خطاب البرهان….رسائل سياسية تغيّب المعارك العسكرية!
![خطاب البرهان....رسائل سياسية تغيّب المعارك العسكرية! 1 البرهان في بورتسودان](https://alnawrs.com/wp-content/uploads/2025/02/البرهان-في-بورتسودان-780x470.jpeg)
خطاب البرهان….رسائل سياسية تغيّب المعارك العسكرية!
تقرير أخباري : خديجة الرحيمة
تباينت التفسيرات والتحليلات بشأن خطاب رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أمام مخاطبته قوى سياسية ومجتمعية سلمته مسودة خارطة الطريق لحل الأزمة بالبلاد ووضع برامج للمرحلة القادمة.
ولم تمضي على خطاب البرهان ساعات قليلة حتى تصدر المشهد في البلاد لاسيما في القنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي كمل صدرت ردود فعل كثيرة حول ذلك الخطاب الذي وصفه مراقبون بالخطير بعث فيه البرهان بعدة رسائل نارية لقوى سياسية بالداخل والخارج، الأمر الذي خطف الاضواء عن تغطيات سير المعارك العسكرية للجيش في عدة جبهات قتالية.
وخلال كلمته في ختام مشاورات القوى السياسية ببورتسودان السبت الماضي أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان أن مشاورات القوى السياسية والمجتمعية تهدف إلى رسم خريطة طريق للحوار السوداني، وإحلال السلام والتوافق السياسي، ولفت إلى أن “الباب ما زال مفتوحا أمام كل شخص يقف موقفا وطنيا وينحاز للصف الوطني”.
وتناول البرهان عدة قضايا محورية تتعلق بالحرب الأهلية والحوار الوطني ومستقبل الفترة الانتقالية في السودان. وبدأ كلمته بتكريم شهداء السودان، الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن، مع التركيز على شهداء “معركة الكرامة”.
رفض وإعتذار…
تصريحات البرهان التي وجهها للمؤتمر الوطني اثارت جدلا وانتقادات كبيرة وقوبلت بالرفض من معظم الاسلامين وكثيرين طالبوه بالاعتذار
حيث حذر البرهان خلال مخاطبته القوى السياسية حزب المؤتمر الوطني من العودة للحكم “على أشلاء السودانيين” عقب ذلك تحولت الاوساط السياسية السودانية لردود فعل واسعة تجاه تلك التصريحات.
الى ذلك قال حزب المؤتمر الوطني في بيان صحفي ردا على اتهام البرهان لقادته بـ”التشبث بالحكم مقابل دماء الشعب السوداني” إن “هذا الأمر يكذبه التاريخ القريب”، وذكر أنه “في التغيير الذي جرى في أبريل 2019 حينما قررت قيادة الحزب التنحي السلمي عن السلطة كان لقيادة الحزب وقتها عشرات الخيارات التي تبقيها في السلطة، ولكنها تؤدي لإراقة دماء بنات وأبناء الشعب السوداني”.
وتابع البيان أنه “رغم تعرض قياداتها للتنكيل والسجن لسنين في المعتقلات، ونزع الممتلكات والتعرض لأبشع أنواع الظلم، كان موقفها واضحا وهو احترام سيادة الدولة الوطنية، والاتجاه للمعارضة السلمية المساندة ونبذ العنف، لأنها تعلم بخبرتها الطويلة في إدارة البلاد ماذا يعني الانجرار نحو الفوضى”.
استبعاد وجذب أضواء……
بينما يرى المحلل السياسي الفاتح محجوب ان
خطاب البرهان امام مؤتمر الكتلة الديمقراطية يعتبر خطابا ذكيا جدا لانه موجه اولا للخارج للتأكيد على ان الجيش مستقل ولا يتبع لاي جهة سياسية وان عليهم ان يستبعدوا فكرة رجوع حزب البشير للحكم في الفترة الانتقالية.
وأضاف في حديثه لـ(النورس نيوز) خطابه وجه بعدها للداخل مؤكدا بوضوح أن رئيس مجلس الوزراء الجديد سيكون مدنيا والتشاور مع الأحزاب السياسية وحكومته ستكون جميعا من التكنوقراط اي لا مجال لاي مشاركة حزبية في ادارة الفترة الانتقالية .
وأضاف على حزب البشير أن يفهم أن مشاركة أفراده في القتال لا تعني انهم سيقودون الحكم في الفترة الانتقالية وان عليهم مثل غيرهم الاستعداد لخوض الانتخابات وهي اشارة ذكية تعني انتهاء حظر المؤتمر الوطني من المشاركه في العمل السياسي مع انه اتبع اسلوب خشن للتعبير عن ذلك
وتابع كما وجه خطابه لتقدم معلنا فتح الباب واسعا امام رجوعها للوطن ان تراجعت عن دعمها للدعم السريع وهو بذلك يهيء البلد للمصالحة الوطنية وللحوار السوداني سوداني حول كيفية الانتقال الديموقراطي وحول الدستور المناسب للبلاد .
وفيما يتعلق بتوقيت خطاب البرهان وخطف الاضواء يؤكد محجوب ان التوقيت كان مناسبا لانه تزامن مع انتصارات متتالية وكاسحة للجيش السوداني معلنة عن قرب انتهاء الحرب في السودان ولهذا نجح الخطاب في جذب الاضواء بعيدا عن الحرب لانه نقل النقاش من الحرب الى ترتيبات ما بعد الحرب وهنا تكمن اهمية الخطاب.
شرعية زائفة…..
هذه التصريحات هي عناوين عريضة للمشهد القادم في اليوم التالي للحرب وإن كانت تعني شيئا فهي تعني تمسك القيادة العسكرية بوضعها القائم وهو الاستمرار في الحكم بوضع اليد وبقوة السلاح وهذا سينتج المزيد من الازمات ويعيد انتاج الحروب وعليه فمحاولة ترميم الوضع السياسي على هذا النحو لا يجدي لانه يتعارض مع راي اغلبية الشعب في ابعاد العسكر من السياسة وحل المليشيات وتأسيس السلطة المدنية الكاملة وهي أهداف ثورة ديسمبر
هكذا بدا القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار. حديثه لـ(النورس) ليضيف قائلا لكن قد تكون هذه التصريحات محاولة لمغازلة بعض القوى ومقايضتها من اجل منح شرعية زائفة باسم دستور جديد وحكومة تحت ظل العسكر لن تمثل باي حال الشعب السوداني.
وأوضح كرار في اتون الحرب صار الاعلام صدى لصوت القيادات العسكرية لأن الاعلام نفسه بات مصطفا مع هذا الطرف او ذاك
وتابع من الطبيعي ان تنشغل وسائل الاعلام بخطاب قائد الجيش، وتدور في فلكه وهذه سمة الاعلام منذ بداية الحرب الذي أهمل تداعيات الحرب وتأثيراتها على مستوى الوطن والمواطن وبات يروج لأحاديث قادة الحرب بوعي أو بدون وعي بحسب ما ذكر.