روتو وحفتر في القاهرة.. (ملف السودان) على الطاولة!
الشيوعي:مصر تحاصرها نزاعات وحروب من كل جانب وتريد إطفاء النار على حدودها
تقرير إخباري -خديجة الرحيمة
زار الاربعاء الماضي جمهورية مصر العربية الرئيس الكيني “ويليام روتو” وكان في استقباله الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وشهد اللقاء عقد مباحثات ثنائية تلتها مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين
كما وقع الرئيسان على الإعلان المشترك لترفيع العلاقات بين مصر وكينيا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية والشاملة، وشهدا التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين .
وزار وزير الخارجية السوداني علي يوسف كينيا في الايام الماضية
بدعوة من رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين موساليا مودافادي .
عقد الوزيران جلسة مباحثات ثنائية هدفت إلى تعزيز العلاقات الثنائية واستكشاف السبل لتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وأشار يوسف للعلاقات الطويلة الأمد بين السودان وكينيا ودعمهما للجهود المشتركة في السلام والاستقرار الإقليمين.
ووقع الوزيران على بيان ختامي مشترك أكدا من خلاله التزامهما بتعزيز العلاقات الثنائية عبر مختلف القطاعات، بما في ذلك الدبلوماسية الإقتصادية والسياسية والمتعددة الأطراف.
وإلتزم الجانبان بدعم الحوار السياسي والتنسيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
دعوة وترحيب
وزير الخارجية السوداني علي يوسف التقى خلال زيارته لكينيا الرئيس وليام روتو ونقل خلاله تحايا البرهان ورغبته في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين كما أطلعه على التطورات السياسية في البلاد لا سيما الإنتصارات الكبيرة التي تحققها القوات المسلحة.
حيث أعرب روتو عن ترحيبه بزيارة السودان تلبية لدعوة نظيره البرهان .
وأكد الرئيس الكيني دعمه لعودة السودان للإتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد، والعمل المشترك لتعزيز العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والإقتصادية والتنسيق في المحافل الدولية.
وقبل زيارة روتو لمصر قام القائد العام للجيش الوطني الليبي خليفة حفتر بزيارة القاهرة
وقالت الرئاسة المصرية في بيان إن السيسي أكد “حرص مصر على ضمان وحدة وتماسك المؤسسات الوطنية الليبية”كما شدد على “أهمية التنسيق بين جميع الأطراف الليبية لبلورة خارطة سياسية متكاملة تؤدي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية” المنتظرة في البلاد.
وفي ذات الوقت أكد الرئيس المصري “ضرورة منع التدخلات الخارجية” في ليبيا “وإخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية”.
وتأتي زيارة حفتر الأخيرة للقاهرة قبل أشهر من إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية الوطنية والتي أرجئت مرارا بسبب الخلافات حول إطارها القانوني.
ضغوط من خلف الكواليس
زيارة الرئيس الكيني الى مصر جاءت بعد أيام من زيارة وزير الخارجية السوداني علي يوسف الى كينيا زيارة على يوسف كانت لها اثار عميقة على موقف الحكومة الكينية من الحرب في السودان اذ انها منعت بعدها عقد مؤتمر صحفي لجماعة تقدم والدعم السريع في نيروبي
وفيما يتعلق بزيارة روتو للقاهرة فيقول المحلل السياسي الفاتح محجوب لـ(النورس نيوز) أن زيارة الرئيس الكيني لها صلة بالصومال واثيوبيا وهما قضيتان تهتم بهما الدولتان
وأشار إلى أن إعطاء الصومال ميناء لاثيوبيا له تأثيراته الخطيرة على التوازن الجيوسياسي في منطقة القرن الأفريقي.
وأوضح أن موقف كينيا من الصراع في السودان له علاقة قوية بدول الاقليم مثل مصر والإمارات.
وأضاف يبدو أن تبدل موقف الحكومة الكينية ازاء الحرب في السودان جعل وجهة الرئيس الكيني تتجه نحو مصر وليس الإمارات العربية المتحدة وهذا يعني ان الرجل يرغب في ان تتولى مصر تلطيف الأجواء بينه وبين الإمارات لتقبل منه تغيير موقفه من الحرب في السودان لصالح الحكومة السودانية في بورتسودان.
وعن زيارة اللواء حفتر الى مصر يضيف محجوب قائلا فقد حدثت الاسبوع الماضي لاول مرة منذ ثلاث سنوات وهي زيارة غالبا لها علاقة بالمتحركات العسكرية العديدة المتجهة من ليبيا حفتر نحو دارفور لمناصرة قوات الدعم السريع لافتا الى انه ولهذا قامت مصر باستدعاء حفتر لتوبيخه كي يقلل من التحالف العلني مع مليشيا الدعم السريع.
ونوه الى أن ما يجمع بين الزيارتين هو أن كلاهما له علاقة بحرب السودان وأن كلا الرجلين له علاقة وثيقة بكل من مصر والإمارات العربية المتحدة وأن مصر لا تستطيع ممارسة ضغوط علنية على الرجلين بسبب العلاقات القوية بين مصر والإمارات العربية المتحدة ولهذا تفضل ممارسة الضغوط من خلف الكواليس.
إذابة جليد وإطفاء نار
بينما يرى القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار، أن زيارة وزير الخارجية لكينيا هدفت لاذابة الجليد في العلاقات بين البلدين التي شهدت توترات كبيرة منذ نشوب الحرب واتهامات للرئيس الكيني بموالاة مليشيا الدعم السريع وبارتباط مصالحه الاقتصادية بها الى اخر هذه القضايا التي خلقت شبه قطيعة بين البلدين.
واشار خلال حديثه لـ(النورس) الى ان تصريحات وزير الخارجية السابقة حول محادثاته ومن ضمنها حل المشاكل القائمة وعودة السودان لموقعه بالاتحاد الافريقي ربما كانت بنودا حاضرة في لقاء الرئيسين الكيني والمصري
واوضح فمصر التي تحاصرها نزاعات وحروب من كل جانب تريد اطفاء النار على حدودها الجنوبية والغربية لهذا الغرض ايضا تاتي زيارة حفتر المتهم ايضا بموالاة الدعم السريع ..
وقال عموما مصر يبدو انها تستبق اجتماع الاتحاد الافريقي بقوى سياسية سودانية في وقت لاحق لتهيئة الاجواء لمعادلة سياسية في السودان وكانت من قبل قد جمعت دول جوار السودان في اكثر من اجتماع لذات القضايا.