آراء و مقالات

الجيش السوداني.. إستراتيجية عسكرية محكمة للقضاء على مليشيا الدعم السريع

الجيش السوداني.. إستراتيجية عسكرية محكمة للقضاء على مليشيا الدعم السريع

منذ تمرد مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة أظهر الجيش قدرة تكتيكية واستراتيجية واضحة تسعى لاحتواء التهديد الذي تمثله المليشيا والتي ارتكبت انتهاكات جسيمة بحق المدنيين ومؤسسات الدولة وبقيادة رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عزز الجيش السوداني موقعه كدرع حماية للدولة السودانية من المخاطر التي تحيط بها تبنى الجيش السوداني استراتيجية عسكرية تجمع بين القوة العسكرية المباشرة والالتزام بتقليل الخسائر في صفوف المدنيين خصوصاً في ظل تمركز مليشيا الدعم السريع داخل الأحياء السكنية وتنطلق هذه الاستراتيجية من خلال تنفيذ ضربات جوية مركزة تستهدف مراكز تجمعات الدعم السريع ومخازن أسلحتهم الثقيلة بالإضافة للعمليات البرية المحورية ركز من خلالها الجيش على تكتيك السيطرة التدريجية لاستعادة المواقع الاستراتيجية و قطع خطوط الإمداد عن المليشيا كما عمد الجيش إلى كسب تأييد المجتمع السوداني عبر رسائل إعلامية تؤكد حرصه على أمن وسلامة المدنيين مما ساهم في توفير غطاء شعبي واسع للعمليات العسكرية
إتخذ الجيش استراتيجيتين رئيستين للقضاء على مليشيا الدعم السريع الأولى بعدها عسكري بالحصار المحكم لمناطق نفوذ مليشيا الدعم السريع بشكل تدريجي مع استهداف خطوط إمدادهم اللوجستية وحرمانهم من التزود بالأسلحة والوقود و قد كان للقوات المشتركة دور كبير في ذلك خاصة في إقليم دارفور مع عدم إعطاء أهمية كبيرة لإنتشار المليشيا جغرافياً بقدر ما كان تدمير قوتها الصلبة هدفاً رئيس للجيش لذلك حققت تلكم الإستراتيجية هدفها بالكامل أما الثانية فكانت الإستراتيجية السياسية التي سعت من خلالها القوات المسلحة لإعادة بناء التحالفات الدولية بما يحافظ و يعزز الأمن القومي السوداني المهدد و ذلك لمنع أي تدخل خارجي يساهم و يزيد في إطالة أمد الأزمة لكن البعد الأجنبي كان حاضراً في المشهد و إتخذت حيال ذلك بتقديم شكاوى ضد دولة الإمارات العربية المتحدة مدعومة بالأدلة و البراهين تثبت دعمها للمليشيا من خلال توفير الدعم اللوجستي لها و جلب مرتزقة من الخارج وذلك عبر مجلس الأمن و الأمم المتحدة و الجامعة العربية كما أن دول جوار السودان السبعة ما عدا مصر و أرتريا تعاملت وتعاونت مع مليشيا الدعم السريع في حربها ضد البلاد كما كان للتقارب السوداني الروسي أثر كبير في إستخدام موسكو الفيتو ضد مشروع القرار البريطاني ضد السودان في نوفمبر 2024 تحالف السودان و روسيا من شأنه تغيير موازين القوة في منطقة القرن الأفريقي و دول الاقليم.
تُظهر الاستراتيجية العسكرية للجيش السوداني تصميماً واضحاً على إنهاء تهديد مليشيا الدعم السريع، مع الحفاظ على الدولة السودانية موحدة ومستقرة عاملًا محوريًا في رسم ملامح مستقبل السودان وسط آمال بعودة الأمن والاستقرار في أقرب وقت ممكن بعد أن فك الجيش الحصار على مقر القيادة العامة و سلاح الإشارة و دخوله لمصفاة الجيلي ليبقى تحرير الخرطوم و ولايات كردفان و دارفور مسألة وقت ليس إلاّ.

د. حسن شايب دنقس

مدير مركز العاصمة للدراسات السياسية والإستراتيجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *