنظيمياََ بإسمين جديدين مختلفين.
مؤشرات إنقسام….
يؤكد المحلل السياسي د. راشد التجاني أن( صمود) لن تصمد ويدلل على ذلك بعدد من المؤشرات أبرزها الانقسامات التي طالت التحالف الذي بدأ بقوى الحرية والتتغيير منذ 4 سنوات عدة مرات بإنقسام مكونات كبيرة تحولت بعدها لـ ( تقدم )
التي انشقت لنصفين.
َوقال التجاني لـ ( النورس نيوز ) أن التحالف يمضي في تناقص كل فترة مبيناََ أن (صمود) ستدعي ذات إدعاءات الحرية والتغيير ويمكن أن تنشق من أول إختبار لأنها ليس لديها برنامج يجمعها وأن أي ظهور موقف جديد سيؤدي إلى انقسامات وهو حال جميع الكيانات السياسية السودانية التي تعاني من الانقسامات بسبب عدم قبول الرأي الآخر.
ضغط شعبي….
بدوره يقول القيادي بحركة العدل والمساواة حسن إبراهيم إن تحالف (تقدم) أو الحرية والتغيير المركزي وواجهاتها التي إنهارت كانت تحمل جميع أسباب الفشل والانهيار لأن التحالف كان يسبح عكس التيار الوطني الذي إصطف حمايةََ لتراب الوطن وضد الفظائع التي ارتكبتها ومازالت ترتكبها مليشيا الدعم السريع.
وأضاف إبراهيم لـ ( النورس نيوز ): بالتالي كان الضغط الشعبي خاصةََ بعد توقيع (تقدم) إتفاقاََ مع المليشيا وأيقن قادة التحالف أو بعضهم أن المسيره في هذا الأمر ستكون تكلفتها عالية سياسياََ وإجتماعياََ فكانت النتيجة الانشقاق، وأكد أن( صمود) لن تصمد لأن أسباب الفشل ما زالت حاضرة وهي ذات الأسباب التي أفشلت الإطاري ومن ثم اشعلوا الحرب وهو نتيجة طبيعية للخطل الذي كان يمارس وتقسيم القوى السياسية لدرجات، وقال إن الحرية والتغيير أو صمود هي المولود الجديدة للحرية والتغيير المركزي وواجهاتها التي لم تستفيد من اخطائها بالتالي ما لم تغير النظرة وسلوكها تجاه القوى الوطنية ستنهار.