على نحو مفاجئ سجل رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت الأحد، زيارة عمل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقالت السكرتيرة الصحفية الرئاسية ليلي أديو مارتن مانييل إن الزيارة تتماشى مع الجهود المستمرة لتوطيد العلاقات مع المستثمرين الإماراتيين الذين لهم مصلحة في الاستثمار في القطاعات الزراعية والتعدينية والصحية في جنوب السودان.
وأكدت ليلي أن الزيارة تبني على المشاركات السابقة بين الرئيس كير ومستثمرين الإمارات، وتهدف إلى تحديد الخطوات القادمة للنهوض بهذه الشراكات والمشاريع.
تقرير : النورس نيوز
تفاصيل إتفاق….
تزامنت زيازة ميارديت لدولة الإمارات المتحدة مع مانقلته وسائل إعلام متعددة بأن دولة الإمارات إتفاقاََ مع حكومة جنوب السودان لشراء النفط الخام “في باطن الأرض” بشكل مسبق لمدة 20 عاماََ، بقيمة تصل إلى 12 مليار دولار. وبموجب الصفقة، ستشتري الإمارات 600 ألف برميل يومياََ بسعر 54 دولاراََ لبرميل مزيج النيل، و22 دولاراََ لبرميل دار ميكس.
كما نص الاتفاق على إنشاء حساب مصرفي في أحد بنوك الإمارات لتحويل الأموال إلى حكومة جنوب السودان، مع تقديم ضمان سيادي بقيمة 12 مليار دولار، إضافة إلى سعر فائدة بنسبة 2%. ويشترط الجانب الإماراتي أن يكون الضمان السيادي مدعوماََ بالنفط فقط، ومؤمّنًا من قبل وكالة تأمين دولية، مثل “Lloyd’s.
ويمنح العقد الإمارات الحق في إعادة بيع النفط لأي جهة دون الحاجة لموافقة حكومة جنوب السودان. كما يشمل تمويل شركة “HBK” لبناء خط أنابيب ومصفاة جديدة.
مرور وتصدير …
يأتي الإتفاق الجنوب سوداني الإماراتي النفطي في وقت يستمر فيه تمرد مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية الذي إندلع منذ أبريل من العام 2023م بدعم ومساندة من دولة الإمارات العربية المتحدة التي ظلت تمد المليشيا بما يساعدها لإشعال الحرب والإستمرار فيها.
ومعلوم أن خام النفط لدولة الجنوب يمر شمالاََ بالسودان حيث يتم تكريرة في مصفاة الخرطوم التي كانت تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع وتوقفت عن العمل قبل أن تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية قبل تصديرة وتتحصل الحكومة السودانية على رسوم عبور الأنابيب والتي تقدر في المتوسط ب(60) مليون دولار حسب حجم الأنتاج حيث تنتنج دولة جنوب السودان (90) ألف برميل من النفط يومياََ.
عدو إستراتيجي…
ويضع الأمين العام للتنسيقية العليا لكيانات شرق السودان مبارك النور الخطوة الجنوب سودانية الإماراتية في إطار تأمر الأخيرة على السودان وتنفيذ الخطة (ب) بعد أن فشلت من خلال خطتها (أ) في الإستيلاء على السودان وموارده، مؤكداََ أن الإمارات عدو إستراتيجي للسودان وداعم رئيسي لمليشيا الدعم السريع.
ودعا النور في حديث لـ ( النورس نيوز ) رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت لعدم الإنجرار وراء المؤامرة الإماراتية بحكم العلاقات التاريخية التي تربط بين شعبي السودان وجنوب السودان والمصالح المشتركة بينهما، وأكد أن السودان قادر على إفشال أي مؤامرة عليه.
إتفاق سابق…
حكومة جنوب السودان سبق أن وقعت إتفاقاََ في شهر نوفمبر من العام الماضي 2024م مع الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع لحماية خطوط الأنابيب في الأراضي السودانية على أن يستأنف التصدير شهر مارس من العام الحالي بعد مراجعة رسوم المرور بين السودان ودولة جنوب السودان
لكن قبل إستئناف عملية التصدير أقدمت حكومة الجنوب على الإتفاق مع الإمارات.
أكبر قرض …
إلى ذلك قال خبراء الأمم المتحدة إن جنوب السودان يقترب من الحصول على قرض بقيمة 13 مليار دولار من شركة في الإمارات على الرغم من الصعوبات التي تواجهها الدولة الغنية بالنفط في إدارة ديونها المدعومة باحتياطياتها النفطية.
وقالت لجنة الخبراء في تقرير إلى مجلس الأمن الدولي إن وثائق القرض تشير إلى أن الصفقة مع مؤسسة حمد بن خليفة لإدارة المشاريع، ستكون أكبر قرض مدعوم بالنفط تحصل عليه جنوب السودان على الإطلاق.
نفوذ إستراتيجي….
من حق دولة جنوب السودان أن تبرم إتفاقيات و معاهدات دولية تحقق لها مصالحها كما أن للسودان كذلك الحق في تعزيز شراكاته الاقتصادية مع من يحقق له مصالحه الإستراتيجية توقيع إتفاقية النفط ما بين جنوب السودان والإمارات له آثار سياسية و إقتصادية للسودان هكذا يقول
د. حسن شايب دنقس مدير مركز العاصمة للدراسات السياسية والإستراتيجية.
وأشار دنقس لـ ( النورس نيوز ) إلى أن الآثار السياسية تتمثل في تقليص نفوذ السودان بجنوب السودان إذ كانت الخرطوم تمتلك نفوذاً إستراتيجياً عبر تحكمها في تصدير النفط الجنوبي ولكن الاتفاق مع الإمارات قد يُضعف هذا النفوذ ويعزز استقلالية جوبا، وقال إن الإمارات تنظر إلى الإتفاق مع دولة جنوب السودان بأنه واحد من وسائل القوة الناعمة تُهدد به مصالح السودان الإقتصادية وأحد أدوات ضغط الإمارات تجاه البلاد بعد فشل مشروعها العسكري والسياسي بدعم المليشيا والتيارات السياسية العميلة لها لكن هذا الإتفاق يجعل السودان يعمل على بناء تحالفات جديدة لتعويض خسائره عبر التقارب مع دول مثل الصين وروسيا،إقتصادياً يدفع هذا الاتفاق السودان إلى البحث عن بدائل إقتصادية أخرى مثل زيادة الإنتاج النفطي المحلي أو تطوير قطاعات أخرى كالتعدين والزراعة و هذا هو المطلوب من خلال إنشاء و تبني المنظومات الإقتصادية وختم دنقس بقوله في المجمل يمثل الإتفاق بين جنوب السودان والإمارات تحدياً اقتصادياً وسياسياً للسودان و هذا يتطلب من الحكومة تبني إستراتيجيات جديدة للحفاظ على مصالحها الوطنية.
القرض الإماراتي….
القرض الإماراتي لدولة الجنوب السوداني دار الحديث حوله من قبل في أبريل من العام الماضي حيث أفادت تقارير إعلامية بأن شركة ادارة مشاريع حمد بن خليفة (HBK DOP) الإماراتية وافقت على إقراض جنوب السودان مبلغ 13 مليار دولار مقابل النفط، في صفقة تمتد حتى عام 2043. وبموجب هذه الاتفاقية، ستحصل الإمارات على النفط بسعر أقل من السعر العالمي القياسي بمقدار 10 دولارات لكل برميلوتم التفاوض على هذه الصفقة على هامش قمة تغير المناخ COP28 في دبي في ديسمبر 2023م، لكن حكومة جنوب السودان نفت ذلك حينها.