عسكري:جنوب السودن ليس لديها قدرة على إغلاق الحدود
نبيل أديب:السيطرة على الحدود شبه مستحيلة
محلل:هذا الاتفاق سيسيطر على تحركات المرتزقة الجنوبيين ويقطع الامداد عن المليشيا
تقرير-خديجة الرحيمة
اتفقت السودان وجنوب السودان على مراقبة الحدود لمنع تسلل المجرمين والتعاون لاستعادة المنهوبات السودانية التي دخلت جوبا خلال الحرب.
وقال وزير الداخلية السوداني الفريق خليل باشا سايرين إنه ناقش مع نظيرته من جنوب السودان أنجيلينا تيني قضايا الأمن الداخلي، على خلفية الاعتداءات على مواطنين من كلتا الدولتين جرت على أراضي الدولة الأخرى، وفق تعبيره. وأكد الجانبان خلال اللقاء أن هذه الاعتداءات تمثل حالات فردية.
وأوضح سايرين أن السودان شارك في اللجان الفرعية والوزارية والتنسيقية الدائمة والمدراء العامين للشرطة.
وابان أن الاجتماع الوزاري للايابكو أمن على تعزيز التعاون الإقليمي لمكافحة الارهاب والجريمة المنظمة والعابرة للحدود والمستحدثة.
بجانب تعزيز التعاون لمكافحة هذه الجرائم واصدر عددا من التوصيات المتعلقة بتبادل المعلومات.
وشهدت العلاقات بين الدولتين توترات دبلوماسية وسياسية في أعقاب تعرض أشخاص من جنوب السودان لأعمال عنف بولاية الجزيرة وسط البلاد.
يذكر أنه بعد سيطرة الجيش السوداني على ود مدني في يناير الماضي، شهدت منطقة «كمبو خمسة» في محلية أم القرى شرق ولاية الجزيرة أحداث عنف، إذ هاجم مسلحون مدنيين بالمنطقة ما أدى إلى مقتل 13 شخصاً، بينهم رعايا من دولة الجنوب، قبل أن تشهد مناطق أخرى أحداثاً مماثلة.
عقب ذلك قتل 16 مواطنا سودانيا في 4 ولايات بجنوب السودان خلال أعمال عنف اندلعت الايام الماضية مما دفع السلطات إلى فرض إجراءات أمنية مشددة بما في ذلك حظر تجول ليلي لحماية اللاجئين والمقيمين السودانيين.
حروب مستمرة….
ورغم أن جنوب السودان انفصل عن السودان عام 2011 بعد حرب دموية استمرت لعقود فإن الآلاف من مواطني جنوب السودان ظلوا يعيشون في عدد من مدن وولايات السودان ويعمل بعضهم عمالا موسميين في مشروع الجزيرة الزراعي بوسط البلاد، ويعيش معظمهم في مناطق سكنية على أطراف المدن تسمى “الكنابي” ويقطنها مزارعون وعمال ينحدر معظمهم من إقليمي دارفور وكردفان في غرب البلاد.
وبخصوص اتفاقية الحدود بين السودان وجنوب السودان من الواضح أنه ليس اتفاقا بل لقاء جمع بين وزير الداخلية السوداني ونظيرته الجنوب سودانية على هامش إجتماع شرطي برواندا ولتنفيذ اتفاق بهذا الشأن لا بد من معاهدة أو اتفاق مشترك يتم توقيعه وتخصيص لجنة بين البلدين لهذا الغرض في اطار بروتوكول أمني بين البلدين وهذا مالم يتم حتى الان .
وبين السودان وجنوب السودان مشكلات عالقة منها الحدود والاتهامات المتبادلة بشأن وجود مقاتلين جنوبيين مع الدعم السريع وقضية منطقة ابيي التي لا زالت عالقة
فالعلاقة بين البلدين لم تكن في افضل حالتها منذ استقلال جنوب السودان وحتى الان
البلدان يحتاجان لاتفاقيات تبني شراكة اقتصادية وتفتح الحدود بين البلدين وتتيح حرية التنقل بما ينفع البلدين وليس فقط اتفاقيات أمنية.
