الخلافات تعصف بـ (تقدم).. التنسيقية في مهب الخلافات والتفكك
الخلافات تعصف بـ (تقدم).. التنسيقية في مهب الخلافات و التفكك
قيادي بحزب الأمة: أغلب القوى السياسية لا ترى ضرورة تشكيل حكومة في الوقت الحالي
محلل سياسي: حمدوك (تقدم) لن لن يجرؤ على تشكيل حكومة
محلل سياسي: تكوينات( تقدم) تحمل في داخلها التفكك والتشتت وهي أحزاب متناطحة بين اليسار واليمين
تصاعدت حدة الخلافات بين مكونات تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) خلال الأيام الماضية بشأن تشكيل حكومة موازية أو حكومة منفى مابين رافض ومؤيد للخطوة بين المكونات إذ وصلت الخلافات إلى حد تشكيل لجنة لحسمها يتوقع أن يتم من خلالها استبعاد الذين يؤيدون تشكيل حكومة من التحالف وهو مايعد تطور كبير داخل (تقدم).
تقرير إخباري : النورس نيوز
تحديد موعد
بالتزامن مع الحديث عن حدة الخلافات داخل (تقدم) كشف القيادي بالجبهة الثورية أحد مكونات التحالف أسامة سعيد عن إعلان الحكومة التي يشارك فيها الدعم السريع من داخل الخرطوم في فبراير المقبل، مشيراََ إلى أنها ستتشكل بذات هياكل حكومة الثورة مع إضافة جهاز تشريعي يراقب عمل الأجهزة التنفيذية يُسمى “جمعية وطنية مؤقتة”.
وقال سعيد إنهم لم يقوموا بعد بتسمية رئيس الوزراء ورئيس مجلس السيادة، مؤكداََ أنها ليست حكومة محاصصة وأن الاختيار فيها سيخضع للتوافق بين المكونات الموقعة على الميثاق التأسيسي، من قوى سياسية وحركات مسلحة ومجتمع مدني ومهنيين إلى جانب قوات الدعم السريع.
وأوضح سعيد لـ (التغيير) أن الحكومة، في اليوم التالي لإعلانها ستعمل على منازعة حكومة بورتسودان في جميع موارد البلاد من ذهب ونفط، وأنهم سيقيمون دعاوى قانونية ضد كل البنوك التي يتم عبرها تحويل هذه الأموال وضد الدول التي توجد بها أصول السودان في الخارج.
تشكيل لجنة
القيادي بحزب الأمة القومي إمام الحلو رفض تسمية مايحدث من تطورات بين مكونات تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) بالخلافات وأعتبرها تباين في وجهات النظر بشأن تشكيل حكومة موازية أو حكومة منفى، وقال إن أغلب القوى السياسية لاترى ضرورة تشكيل حكومة في الوقت الحالي بمبرر أنها تعقد الأوضاع والحلول الممكنة خصوصاََ وأن (تقدم) تسعى لإيجاد حل سلمي تفاوضي.
وأشار الحلو في حديث لـ ( النورس نيوز) إلى أن بعض القوى في (تقدم) خاصة الحركات المسلحة ترى ضرورة تشكيل حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع بإعتبار أنها تساعد في تقديم الخدمات لكن أغلب القوى ترفض هذا المبرر، وكشف عن تشكيل (تقدم) للجنة لوضع تصور لحسم التباين بين المكونات وتوقع أن توصي بمغادرة الذين يرغبون في الإنضمام لحكومة موازية للتحالف الذي أعتبره أمر طبيعي لجهة أن (تقدم) رافضة للتصعيد والحرب وتعمل على معالجة إفرازاتها.
بدء خلافات
وعقدت الهيئة القيادية لتحالف “تقدم” اجتماعاتها خلال الفترة من الثالث إلى السادس من ديسمبر الماضي في مدينة عنتيبي الأوغندية وأحالت قضايا تشكيل جبهة مدنية عريضة ونزع الشرعية عن الحكومة إلى آلية سياسية لدراسة تفاصيلها وتوسيع التشاور بين مكونات التحالف بعد تعذر التوافق حولها.
