الأخبار الرئيسيةتقارير

زيارة بدر عبدالعاطي لبورتسودان……. هل تسعى مصر للتوسط بين السودان والامارات؟

زيارة بدر عبدالعاطي لبورتسودان…….
هل تسعى مصر للتوسط بين السودان والامارات؟

حفتر وبن زايد في مصر وظهور عبد الرحيم دقلو في الصحراء ما الذي يدور خلف الكواليس؟

مصر: لا يمكن السماح لأي طرف أن يكون له وجود في البحر الأحمر

الشيوعي:القاعدة الروسية وسد النهضة هما السبب وراء سعي مصر لوقف الحرب

تقرير إخباري -خديجة الرحيمة

زار وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الاربعاء الماضي بورتسودان حيث سلم رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان رسالة من الرئيس السيسي

الجدير بالذكر ان وزير الخارجية المصري قد زار بورتسودان في ديسمبر من العام الماضي والتقى عدد من المسؤولين على راسهم البرهان

وخلال زيارته الأخيرة بحث عبدالعاطي بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ونقل تحيات الرئيس السيسي والشعب المصري إلى البرهان معربا عن تهانيه بالانتصارات التي حققتها القوات المسلحة السودانية مؤخرا
مؤكدا دعم مصر الكامل للسودان في جهود تحقيق السلام وإعادة الإعمار والبناء.

من جهته أشاد وزير الخارجية السوداني علي يوسف بزيارة نظيره المصري واصفا إياها بالزيارة الناجحة التي سيكون لها ما بعدها
مشيرا الى أن المباحثات تناولت مجمل الأوضاع في السودان بجانب سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.

زيارة وزير الخارجية المصري للسودان لم تكن الاولى ولا الاخيرة فبين السودان ومصر ملفات كثيرة شائكة ومصر محاطة بحقول ألغام كثيرة على حدودها الشرقية والغربية وجاءت حرب السودان على حدودها الجنوبية لتزيد الاوضاع تعقيدا اضافة للازمة الاقتصادية والضائقة المعيشية وارتفاع الاسعار بالداخل المصري.
زيارات معلنة وسرية…
تعد الاولى منذ ثلاثة سنوات التقى خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
حيث زار السبت الماضي القائد العام للجيش الوطني الليبي خليفة حفتر القاهرة
وقالت الرئاسة المصرية في بيان إن السيسي أكد “حرص مصر على ضمان وحدة وتماسك المؤسسات الوطنية الليبية”كما شدد على “أهمية التنسيق بين جميع الأطراف الليبية لبلورة خارطة سياسية متكاملة تؤدي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية” المنتظرة في البلاد.

وفي ذات الوقت أكد الرئيس المصري “ضرورة منع التدخلات الخارجية” في ليبيا “وإخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية”.

وتأتي زيارة حفتر الأخيرة للقاهرة قبل أشهر من إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية الوطنية والتي أرجئت مرارا بسبب الخلافات حول إطارها القانوني.

وتحاول ليبيا التي تشترك في حدودها الشرقية مع مصر التعافي من سنوات من الصراع في أعقاب الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011 بعد نحو 4 عقود في السلطة.

أنباء متداولة تشير الى زيارة غير معلنة لرئيس دولة الامارات محمد بن زايد الى مصر خلال الايام القليلة الماضية والتقى خلالها الرئيس السيسي

الجميع يعلم بأن مصر لا ترغب في ان يكون لتركيا الفضل في تحسن العلاقات بين السودان والإمارات خاصة وانها تتمتع بعلاقات وثيقة مع الدولتين وعلاقة تنافس مع تركيا

وربما زيارة بن زايد للقاهرة تتعلق بالتوتر بين السودان والإمارات وكذلك الوساطة التركية المقترحة للصلح بين البلدين اضافة للتباحث في كيفية التعامل مع النظام السوري الجديد ذي المرجعية الإسلامية وهي قضايا لا ترغب الإمارات العربية المتحدة في نقاشها علنا في الوقت الحالي

لقاء مثمر

وخلال لقاء عبدالعاطي مع البرهان أوضح علي يوسف أن اللقاء تناول التحديات التي تواجه السودانيين في مصر مؤكدا أنه “تمت معالجة أغلب القضايا”

كما تم الاتفاق على تفعيل الآليات المشتركة بين خارجية في البلدين
وأكد وزير الخارجية المصري أن رسالة السيسي إلى البرهان تناولت تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وأضاف أن مصر ستستمر في دعم الدولة السودانية ومؤسساتها للحفاظ على وحدتها، مشيرا إلى جهود مصر المستمرة في استضافة السودانيين وتقديم كافة أشكال الرعاية الممكنة لهم.

وأشار عبد العاطي إلى أن زيارته للسودان جاءت بتكليف من السيسي لتكثيف التواصل مع الأشقاء في السودان، وتقديم كل أشكال الدعم السياسي للحفاظ على وحدة السودان واستقراره وأضاف أن اللقاء مع البرهان كان “مهما وإيجابيا” حيث نقل تحيات وتقدير الرئيس المصري للبرهان مع تمنياته للسودان بالمزيد من التطور والنماء والاستقرار.

