إعداد: النورس نيوز
مؤسسات عديدة تأثرت بالحرب التي اندلعت في الخامس عشر من أبريل من العام (٢٠٢٣)، غير أن ماحدث للمؤسسات الشرطية كان مختلفاً في كل تفاصيله من تدمير لمؤسساتها ووحداتها المختلفة حيث قصدت المليشيا المتمردة في حربها تدمير السجل المدني طمسا لهوية الشعب السوداني ،في ظل كل ذلك كان المدير العام لقوات الشرطة الفريق أول شرطة حقوقي خالد حسان محي الدين الماحي حاضراً في المشهد وتحمل الكثير من المعاناة والعنت.
استفاد الماحي من خبرة السنين التي تمتع بها نتاج خبراته التراكمية التي اكتسبها من عمله في عدد من الإدارات المختلفة ما أهله لأن يكون رجل الشرطة القوي في ميدان المعركة.
النشأة والدراسة….
ولد خالد حسان في مدينة الدويم بولاية النيل الأبيض في العام (١٩٦٥) ودرس مراحله الدراسية بين مسقط رأسه الدويم ومدينة كوستي،ودرس القانون في جامعة النيلين في العام (١٩٩٦) حيث نال بكالوريوس القانون ومن ثم نال شهادة تنظيم مهنة القانون في العام (١٩٩٧) وحصل الدبلوم العالي في القانون العام من جامعة جوبا سنة (٢٠٠٧) كما حصل علي ماجستير الإدارة العامة من جامعة أفريقيا العالمية في العام (٢٠١٤) .
دورات مهنية ….
نال خالد حسان جميع الدورات الحتمية المؤهلة للترقي حيث نال دورة القيادة بالعاصمة التركية استانبول في العام (٢٠٠٩) ودورة الإدارة والإستراتيجية بأكاديمية ناصر في القاهرة في العام (٢٠١٣) فضلا عن حصوله علي زمالة أكاديمية الشرطة العليا رقم (١٢) للعام (٢٠١٤).
وشارك حسان في ورشة الموارد البشرية بجامعة الرباط بالمغرب في العام (٢٠١٧)،بجانب المشاركة في ملتقي معهد الجريمة والمخدرات بعمان في العام (٢٠٢١) والملتقي العالمي لأكاديميات الشرطة بالعاصمة القطرية الدوحة في العام (٢٠٢٢) .
محطات العمل ….
عمل الفريق أول شرطة حقوقي خالد حسان في قيادة قوات الاحتياطي المركزي في العام (١٩٨٨) ثم كلية الشرطة والمعاهد في عام (١٩٩٣) وشرطة ولاية القضارف في العام (١٩٩٦) وانتقل منها الي شرطة ولاية النيل الأبيض في سنة (١٩٩٨) ومنها عاد لكلية الشرطة والقانون في العام (٢٠٠٢) وثم الإدارة العامة للتخطيط عام (٢٠٠٦) ثم مديراً للإدارة العامة للتأمين والخدمات.
وتجول حسان في العديد من المناصب حيث تولي إدارة شرطة ولاية نهر النيل في العام (٢٠٠٨) وفي العام (٢٠١٩) تولي الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ثم عميداً لكلية علوم الشرطة والقانون في العام (٢٠٢٠) وبعدها تولي رئاسة هيئة التوجيه والخدمات في العام (٢٠٢١) وعاد منها قائدا لقوات الاحتياطي المركزي في العام (٢٠٢٣) وهو ذات العام الذي تولي فيه منصب المدير العام لقوات الشرطه.
حسان ومعركة الكرامة…
بطبيعة الحال أن كافة المؤسسات بالدولة تأثرت بشكل كبير ودمرت خلال الحرب غير أن حسان لخياله الواسع وقدرته الفائقة علي تطويع المحال عمل علي إعادة ترميم مؤسساته عقب وصوله للعاصمة الإدارية بورتسودان وبدأ يستعيد نشاط مؤسساته رويداً رويداً فكان أن اشرف علي إعادة تأهيل كافة المؤسسات الشرطية لتقوم من دورها رغم ضيق المكان لكن الخيال الواسع جعله يتمكن في فترة وجيزة من استعادة هيبة قواته.
معركة السجل المدني…
تم استهداف السجل المدني من قبل المليشيا المتمردة ظنا منها أنها يمكن أن تطمس الهوية السودانية لكن حسان كان لهم بالمرصاد حينما استعان بضباط الشرطة الذين أهلتهم المؤسسة وتمكنوا في معركة استغرقت نحو (٦٣) يوما من استعادة بيانات كافة السودانيين واستطاعوا بذلك الحفاظ علي هوية السودانيين في معركة لاتقل شراسة عن تلك التي تقوم بها القوات المسلحة في ميادين القتال المختلفة.
زيرو جواز….
بمتابعة لصيقة من حسان ورويدا رويدا تمكنت إدارة الجوازات من القيام بدورها في المعركة علي اكمل وجه من خلال التوجيهات والمتابعة المستمرة من حسان حتي تم استجلاب مصنع جديد للجوازات رغم ظروف الحرب وتم تركيبه في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل لفك الاختناق الكبير وتقليل معاناة المواطنين الذين كانوا يأتون الي بورتسودان بغرض استخراج جوازتهم.
حسان ( وأبوطيرة فكاك الحيرة) …
لم يغفل حسان الدور الكبير الذي ظلت تقوم به قوات الاحتياطي المركزي المعروفة بابوطيرة فكاك الحيرة حيث قام الرجل بتوفير كافة المعينات لها بغية إعادة تموضعها وتأهيلها في أعقاب مالحق بها من دمار في مرقيها بالخرطوم وأم درمان وأشرف علي المزيد من التدريب لهذه القوات التي تشارك في معركة المدن إلي جانب القوات المسلحة لتميزها بالخفة والسرعة فهي قوات معروفة في حرب المدن وكان لها دوراً كبيراً في معركة الكرامة.
علاج المرضي والمصابين….
اهتم حسان بتطوير الخدمات الصحية التابعة للشرطة حيث قام بأحداث نقلة وتطور كبير في الخدمات الصحية حيث تم تأهيل مستشفي الشرطة ببورتسودان وجميع المستشفيات التابعة للشرطة في الولايات الآمنة ووجه بعلاج جميع المواطنين والمصابين في معركة الكرامة مجاناً بجانب توفير العلاج المجاني لهم .
كما أصدر حسان قرار بعلاج جميع الصحافيين السودانيين في مستشفيات الشرطة بالمجان تقديراً لدور الإعلام الوطني في معركة الكرامة.