ولكن يبدو ان هنالك قوى معادية لتطبيع العلاقات داخل البلدين تدفع بالمزيد من التوتر بينهما ،وربما عدم الاستقرار السياسي في البلدين يعطل قيام علاقات طبيعية بين السودان وجنوب السودان.
سوء فهم وإرساء قانون…..
المحلل السياسي الفاتح عثمان فيقول لـ(النورس نيوز) أن اتفاقية التعاون الأمني بين السودان ودولة جنوب السودان تهدف في المقام الأول لإزالة سوء الفهم بين البلدين وارساء قاعدة قانونية للتعاون في مجال مكافحة الجريمة ومنع التهريب ومنع تسلل المجرمين من والى حدود دولة جنوب السودان
مشيرا الى أن هذا الاتفاق يعمل للسيطرة على تحركات المرتزقة الجنوب سودانيين المشاركين في الحرب مع قوات الدعم السريع ويمنع امداد قوات الدعم السريع بالسلاح والمؤن من دون النص على ذلك بوضوح
واضاف فقد بات الجيش السوداني عمليا يسيطر على معظم طريق خط انابيب نفط جنوب السودان وهو قريب من استعادة السيطرة الكاملة على الخط كله ولهذا السبب لا ترى حكومة جنوب السودان مصلحة في استعداء حكومة السودان وهي تجنبت الاشارة في الاتفاقية الى قوات الدعم السريع صراحة لتجنب أي تصرفات انتقامية من قبلها
واوضح مع ان كل الاتفاقية تتعلق بها بما في ذلك بند استعادة سيارات المواطنين السودانيين المنهوبة التي بيعت في دولة جنوب السودان على حد قوله.
خروج عن القانون…..
الخبير القانوني نبيل أديب يرى أن مسألة إغلاق الحدود صعبة وان لم تكن مستحيلة
بحسب تعبيره ليضيف قائلا في حديثه لـ(النورس)
صعوبة ذلك تكمن في طول الحدود ووعورة المناطق التي تعبرها تلك الحدود
وابان لكن من الناحية الاخرى فإن الإتفاق مهم ويمكن أن ينجح جزئيا وهذا النجاح الجزئي مطلوب بالنسبة لجسامة الضرر.
وتابع أعتقد أن السيطرة على الحدود في الوقت الحاضر وفي المستقبل القريب شبه مستحيلة خاصة فيما يتعلق بحركة الخارجين عن القانون الذين لا يتقيدون بخطوط المواصلات المعروفة وزاد لكن تعاون الحكومتين كفيل بوقف تحرك الخارجين عن القانون داخل تلك الخطوط ويصعب عليهم الحركة خارجها.
كبح جماح….
دولة جنوب السودان لديها مرتزقة كثر يقاتلون في صفوف مليشيا الدعم السريع اذا كانت جنوب السودان تستطيع أن تكبح جماح هؤلاء لفعلت ذلك
هكذا بدأ الخبير العسكري محمد خليل الصائم حديثه لـ(النورس) ليضيف قائلا الان لا توجد سيطرة في الجنوب على المواطنين وهنالك مشاكل كثيرة
واوضح دولة الجنوب ليس لديها قدرة على اغلاق الحدود بينها والسودان بالنواحي الامنية والوقت مبكرا كي تستطيع جنوب السودان حماية المواطنين وحدودها مع السودان.
واضاف اذا كانت هنالك ارادة ستكلل هذه المساعي بالنجاح ولكن جنوب السودان لديها مشاكل كثيرة جدا وهنالك معارضة فيها.
وتابع الحدود بينها والسودان بها عديد من المشاكل سوا كانت المناطق الثلاث التي لم تحسم قضيتها والاتفاق عليها بين البلدين او غيرها
ويجب تحسم كل هذه المشاكل كي يكون هناك اتفاق امني بين الدولتين.