المؤتمر الوطني والبرهان.. المعركة المؤجلة
![المؤتمر الوطني والبرهان.. المعركة المؤجلة 1 البرهان وكباشي](https://alnawrs.com/wp-content/uploads/2025/02/البرهان-وكباشي-780x470.jpeg)
تقرير أخباري : النورس نيوز
يبدو أن الدائرة الضيقة لرئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان لا تقرأ المشهد السياسي علي حقيقته وإلا لما خرجت تصريحاته في خطابه أمام بعض القوي السياسية فيما يلي حزب المؤتمر الوطني بهذه الطريقة التي ألبت عليه الرأي العام من التيار الإسلامي الداعم للقوات المسلحة في معركة الكرامة والذي يقاتل ودفع بابناءه دون انتظار مكاسب من أي جهة بل أنه يفعل ذلك وفقاً لما يمليه عليه ضميره الحي.
تصريحات البرهان أثارت غبارا كثيفاً وجدلا واسعا وحظيت بنقاش مستفيض واستحوذت علي الساحة بل حتي تقدمت علي متابعة سير العمليات العسكرية علي الميدان.
البرهان والمؤتمر الوطني.
البرهان أكد خلال حديثه أن حزب المؤتمر الوطني وغيره من القوى التي ترغب في العودة إلى الحكم، لن يُسمح لهم بذلك إلا عبر صناديق الاقتراع في المستقبل، وأشار إلى أن “المؤتمر الوطني لن يجد فرصة لحكم البلاد على دماء السودانيين، وعليهم الابتعاد عن المزايدات إن كانوا وطنيين.
الوطني يرد على البرهان….
سارع المؤتمر الوطني لإصدار بيان عاجل أوضح من خلاله أن لايسعي للعودة للحكم علي أشلاء الشعب السوداني وأكد أن ذلك يكذبه التاريخ.
وقال الوطني في بيان له أمس السبت طالعنا تصريحات القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أمام بعض القوى السياسية في بورتسودان وأضاف اتهامنا بأننا (نريد أن نحكم أو نعود للحكم على أشلاء السودانين) يكذبه التاريخ القريب في التغيير في أبريل ٢٠١٩ حينما قررت قيادة الحزب التنحي السلمي عن السلطة وتابع كان لقيادة الحزب وقتها عشرات من الخيارات التي تبقيها في السلطة و لكنها تؤدي لإراقة دماء بنات و أبناء الشعب السوداني المغرر بهم حينها علما بأن تلك الدماء التي كانت ستسيل في حالة تمسك قيادة المؤتمر الوطني بالشرعية لا تساوي ١% من الدماء التي سالت بعد حرب أبريل ٢٠٢٣ م و هو أكبر إجابة لحديث القائد العام للقوات المسلحة الذي ظن أن قادة المؤتمر الوطني يتشبثون بالحكم مقابل دماء الشعب السوداني .
احترام سيادة الدولة…..
وفقاً لبيان المؤتمر الوطني فإن قيادته رغم تعرضها للتنكيل والسجن لسنين في معتقلات الحكومة الهجين العسكرومدنية و نزع الممتلكات و أبشع أنواع الظلم كان موقفها واضحاً هو إحترام سيادة الدولة الوطنية والمعارضة السلمية بجانب نبذ العنف لأنها تعلم بخبرتها الطويلة في ادارة البلاد ماذا يعني الإنجرار نحو الفوضى وتابع رغم كل هذا الظلم و العنت الذي وجده قادة المؤتمر الوطني من الحكومة الهجين حينما اندلعت الحرب بسبب الممارسات الخاطئة في إدارة فترة ما بعد التغيير و السماح لقوات الدعم السريع المتمردة بالتمدد بعد أن كانت قوات رديفة لا تتعدى البضع و عشرين ألفاً .
الموقف من الحرب…
أشار المؤتمر الوطني الي أنه حينما اندلعت الحرب أعلن موقفه صراحة بالوقوف إلى جانب الجيش الوطني و عمم الحزب إلى عضويته المليونية في البلاد بضرورة التصدي لمخطط الحرب الرامي إلى ابتلاع الدولة السودانية فرفد أبناء و بنات الحزب معسكرات الإستنفار بعشرات الألاف من الشباب يذودون عن حمى الوطن دون منٍ ولا أذى .
