الأخبار الرئيسيةتقارير

عقب أحداث جوبا….هل تعود الطمأنينية لنفوس السودانيين هناك؟

تقرير إخباري :مزدلفة دكام

احتفظ السودانيون بعلاقات الاخاء فيما بينهم في الشمال والجنوب رغم إختيار الجنوبيين الانفصال الذي يتحدث الكثيرون من البلدين أنه انفصال سياسي لكنهم وجدانيا شعب واحد فرقتهم ايادي خفية. الأحداث الاخيرة التي حدثت من أفراد عقب تحرير عاصمة ولاية الجزيرة مدينة ود مدني في الكنابي جعلت الحكومة تتحرك بصورة عاجلة تجاهها وكونت لجنة لتحقيقات، لكن أحدث دامية عاشها السودانيين في دولة جنوب السودان أدت إلى تصعيد دبلوماسي حيث قامت حكومة جنوب السودان باستدعاء السفير السوداني بجوبا والعكس إلا أن القيادة العليا في البلدين سارعت باستخراج بيانات تؤكد أن علاقة البلدين على مايرام.
غرف المليشيا والفتنة….
رأي مراقبون أن من أشعل نار الفنتة بين الجنوبيين والشماليين هي غرف المليشيا مدعومة بالجناح السياسي من ناشطي من تنسقية القوى الديمقراطية” تقدم “،
الأمر الذي استدركته الحكومة السودانيه وعلى الفور أصدر رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان قرار بالتحقيق الفوري في مواجهة من تسيب في أحدث كمبو طيبة بود مدني دراء لانتشار الفتنة والحد منها.
لجنة تحقيق من البرهان …
عقب تطورات الأحداث وتسارع وتيرتها أصدر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان قراراً عاجلاً بتشكيل لجنة تحقيق في الأمر ،في محاولة لوأد الفتنة في مهدها،وتقديم الجناة لمحاكمة عاجلة.
عقار يتدخل….
عندما بدأت أحداث جوبا سارعت الحكومة متمثلة في نائب رئيس مجلس السيادة الفريق مالك عقار باصدار بيان وجهه لمواطني جنوب السودان قال فيه أنهم ظلوا يتابعوا بقلق بالغ، الحادث الإجرامي في مدينة ود مدني، بولاية الجزيرة.
وأصدرت حكومة السودان بيانات إستنكار وإدانة تدين بشكل قاطع الهجمات الهمجية غير المبررة التي أهدرت فيها أرواح بريئة.
ودعا عقار المجتمعات المحلية المتضررة داخل السودان وجنوب السودان إلى الحفاظ على الهدوء، على الرغم من المشاعر المفهومة، وتجنب الانجرار إلى المزيد من الأعمال الانتقامية الاجرامية.
واشاد عقار بالدور الذي لعبته بالتدخل الفوري لحكومة جنوب السودان لحماية أرواح المدنيين السودانيين الأبرياء من الحوادث المتفشية التي وقعت بمدينة جوبا وغيرها في أعقاب أحداث مدني،مشددا علي إن الحكومة السودانية لن تسمح لأحد بأخذ القانون بيديه.
أزمة السودانيون في جوبا….
تعرض السودانيين في جوبا لعنف مفرط ادي لإحراق ونهب محالهم التجارية من قبل بعض المجموعات المتفلتة بجنوب السودان حيث تم قتل عدد منهم بجانب نهب ممتلكات التجار في المدينة،لكن حكومة جنوب السودان ممثلة في رئيسها سلفاكير ميارديت تدخلت بصورة عاجلة وخاطب سلفاكير مواطنيه بضبط النفس ووجه الأجهزة الأمنية بحماية السودانيين وهو ماحدث بالفعل وأدي لتخفيف حدة العنف.
استهداف آخر….
كما فعلت بورتسودان بتحكيم صوت العقل وضبط النفس والمطالبة بالحفاظ علي اروح وحياة السودانيين بالجنوب كان رد حكومة جوبا فيه كثير من الطمأنينة حيث أجري النائب الأول لرئيس جمهورية جنوب السودان، د. ريك مشار، اتصالاً هاتفياً بالسفير السوداني لدى جوبا، عصام كرار، للاطمئنان على أحوال المواطنين السودانيين المقيمين في جنوب السودان، سواء في العاصمة أو الولايات.