وناقش الجانبان قضية المياه والتحديات التي تواجه البلدين في هذا المجال مع التأكيد على أهمية الحفاظ على الحقوق المائية للدول المتشاطئة. وأشار عبد العاطي إلى التنسيق الكامل بين مصر والسودان في المحافل الإقليمية والدولية بشأن قضية سد النهضة الإثيوبي، مؤكدا على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لتشغيل السد.

وأعرب الوزير المصري عن أمله في تكثيف الجهود المصرية والإقليمية والدولية للوصول إلى وقف إطلاق النار في السودان، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق. وأشاد بالخطوات الإيجابية التي اتخذها مجلس السيادة لتسهيل وصول المساعدات.
اتفاقات ورفض

في تطور خطير كشف وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي، أن المباحثات مع الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني تناولت الكثير من الملفات المشتركة بين البلدين.

وقال إنه تناول قضية أن البحر الأحمر فقط للدول المشاطئة ولا يمكن السماح لأي طرف أن يكون له وجود طالما كانت دولة غير مشاطئة.

الجدير بالذكر أن الرفض المصري مقود به القاعدة الروسية في البحر الأحمر، والتي وافق عليها السودان في بناء على اتفاقات سابقة مع موسكو.

ونوه وزير الخارجية المصري إلى انه سيكون هناك ملتقى أعمال في بورتسودان في أبريل المقبل وسيكون هناك جلسة على المستوى الوزاري بمشاركة وزيري المياه للبلدين وقضية المياه هي القضية الوجودية الأهم بالنسبة للسودان ومصر وموقف البلدين متطابق تماما.

وأكد أن هناك تحرك ممنهج وتنسيق بين السفارات السودانية والمصرية في الخارج في أهمية الحفاظ على مبادرة حوض النيل واستمرارها وأهمية التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم فيما يتعلق بالسد الإثيوبي.

وقال وزير الخارجية إن الأطراف لديها تجرية طويلة ومريرة وللأسف الشديد أكثر من ثلاثة عشر عاما تم إهدارها دون التوصل لأي نتيجة.

خسارة وتقليل تورط

ويرى المحلل السياسي الفاتح عثمان أن زيارة وزير الخارجية المصري تتعلق بالمبادرة المصرية للصلح بين السودان والإمارات العربية المتحدة
وفيما يتعلق بزيارة حفتى للقاهرة قال عثمان في حديثه لـ(النورس نيوز) بما ان مصر احد رعاة حكومة حفتر في شرق ليبيا فإنها ترغب في تقليل تورطه في شؤون السودان وهو امر لن يتم قط من دون تحسن علاقات السودان بالامارات العربية المتحدة

اما بخصوص ظهور عبدالرحيم دقلو على راس متحرك ضخم قادم من ليبيا لفتح الطريق الصحراوي بين دارفور وليبيا
يشير الفاتح الى ان ذلك يعود لقلة القادة العسكريين ذوي الخبرة في قوات الدعم السريع في شمال دارفور ولهذا اضطر عبدالرحيم دقلو لقيادة المتحرك بنفسه

واوضح مع ذلك فشل وكاد يقتل لولا انه هرب اثناء المعركة وهو ما يعني انه تقبل خسارة ولاية شمال دارفور وخسارة طريق الإمداد من ليبيا عبر الصحراء

لافتا الى انه يمكن لليبيا حفتر ان تعقد صفقة مع مصر بموافقة الامارات على التوقف عن امداد قوات الدعم السريع بالسلاح والعتاد ان تحسنت العلاقات بين السودان والإمارات العربية المتحدة
واضاف هذا هو جوهر مباحثات وزير الخارجية المصري مع المسؤولين في الحكومة السودانية

صراع ومهددات أمنية

وفيما يتعلق بالسودان فقد استعصت الحرب على الحلول المصرية التي حاولت من قبل جمع الدول المجاورة للسودان لايجاد حل دون جدوى فطول أمد الحرب استتبع تدخلات خارجية كثيفة فيها بحيث اصبحت حرب وكالة

وفي هذا الصدد يقول القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار لـ(النورس) أن الدور المصري يواجه بعراقيل من طرفي الصراع في السودان
مشيرا الى قرار مليشيا الدعم السريع بوقف صادرات الماشية لمصر وتبعاته على الاقتصاد المصري والمهددات الأمنية كالقاعدة الروسية المرفوضة من مصر والتي نقلت بدورها هذه الرسالة للحكومة في بورتسودان هي من أسباب زيارة وزير الخارجية المصري للسودان

لافتا الى ان ملف سد النهضة يشكل هاجسا لمصر التي تريد من السودان موقفا متطابقا معها ولكن الحرب تحول دون ذلك بحسب تعبيره.
واوضح هذه الملفات وغيرها تدفع مصر للاهتمام بوقف الحرب وهذا سر الاجتماعات الكثيرة التي استضافتها القاهرة للقوى السياسية السودانية مؤخرا.
وعن زيارة حفتر لمصر يقول كرار على الحدود الغربية تبقى الازمة الليبية بلا حل وقد يكون لزيارة حفتر لمصر علاقة بترتيبات حلول دولية للعقدة الليبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *