آراء و مقالات

خطاب البرهان..!!

*خطاب البرهان..!!*
*الطاهر ساتي*

:: منذ الأمس، إن كانت ثمة شيء يستوجب النقد، ليس حديث رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش، بل مناسبة الحديث و توقيته .. نعم، مناسبة الحديث و توقيته، وليس الحديث، هما ما يجب نقدهما ..!!

:: كما ابتلى الله البلاد بمليشيا آل دقلو، ابتلاها أيضاً بمليشيا العطالة المسماة بالنخب السياسية، وفئة منها مكدسة حالياً في بورتسودان و تشغل الحكومة والجيش والشعب عن معركة الكرامة..!!

:: قصد البرهان هذه النخبة العاطلة وخاطبها و استلم منها ما وصفوها بخارطة طريق و رؤية سياسية، وهي في حقيقة الأمر ( كلام إنشائي فارغ)، ولايحل قضية أُسرية، ناهيك عن قضية بلد وشعب ..!!

:: نصحنا عواطلية بورتسودان بعدم التكدس، وأن الوقت لتحرير السودان من مليشيا آل دقلو وتقدم، وليس للهرج المسمى بالنشاط السياسي، وأن التحرير لن يكتمل إلا باعلان دارفور خالية من الجنجويد، فاصبروا ..!!

:: و نصحناهم بان كانت ثمة مشروع سياسي في خاطركم، فان آوان طرحه لم يأت بعد ..وليس أخلاقياً الحديث عن المناصب و نظم الحكم وبجواركم يُضحي الشعب وجيشه بالروح والدم ليستردوا وطنهم من المجرمين..!!

:: عواطلية بوررتسودان ضربوا بالنصح عرض الحائط، وتكدسوا، فخاطبهم البرهان، ومع كان يجب أن يلبي دعوتهم ..اذ كان عليه الاعتذار بما يليق بهم : ( أنا ما عاطل زيكم ولا فاضي ليكم)، ثم يواصل قيادة المعركة..!!

:: المهم، ليس هناك ما يستدعي النقد والغضب في حديث البرهان ..و ما الذي يُغضب حين يؤكد بان من يقاتل مع الجيش هو الشعب، وليس حزباً أو جماعة ؟، وما الذي يُغضب حين يطالب زيد من الناس او عبيد بعدم المزايدة على الجيش والشعب ..!!

:: وما الذي يُغضب حين يُنبه هذا الحزب أو ذاك بعدم التفكير في حكم السودان بغير تفويض( الانتخاب)..؟، وما الذي يُغضب حين يُنبه كل من يقاتل لحزب أو جماعة بالعودة الى حزبه أو جماعته، وكل من يقاتل للوطن بالبقاء في خندق الوطن ..؟؟

:: لقد أحسن عملاً بخطاب يُطمئن الشعب و المجتمع الدولي .. و ليس في الخطاب ما يستدعي غضب أحد، ما لم يكن الغاضب ( في بطنه حرقص) أي طامعٌ للحكم أو مُقاتل في سبيل حزب أو جماعة، وليس في سبيل الوطن والشعب .. !!

:: أما العفو عن جنجويد آل دقلو وعملاء تقدم، فليس في الأمر عجب أو جديد.. فالعفو الرئاسي الذي شمل كيكل، بالتأكيد سوف يشمل كل تائب عائد إلى حضن الوطن من حضن العمالة والارتزاق والتمرد..!!

:: لقد فعل كيكل في أهل الجزيرة ذات الموبقات التي يفعلها جنجويد حميدتي وحمدوك في أهل السودان جميعاً، ثم عاد تائباً مساهماً في التحرير، ومكابر من ينكر حجم تأثير توبة كيكل على مسرح العمليات بالجزيرة و الخرطوم..!!

:: فالخلاف مع عُملاء تقدم ليس شخصياً، بل خلاف مواقف .. ومتى ما تخلو عن عمالتهم و إرتزاقهم و تابوا وعادوا، فان من حقهم أن يشملهم العفو العام كما شمل كيكل، دون اسقاط الحق الخاص لأي متضرر..!!

:: وعلى كل، و إن كان التوقيت غير مناسب، لقد نجح البرهان في تلخيص خارطة طريق مرحلة ما بعد الحرب .. لاعودة لما وراء ( 11 ابريل 2019 )، ولاعودة لما وراء ( 25 أكتوير 2021 )، وأن حكومة كفاءات مستقلة – حاضنتها الشعب – هي التي تُدير مرحلة الانتقال، فلنأمل ذلك ونعمل عليه ..!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *