المتحدث الرسمي الأسبق للجيش الفريق أول ركن محمد بشير سليمان في حوار مع ( النورس نيوز ) حول مسيرات المليشيا وكيفية حماية المنشئآت
مليشيا الدعم السريع تستهدف بالمسيرات المنشئآت والأهداف الإستراتيجية الحيوية
التخطيط للحماية والوقاية لا يمكن أن يكون وليد الأمس أو اليوم
خطة حماية السد من الهجمات الأرضية والجوية تتم عبر ثلاث دوائر
من جديد تعاود مليشيا الدعم السريع إطلاق مسيراتها إلانتحارية صوب الولايات الآمنة في نهج ظلت تنتهجه المليشيا عقب تلقيها أي هزيمة من القوات المسلحة السودانية في جبهات ومحاور القتال المختلفة وهو مايؤكد أن حربها ضد المواطن ومؤسسات الدولة التي يجب أن يتم الالتفات لها بصورة أكبر وحمايتها من غدر المليشيا للحديث حول ذلك أجرى (النورس نيوز) حوار مع المتحدث الرسمي الأسبق للجيش والخبير العسكري والإستراتيجي الفريق أول ركن محمد بشير سليمان في المساحة التالية.
حوار : النورس نيوز
كيف تعلق على إطلاق مليشيا الدعم السريع لمسيرات إستهدفت سد مروي؟
أصبحت مليشيا الدعم السريع تستهدف بالمسيرات وبصورة مستمرة المنشئآت والأهداف الاستراتيجية الحيوية ذات التأثير المباشر على الأمن القومي السوداني في مجالاته الأمنية والإقتصادية والإجتماعية والمعنوية.
إستهداف سد مروي بهذه السهولة ترك حالة قلق كبير وسط الجميع كيف يمكن حماية مثل هذه المنشآت؟
التخطيط للحماية والوقاية من ذلك لا يمكن أن يكون وليد الأمس أو اليوم ، حيث يبدأ ذلك مع بداية الفكرة في إنشاء المنشأة الاستراتيجية الحيوية مثالاََ لذلك (سد مروي) بكل أبعادها الأمنية والإقتصادية والإجتماعية والمعنوية والنفسية.
توضيح أكثر؟
حين تخرج الفكرة إلى مرحلة دراسة الجدوى والتي من المفترض أن تكون القوات المسلحة عبر وزارة الدفاع ممثلة في مجموعة دراسة الجدوى هذه بحسبان أن عليها بيان رأيها من خلال الأبعاد العسكرية ذات الإرتباط بدراسة وإعداد مسرح العمليات الذي تتكامل في إعداده الدولة عبر وزارة الدفاع عند إعداد خطة التنمية الشاملة عبر الإستراتيجية القومية ، في إطار مطلوبات القوات المسلحة(ما لها وماعليها ) لخدمة الدولة والحرب في الإتجاه الاستراتيجي المعني طرحاََ لرأيها الأمني والعسكري الذي يخدم الحرب عند الاستنفار لها أو عند قيامها.
مايعني أن الحماية يجب أن تتم من المدى البعيد؟
يأتي هذا المفهوم في أن العدو عند الحرب يستهدف أول ما يستهدف المنشئات الإستراتيجية والحيوية للدولة لتحقيق التأثير السالب من خلال تدمير أهدافها الإستراتيجية الإقتصادية والإجتماعية والمعنوية إنعكاساََ على الأمن القومي والحد من قدرة الدولة وقواتها المسلحة لإدارة الحرب وتحقيق أهدافها من الحرب.
وكيف يتم منع العدو لتحقيق الأهداف التي ذكرتها؟
لمنع العدو من تحقيق أهدافه من هذا الإستهداف كان وجود وزارة الدفاع عبر إدارة إعداد مسرح العمليات بالقيادة العامة في لجنة دراسة الجدوى للسد والتي تشمل ممثلين لعدد من المؤسسات ذات العلاقة ليضع كل طرف من الأطراف رؤيته ويعرف ما له وما عليه في إطار خطة تشييد السد مثلاََ حيث تؤخذ رؤية ورأي القوات المسلحة في الموقع المحدد لإنشاء السد ، وطبيعة الأرض في وحول منطقة السد ، والتي يتم بناءاََ عليها وضع خطة القيادة لحماية السد وإمكانية إستغلاله عملياتياََ، إذا تطلبت العمليات فتح السد وإغراق منطقته إذا أحدث العدو إختراقاََ كبيراََ بهدف إيقاف تقدمه لضربه.
إذا ماطلبنا خطه لحماية السد من المليشيا كيف يمكن ذلك في الوقت الحالي؟
خطة حماية السد من الهجمات الأرضية والجوية عبر ثلاث دوائر، (دائرة قريبه وأخرى متوسطة وثالثة بعيدة) من خلال طبيعة الأرض ونوع العدو المتوقع وإمكانياته وحسب خطة الدفاع والأمن المطلوبة للحماية يتم تحديد حجم القوات (الأفضل إنشاء تشكيل يضم كافة أنواع الأسلحة لتحقيق الحماية الشاملة للسد) ، أرضيه، جويه وقد تكون نهرية.. تدخل في خطة الحماية بالإضافة للحماية الأرضية من الهجمات الجوية بالطائرات المقاتلة ، (الهجوم الجوي بالمسيرات كما حدث في هجوم مليشيا الدعم السريع على مطار عطبره وسد مروي وغيرهما مع إعتبار تأمين الأسلحة المضادة المكافئة لصد هجمات أي من الأهداف الجوية المعادية إعتباراََ للحداثة والتقنية المتطورة في هذا المجال بالإضافة للطائرات المقاتلة ، والصواريخ قريبة وبعيدة المدى ، وفوق ذلك قد يتم الاستهداف بواسطة العمليات البرية سواء عبر المشاة بإسناد المدفعية ، أو باستخدام المدفعية بعيدة المدى)
وضرورة تغطية المنطقة أو المسرح الذي توجد به المنشأة بكافة وسائل الإستطلاع الجوي بوسائله المتطورة وبمختلف المدايات ،(الانفتاح الراداري الشامل القريب والمتوسط والبعيد) كما تبرز هنا أهمية الإستطلاع والحماية الإلكترونية للمنشأة الاستراتيجية / الحيوية ( كسد مروي).
هل يمكن أن يتم الإستهداف بطرق أخرى؟
قد يتم التخطيط إستهدافاََ للسد عن طريق التسلل المعادي أو الإغارة أو إستخدام العملاء لإحداث التخريب من الداخل خاصةََ في المناطق ذات التأثير على أداء المنشأة (السد) ، وذلك ما يتطلب الإنتباه له مع ضرورة التأمين الإلكتروني والكهربائي الداخلي ، ووضع كاميرات المراقبة تغطية لكل محور السد (داخلياََ وخارجياََ) وتكثيف العمل الإستخباري النشط والفاعل على كافة المستويات بدءاََ من العمل الإستخباري الإستراتيجي جلباََ للمعلومات في إطار تحقيق مطلوبات العمل الوقائي وإحتواء كافة المهددات المحتملة قبل حدوثها إستهدافاََ للمنشأة فوق كل ذلك لابد من إعتبار أهمية الإستطلاع بالنظر وفق تقسيمات أنواع الإستطلاع ( القريب والمتوسط والبعيد ) مع ضرورة توفير وسائل أجهزة الإتصال ذات الكفاءة العالية للتبليغ الفوري حسب التسلسل القيادي ومع كل ما تم ذكره تظل عين الإنسان الواعي شديد الإنتباه والمراقبة والولاء والمسئول أحد أهم ركائز التأمين وذلك ما يتطلب الفحص والتدقيق الشديد ، ثم الاختيار.