عدم الالتفاف إلي الشقاق…
قال المؤتمر الوطني أنه يثمن عالياً مواقف القائد العام للقوات المسلحة و جهاده في الحرب القائمة و نقدر قيادته للقوات المسلحة و نربأ به من مهاجمة المؤتمر الوطني في كل سانحة تسنح له تقرباً و تزلفاً لقوى متهالكة هشة لا تملك في جعبتها سوى صكوك الولاء لقوى الشر التي تحارب الوطن و لن يجد منها سوى الغدر و الخيانة وأوضح أن قيادة الحزب ترى أن واجب الوقت هو (معركة الكرامة) و هي منخرطة بكل مواردها في نصر الوطن و ترى أنه من المبكر الإلتفات إلى الخلاف و الشقاق و البحث عن المكاسب السياسية التي ستضر حتماً بالمعركة وأردف على الرغم من ذلك إننا في المؤتمر الوطني نشد من أزر القائد العام للقوات المسلحة بصفته الرمزية و الاعتبارية و نرى أنه لا سبيل لتحقيق النصر الحاسم على هذا المشروع إلا بالإلتفاف حول القوات المسلحة السودانية بهيكلها و تراتيبها الإدارية المعروفة.
لاشطط ومرحباً بالانتخابات….
وجاء بيان المؤتمر الوطني منطقياً ولم يحمل أي نوع من الشطط وقال ما أن تضع الحرب أوزارها نبشر القائد العام والقوى السودانية السياسية الوطنية وغير الوطنية والجيش السوداني و كل أبناء وبنات السودان و المجتمع الدولي أنه لن يصادر إرادتنا أحد فنحن حزب ضاربة جذوره في المجتمع السوداني و طالما أن كلكم تتحدثون عن فترة انتقالية تنتهي بإنتخابات فمرحبا بصناديق الإقتراع و (وحينها لكل حادث حديث).
المعركة لم تنته بعد…
أرسل رئيس حزب المؤتمر الوطني المفوض أحمد محمد هارون رسائل في عدة اتجاهات وقال إلي شعبنا الصابر الصامد :الوطن لدينا مقدم علي المصلحة الحزبية ،وهو أغلي من أن نقايضه بمغنم أو نطلب عنه ثمنا ،عهدنا لكم أن لانعود الي حكم إلا عبر تفويضكم الانتخابي الحر وقال مخاطباً البرهان بأن المعركة لم تنتهي بعد ،لذا فالمحافظة علي وحدة الصف الوطني مهمة حيوية لمعركة الوطن الوجودية ودعا هارون شباب حزبه للصبر وقال مخاطباً إياهم
(أصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) وزاد سدد الله الرمي وثبت الأقدام ووحد الصف وتقبل الشهداء وشفي الجرحي وفك أسر المأسورين وتابع أرموا قدام .
لا تغازل شريك خان الوطن….
القيادي بالمؤتمر الوطني حامد ممتاز خرج صادحا برأيه معلقاً علي حديث البرهان بالقول
لا تقف في منتصف الطريق لتْغازل شريكٍ خان الوطن وتحالف ضد استقراره وأضاف المعركة لم تنتهي بعد وغبارها لم ينجلي حتى تبحث بطرفٍ خفيٍ عن تدبيرٍ بائسٍ لبراءة شركاءك السابقين في الفشل والخيبات ليس من هموم الإسلاميين في الوقت الحالي البحث عن السلطة.
ودعا ممتاز البرهان لتركيز جهده في إنهاء المعركة واستمع الي انات أمهات الشهداء الابرار وصرخات اليتامى والمغتصبات لا تصغي للمخادعين وتجار المواقف وزاد اعتبر بما حدث وانظر الي مستقبل السودان فأشلاء ودماء السودانيين الشرفاء في معركة الكرامة للوطن لا للسلطة.