آراء و مقالات

خديجة الرحيمة تكتب…”رسائل في بريد “مجلس السيادة”

للحقيقة وجه آخر
خديجة الرحيمة تكتب…”رسائل في بريد “مجلس السيادة”

يعاني قطاع الطيران بالسودان من مشاكل وعقبات كثيرة ولا زالت هنالك بعض المعوقات التي تواجه القطاع ومنذ الاستقلال لم تعطي الحكومات المتتالية الطيران المدني أي أهمية وتم إنشاء وزارة طيران لفترة وجيزة خلال حكم الانقاذ وإسنادها لمن ليس لهم أي علاقة مهنية أو خبرات بالطيران
والمتابع عن كثب لموضوع الطيران المدني يجد ان ملفه تائها تارة ما بين وزارة النقل ومجلس الوزراء والمالية كسودانير وتارة أخرى وزرارة الدفاع وفي بعض الأحيان يتم تعيين مديري الطيران المدني من مجلس الوزراء بوجود وزارة الدفاع مشرفة على سلطة الطيران المدني
والمعمول به دوليا ان تكون هناك وزارة طيران تابعة لمجلس الوزراء ووزارة متخصصة يتم تعيين فيها ذوي الخبرة المهنية في الطيران
حتى يجد الطيران المدني في البلاد قبولا من المنظمات الدولية والمنظمة العالمية للطيران “إيكاو او الاياتا” او حتى لجنة السلامة الجوية للاتحاد الأوربي او الطيران الفدرالي الأمريكي
ويجب أن تكون تبعية الطيران المدني لمجلس الوزراء والاهتمام بالصناعة اسوة بالدول الاخرى وتخصيص وزارة طيران مختصة بإعمار وتنمية صناعة الطيران والمطارات والملاحة الجوية والتأهيل والتدريب لكافة الكوادر الوطنية بإنشاء المعاهد المتخصصة
لأن تعدد تبعية الطيران المدني يخلق فوضى وعدم انضباط وتدخل في صميم العمل الفني الروتيني مما لا يساعد في وضع أسس مقارنة بالدول الاخرى التى تعدل اللوائح وتجددها حسب متطلبات الامن القومي والاقتصادي الذي تمر به دولهم مع الحفاظ على السلامة الجوية
كذلك تجد الشركات الأجنبية الترحيب الكامل في السودان عند التشغيل عكس الشركات الوطنية التي تواجه عدة تعقيدات لإثبات قدراتها التشغيلية كما يتم تكبيل عملها بلوائح كثيرة مر عليها الزمان مقارنة بالدول الاخرى
واذا نظرنا لبعض الدول القريبة واخذنا مصر نموذجا فنجد أن وزيرها طيار مدني له خبرة عملية في تشغيل طائرات الخطوط المدنية تفوق (25) عاما وكل مساعديه بالوزارة من مهندسين وطيارين متخصصين كما ان رئيس سلطة الطيران المدني كابتن طيار وكافة مديري الإدارات بسلطة الطيران المدني طيارين ومهندسين او ملاحيين
فلماذا لا نقتفي أثر هذه الدول لتطوير صناعة الطيران بدلا من إعتبار الطيران المدني وظيفة مدنية يتم التدرج لها ويكون المدير تخصصه محاسبة او ادارة اعمال او غيرها من المهن التي ليس لها علاقة بصناعة الطيران
ويجب أن نبدأ في المستقبل القريب بوضع اللبنات الأساسية لإعادة هيكلة الطيران المدني وما يليه من شركة مطارات وملاحة وغيرها كما يجب ان نزيل كافة العوائق ومشكلات الشركات الوطنية حتى يتم التوصل لرفع الحظورات المفروضة على هذا القطاع من الاتحاد الأوربي وغيره مما يعود للبلاد بفوائد إقتصادية كبيرة يتم من خلالها تحديث وتطوير الناقل الوطني وغيره من النواقل
أخيرا نناشد الدولة وكل من له علاقة بمجال صناعة الطيران بإعادة النظر في أمر الطيران المدني والعمل على وزارة متخصصة ينضوي تحتها الطيران المدني والمطارات والملاحة الجوية
بذلك تصبح مقولة “إعطاء الخبز لخبازينه” واقعية كما ستحل كل مشاكل القطاع بالبلاد

ولنا عودة……

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *