آراء و مقالات

قائد الجيش الأبيض !

قائد الجيش الأبيض !

رشان اوشي

 

لكل زمانٍ دولة ورجال، وهذا الزمن السوداني مختلفاً، الانجاز فيه يعد امراً يستحق الاحتفاء ، لأن زمن الحرب نتاجه الخراب ، والاحباط العام ، ولكن زمن حرب ١٥/ابريل ، بقدر الخراب ،كان الأمل معقوداً والعزيمة حاضرة ، ومثلما يوجد خونة افسدوا و اكتنزوا من دماء السودانيين ، يوجد رجال شربوا حتى الثمالة من الوطنية والمثابرة من أجل أداء الواجب .

 

يوم ٢٣/يناير، انطلق موكب سيادي رفيع ، يقوده عضو مجلس السيادة الانتقالي “صلاح رصاص” و وزيري الصحة “د.هيثم ابراهيم” ، والري والموارد المائية “ضوالبيت محمد” ، ووالي وسط دارفور “مصطفى تمبور” ، في جولة تنفيذية وسياسية برية من “بورتسودان”إلى “كوستي”، مروراً بولايات (كسلا_القضارف_الجزيرة_سنار_النيل الابيض).

 

على طول الطريق كان ذهني يحاول تصور الدمار والخراب الذي خلفته المليشيات في سنار ومناطق الجزيرة التي لم نزورها عند تحرير “مدني”، وحجم الإحباط في نفوس أهل الولايات التي رزحت تحت الحصار ، ولكن ما وجدته كان مدهشاً.

 

نجح جهاز المخابرات العامة في إعادة تأهيل مستشفى “سنار” التي خربتها المليشيا بسرعة مبهرة، كما فعل في عدة ولايات أخرى، تعمل مستشفات “الدمازين” _”كوستي” _”القضارف” بطاقتها القصوى بعد تأهيلها أثناء الحرب لتستوعب ضغط النازحين ، كان الناس سعداء بتحرير أرضهم، وأداء الدولة في إدارة الأزمة.

 

سرعة إعادة تأهيل المستشفيات العامة ، واستئناف تشغيلها حتى قبل عودة السكان إلى بيوتهم ، في ظل ميزانية الحرب والإنفاق على العمليات العسكرية ، هو إعجاز مبهر يستحق الاحتفاء ، وبالطبع لم يعمل “د.هيثم” وحده ، انما بمعاونة الالاف من أطباء السودان (الجيش الابيض) الذي خاض المعركة بنفس تفاني حملة السلاح في الميدان العسكري ، لم يخذلوا مهنتهم ولا أهلهم، مضاف إليهم المئات من الموظفين والإداريين ومرافق وزارة الصحة ك (صندوق الامدادات الطبية) الذي قدم نموذج فريد في توفير الدواء الحكومي بعد ازمة نهب مخزون الدواء من مقراته بالخرطوم والجزيرة ودارفور .

 

الفرد يصنع الفرق، والمؤسف أنه يصنعه أحياناً للشر والعدم كما فعل “حميدتي” ، واحياناً يصنعه للخير والانسانية كما فعل “د.هيثم ابراهيم ” واركان حربه ،أو أحياناً مجموعة صغيرة، تقدم للإنسانية تطوراً لا يقدّر بثمن الإنجاز إعجاز، والخراب أسهل الشرور.

 

هنيئاً للدول والشعوب التي تُرزق القادة الذين يحوّلون ديارهم إلى منارات ونماذج.

 

محبتي واحترامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *