انتقائية بيانات حزب الأمة القومي..
لاحظت إهتمام حزب الأمة القومي بمناطق محددة فى بيانات الادانة ضد مليشيا الدعم السريع ، و دائرة بياناته ما بين ربك وكوستى جنوبا وحتى القطينة شمالاً ، ومن النادر صدور بيانات ادانة فى مناطق أخرى من السودان..
ومثال ذلك بيانه يوم السبت 18 يناير 2025م عن انتهاكات مليشيا آل دقلو الارهابية فى غرب الدويم وقرية الخيران قرب الدويم ، مع العلم أن هذا اليوم شهد قصف من المليشيا على كررى وحارات الثورة واستشهد اثنين من المواطنين وجرح 15 اخرين ، وفى الجزيرة ذاتها هوجمت قرى البشارقة والمارقيت واربجي وسقط شهداء ، وفى الحصاحيصا منعت المليشيا تكايا الطعام وأغتالت أحد بائعي الخضار فى السوق العم (محمد صالح) تقبله الله عنده وكل الشهداء..
ودون أن ننسى القصف المتواصل على الآمنين فى مدينة الفاشر وفى معسكر زمزم..
فلماذا لا يشير اليهم الحزب فى بيانه ما دام رفع قلمه..
واغلب الظن:
– ان الحزب يحاول إظهار موقف متعاطف مع عضويته ومناطق انتشاره فقط ، وهذا أمر لا يتوافق وصفة (القومي)..
– أو أن الحزب يريد اظهار الادانة ، دون توسيع الاتهام للمليشيا والكشف عن انتهاكاتها الواسعة وتجاوزاتها ممتدة حيث وجدت ، وهو موقف متعاطف مع المليشيا وهو ذات موقف الحزب منذ عبارة (عناصر بزي عسكرى ويزعمون انهم من الدعم السريع)..
(2)
ثلاث نقاط لابد من استصحابها فى موقف حزب الأمة القومي:
أولها: تعاون وثيق للكثير من قيادات الحزب فى مناطق انتشار مليشيا الدعم السريع ، ومساهمته بصورة فعالة فيما يسمى الادارة المدنية وانضمام قيادات اهلية ومجتمعية بارزة من الحزب إلى مليشيا الدعم السريع..
وثانيها: الخلفية المجتمعية والسياسية والتحالفات المرحلية للحزب مع مليشيا الدعم السريع ، وحزب الأمة القومي هو أول من سلح القبائل فى دارفور وكردفان ، وهو أول من احتضن ودافع عن هذه المجموعات القبلية وخاصة اللواء م فضل الله برمة حين كان وزير دفاع والسيد مبارك الفاضل حين كان وزير داخلية (1986- 1988م) ..
وتجدد ذلك التوافق فى النسخة الجديدة (2018م – 2023م) وتشير اغلب التقارير أن حزب الأمة القومي كان حصان طروادة فى حرب 15 ابريل 2023م ، وله صلة وثيقة ومعرفة بتداعيات الأحداث..
وثالثاً: اقتراب الحزب من المليشيا إلى درجة إجراء اجتماعات تشكيل حكومة منفى ، كما هو الآن في كينيا..
وفى راى أن حزب الأمة القومي لن يوجه ادانة صارخة لمليشيا الدعم السريع بينما هو يسعى الى انشاء ادارة مدنية معهم والدخول فى شراكة سياسية.. فالحزب عين على حكومة منفى مع المليشيا وعين على حال اتباعه تحت انتهاكات مليشيا آل دقلو الارهابية..
وهذا واقع بحتاج للتكييف وامعان النظر فى مؤسساتنا الحزبية فى تعاطيها مع القضايا حيث يسهل تجاوز (المبدأ) لصالح (المصلحة) الآنية ، وهذه نقطة تقتضى الوقوف عندها طويلاً لاعادة البناء الحزبي..
حفظ الله البلاد والعباد
د.ابراهيم الصديق على
20 يناير 2025م