وبعد 5 أيام من ختام إجتماعات التحالف تصاعدت الخلافات بين فصائل فيه بشأن تشكيل حكومة منفى في مواقع سيطرة مليشيا الدعم السريع حيث تفيد متابعات (النورس نيوز) أن قادة فصائل الجبهة الثورية بالإضافة إلى عضو مجلس السيادة السابق محمد الحسن التعايشي دفعوا في إتجاه طرح تشكيل حكومة في أجندة الإجتماعات ثم حاولوا إقناع قيادات التحالف ورؤساء تنظيماته بتمرير المقترح لكن غالبية الحضور رفضت الفكرة.
أمواج متلاطمة
بدوره يعتبر المحلل السياسي د. نجم الدين سر الختم تشكيل حكومة موضوع شائك أمام (تقدم) وخطوة تحتاج جرأة، مشيراََ إلى أن تكوينات( تقدم) تحمل في داخلها التفكك والتشتت وهي أحزاب متناطحة بين اليسار واليمين ليست لديها رؤية وقدرة على إحداث تغيير داخل الدولة السودانية، وقال إن هنالك أمواج متلاطمة داخل التحالف وهنالك صراع مصالح لذلك لن يتفقوا على تشكيل حكومة.
ولفت سر الختم في حديث لـ ( النورس نيوز) إلى أن عبد الله حمدوك الذي يقود (تقدم) لن يستطيع أن يجروء على تشكيل حكومة، مبيناََ أن تاريخه السياسي كانت قراراته مبنية على الخارج وليست لديه الشجاعه للخطوة، وأشار إلى أن هنالك
تغيير في المواقف الدولية من واقع العمليات العسكرية وتقدم الجيش بينما حالة الدعم السريع مذرية لن تستطيع (تقدم) خلالها تحقيق مكاسب سياسية حتى أن الدعم السريع على خلاف مع (تقدم)، مؤكداً عدم وجود ضمانات خارجية لتشكيل الحكومة خصوصاََ مع دخول ترامب للبيت الأبيض وهو لديه رؤية للسودان ويعتبر أن الجيش السوداني هو الجيش الوطني وقال على المستوى الإفريقي هنالك تغير في مواقفها مع إقتراب عودة السودان للإتحاد الإفريقي كل ذلك يجعل من خطوة تشكيل حكومة أمر شائك.
هبوط ناعم
الخلافات داخل (تقدم) تعكس طبيعة تحالفها وأهدافها، فالمنخرطون في التحالف قوى جعلت الوصول للسلطة هدفاََ رئيساََ لها، وبأي وسيلة ولهذا فعندما تعثرت المبادرات والاجتماعات الخارجية في أن تحقق الهدف المنشود، حاول البعض اختصار الطريق بالعمل علي تشكيل حكومة في جزء من السودان بالتحالف مع المليشيا للوصول للسلطة عبر هذه البوابة هكذا يقول القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار.
وأشار كرار لـ ( النورس نيوز) إلى أن فكرة تشكيل حكومة لن تصمد حتي لو نفذت لكنها تحمل فكرة عن أجندة خارجية تهدف لتقسيم السودان وابتلاعه فيما بعد على هذا حدثت اختلافات داخل (تقدم) لكنها لن تصل لمرحلة تفككها أو تصدعها وسيجري احتواء الخلافات لأن مصالح بعض القوى الإقليمية والعالمية ترتبط ببقاء (تقدم) باعتبارها رأس رمح تيار الهبوط الناعم الذي يمكن الإعتماد عليه لاحقاََ للحفاظ على المصالح الإمبريالية في السودان.
إيقاف مشاورات
على مايبدو أن تشكيل حكومة خطوة لن تكتمل في ظل الصراع الدائر داخل (تقدم) حولها والتقدم الذي تحرزه القوات المسلحة السودانية في مختلف جبهات ومحاور القتال وإقتراب زول مليشيا الدعم السريع نفسها التي أوقفت بدورها المشاورات مع بعض القوى السياسية والمجموعات الأخرى بشأن تشكيل حكومة في المناطق الخاضعة لسيطرتها