وخلال الاتصال، أكد مشار متابعته المستمرة مع حكام الولايات للوقوف على آخر المستجدات المتعلقة بأوضاع السودانيين، مشدداً على أهمية وضع حلول عاجلة تضمن عودة الأمن والاستقرار لجميع المواطنين والمقيمين في جنوب السودان.
من جانبه، ثمّن السفير عصام كرار هذه المبادرة، معبراً عن تقديره لجهود حكومة جنوب السودان في توفير الحماية والرعاية للسودانيين في ظل الظروف الراهنة.
الشعبي في قلب الأزمة….
قوى سياسية وصفت الاحداث بالفتنة واتهمت جهات معلومة بالقيام بها.
وأوضح حزب المؤتمر الشعبي في بيان أصدره أن خطط المعتدون للحرب من منافذ متعددة ، فإذا طاشت سهامهم في موضع صوبوها لآخر ، وإذا فشلوا الآن الانتصار بالقوة الغاشمة، فسيجربوننا في مواقع أخرى ظلت خارج دائرة الاستهداف حتى الآن ،واضاف ذلك يستوجب اليقظة والحذر وخاصة أنهم مواجهون بقوى أجنبيه لا ترضى إلا أن نتبعهم ،
و بدأت مؤخراً محاولات زرع الفتنة وتكريس دواعى القطيعة و النزاع فى الجزيرة بمحاولات ترسيخ عداء و صراع فى مجتمع الجزيرة بين سكان قرى الجزيرة القديمة و القرى داخل المشروع ( الكنابي) التى أسست كمعسكرات للعمال الوافدين الذين كانت تجلبهم ادارة مشروع الجزيرة .
وقال بيان الشعبي لقد عبر الكثيرون من أهل الكنابي فى الايام الماضية عن تعايشهم بسلام مع مجتمع سكان الجزيرة ، و شكلوا جميعاً قبل هذه الحرب ، اكثر مجتمعات السودان أمناً و سلاماً وتابع البيان حدثت تطورات ايجابية كثيرة فى تأهيل هذه الكنابي الى قرى مؤهلة بالخدمات العامة ، وهو ما يجب ذكره فهو بلا شك من حقهم ، و الواجب من حقهم على أهلهم فى ولاية الجزيرة و الدولة ،واشار بيان الشعبي إلي أن جهات كثيرة في الجزيرة قد بادرت بذلك و لم يعرف اعتراض من سكان الجزيرة على تطوير هذه القرى.
علاقات ضاربة في الجذور…
يقول دكتور حسن شايب دنقس مدير مركز العاصمة للدراسات السياسية و الاستراتيجية خلال حديثه ( للنورس نيوز)
ان العلاقة بين شعبي السودان وجنوب السودان علاقة ضاربة الجذور قائمة على الأخوة والجوار والمصالح المشتركة وأضاف أي توتر يمس هذه العلاقة يتطلب معالجة حكيمة تعزز من أواصر المحبة والتعاون بين البلدين الشقيقين وأوضح أن هذه الأزمة ليست سوى اختبار لإرادة البلدين في التعايش السلمي وتجاوز التحديات بروح المسؤولية المشتركة، وتابع السلام والتنمية في الإقليم لن يتحققا إلا من خلال الاحترام المتبادل والالتزام بحماية الحقوق الأساسية لجميع الأفراد دون استثناء،واردف لذلك لا بد من تفويت الفرصة للمتربصين والذين يريدون إحداث شرخ بين الأشقاء.
هدوء حذر….
إزاء ذلك ونظراً للجهود التي قامت بها حكومة جنوب السودان فقد هدأت الأوضاع نسبياً في جنوب السودان ،غير أن الطمأنينية لم تعد بصورة كاملة في نفوس السودانيين هناك الذين التزموا منازلهم ورفضوا الخروج خشية التعرض لاعتداءات من قبل المتفلتين،كما أن السلطات نشرت قواتها الأمنية للحفاظ علي أرواح السودانيين هناك ،ومهما يكن ستعود الأوضاع إلي ماكانت عليه في مقبل الأيام باعتبار أن الجنوبيين والشماليين شعب واحد في بلدين ومايربط بينهما أكبر من أن تهزمه تفلتات البعض هنا وهناك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *