بعد 12 عاما على رحيل منبع الإحساس ونور العيون ..الحوت.. مهما يكون ذكراك باقية وما بتهون

 

محمود ومصطفى.. فاجعة القرى والبنادر في *17 يناير

متابعات _ النورس نيوز

بعد غيابك دنيا حزينة صوت الضحكة وحيد مكبوت.. يصادف غدا الجمعة الذكري الثانية عشر لرحيل ايقونة الشباب الفنان محمود عبدالعزيز، و في مثل هذا اليوم، وتحديداً في يوم 17 يناير2013م اغمض معشوق الشباب عينه في العاصمة الاردنية عمان الذي وصلها في صمت وسكون من اثر الغيبوبة التي لم يفق منها الى الابد.. ورحل الحوت عن (45) عاما وبضعة أشهر، حيث أبصر النور في حي المزاد بالخرطوم بحري في 16 اكتوبر1967م. وعاش طفولة عادية بين اقرانه وان تاقت نفسه الأمارة بالابداع مبكرا الى الغناء والموسيقى والمسرح، وقد شارك في برنامج الاطفال الاشهر بتلفزيون السودان”جنة الاطفال” قبل ظهوره الاول على خشبة المسرح القومي في مسرحية للاطفال ايضا بعنوان “أمي العزيزة”.. وأصاب رحيل محمود الشباب بحالة حزن عميقة توازي صدمة رحيل المبدعين العمالقة في الوطن العربي ، امثال كوكب الشرق “ام كلثوم” و العندليب الاسمر “عبدالحليم حافظ”، لأن محمود لم يكن مجرّد فنان بل كان ظاهرة “احتجاج” وتيار”رفض” بغنائه وبمواقفه الحياتية والإنسانية.

وتقدم سيرته القصيرة مزيجا من الشهرة الطاغية والنجومية الفنية والألم، إذ لم تخل حياته من الحزن.

ويعتقد الكثير من النقاد أن شهرته المُبكرّة والظروف السياسية التي سادت في مطلع التسعينات، أرخت بثقلها على حياته، فلم يتحملها الفتى اليافع حينها وسقط ضحية الإدمان على المخدرات، جعلته يدخل المستشفى مراراً.. وجذبت نجوميته الأنظار فتبارت القوى السياسية في المنافسة عليه لجعله واجهة لشعاراتها وبرامجها السياسية.

ويعتبر محمود من أكثر الفنانين الذين زاروا جنوب السودان، وغنى باللهجات المحلية هناك وساند الوحدة الوطنية علاوة على اهتمامه بالمهمشين والمشردين.

اعلان الوفاة

مات الفنان الاسطورة محمود عبد العزيز بالعاصمة الاردنية عمان دماغيا بعد مشوار فني حافل وتجربة مختلفة امتدت لاكثر من ربع قرن من الزمان قدم فيها روائع الاعمال صانعا نفسه .

وكان أن خيم الحزن علي الجميع فور اعلان نتيجة التخطيط الدماغي وتأكيد موت محمود عبد العزيز دماغيا الامر الذي يعني انه سيظل غائبا عن الوعي نهائيا بينما تنبض اعضاؤه الحيوية عبر الاجهزة الداعمة في الوقت الذي شهدت فيه تلك الاعضاء الحيوية تدهورا كبيرا وسجلت ارقام متدنية .

بعدها أبلغت ادارة المستشفي (ابن الهيثم) اسرة محمود عبد العزيز بنتيجة التخطيط واعلان الموت الدماغي واخطرت ادارة المستشفي السفارة السودانية بعمان التي ظل طاقمها يتابع حالة محمود الصحية باستمرار .

أكد الاطباء بمستشفي ابن الهيثم عقب موت محمود عبد العزيز دماغيا وصعوبة نقله عبر طائرة طبية خاصة واشاروا بضرورة ان يبقي بالمستشفى نسبة للتدهور الكبير الذي تشهده اعضائه الحيوية

وصول الجثمان

أكدت الاخبار وصول الجثمان مطار الخرطوم تمام الخامسة مساء,الا ان الجمهور كان قد حضر منذ الصباح الباكر الي المطار مابين مصدقين ومكذبين الخبر,اتوا جميعا صغارا وكبارا وشيبا وشبابا ونساء واطفالا من جميع الاجناس ,فقد جمعهم حب الحوت.

في تمام السابعة مساء وصل الجثمان مطار الخرطوم فكان المشهد العظيم والموقف الكبير بعد ان تفرق رجال الشرطة في كل الاتجاهات وهم في حالة استعداد وتأهب كامل لضبط الموقف,ولكن هيهات ان يمر ذاك اليوم مرور الكرام وبانضباط ,لأنه اليوم الذي يشيع فيه فنان الشباب الاول والاسطورة التي شغلت الناس كثيرا,انفلت العيار وهاج الجميع ولا حديث يعلو فوق حديث الصراخ والعويل والحزن الذي تمدد فوق الجميع.

تم بعدها التوجه بالجثمان من المطار الي مقابر الصبابي ببحري مباشرة وبحري والخرطوم وامدرمان جميعها تقف علي (فد رجل) ,الجميع كانوا حضورا بعد ان توقفت حركة المرور واتي الجميع مشيا علي الاقدام وهم يحملون لافتات كتب عليها: الحوت.. الحوت.. الجان الجان ملك السودان.. تفارق كيف تخلينا.. خوف الوجع.. سكت الرباب.. .وغيرها من العبارات التي تعطي ملمح من قيمة الراحل او تلمس واحدة من أغنياته.

صدمات واغماءات..

إمتلأت الشوارع طولا وعرضا بجماهير الراحل وهم يتقدمون في مسيرات هادرة والحزن يكسو ملامحهم والدموع تتسيد المشهد والموكب المهيب,تحلّق الجميع حول المقابر في انتظار الجثمان الذي ظهر محمولا داخل صندوق علي اكتاف محبيه ومعجبيه ثم التوجه به الي المسجد المجاور للمقابر والصلاة عليه ومن ثم موارة جثمانه الطاهر الثرى وسط دعوات الحاضرين له بالرحمة والمغفرة والقبول الحسن,فيما شهد المكان حالات كثيرة من الاغماءات والصدمات وكان المشهد لايمكن وصفه حيث مكث عدد كبير من جمهور الحوت بالمقابر حتي الصباح رافضين مغادرة المقبرة ودواخلهم تتقطع وهم يودعون فنان كان ملء البصر وإسماً بارزاً وسط عمالقة الغناء مكوناً قاعدة جماهيرية عريضة اصبحت مضربا للامثال..

17 يناير.. يوم الفاجعة

ويصنف يوم 17 يناير، على أنه يوم حزن للأغنية السودانية، باعتبار ان الفاجعة ليست حصرية على ‘الحواتة”، لان التاريخ ذاته قبلها باعوام عرف رحيل فنان استسنائي اخر، وتمر علينا اليوم الذكرى التاسعة والعشرون لرحيل الفنان مصطفى سيد أحمد، الذي برز نجمه في نهاية السبعينات عبر مهرجان الثقافة ، وعرف بلونية خاصة من الكلمات المعبرة ومساسه المباشر لقضايا البسطاء والمحرومين، في قالب لحنى مميز يجمع بين الأغنية الشبابية والوقار في نفس الوقت، لذا كان مفضلا من قبل النخبة والمثقفين وشباب الجامعات، وبسطاء الناس، انتقل مصطفى سيد أحمد إلى رحمة مولاه في في السابع عشر من يناير للعام 1996 بعد معاناة مع مرض الفشل الكلوي، ليصادف تاريخ وفاته رحيل فنان الشباب الأول محمود عبد العزيز الذي غادرنا بجسده في السابع عشر من يناير للعام 2013، لكنه عاش معنا بفنه، وأعماله الخالدة ستظل محفورة في ذاكرة الفن السوداني، فهو من أكثر الفنانين الشباب الذين أثروا الساحة الفنية بروائع الغناء، على مدار أكثر من 20 عاماً، كان فيها فنه عالقاً وسيظل كذلك في آذان المستمعين من أول عمل قدمه وحتى لحظة وفاته.

فيما تميزت مسيرة الراحل محمود عبد العزيز التي بدأت في العام 1988 بغزارة إنتاجه للأعمال الفنية، ففي الفترة ما بين العام 1994 وحتى 2008 استطاع الراحل أن ينتج قرابة الـ “30” ألبوم غنائي، حيث كان أول إنتاج له ألبوم “خلي بالك” في العام 1994، بينما كان آخر ألبوم للراحل في العام 2008 بعنوان “يا زول يا طيب”، ولم يقف الراحل محمود عبد العزيز عن ذلك الحد بل تغنى بالعديد من أغنيات الحقيبة، كما تغنى بأغنيات بعض الفنانين الكبار على رأسهم الراحل محمد وردي، والراحل أحمد المصطفى، والأستاذ حمد الريح وغيرهم، وطوال مسيرته الفنية العامرة تطرّق الراحل لمدح المصطفى “ص” في العديد من القصائد، كما غنى للوطن، وللأطفال “ها هي دنيتنا الجميلة”.

إنتاج غزير

رغم رحيل محمود عبدالعزيز عن عمر لم يتجاوز 45 عاماً، إلا أنه من أكثر الفنانين السودانيين إنتاجاً، حيث أنتج 26 ألبوماً حققت المبيعات الأعلى في سوق الكاسيت.

بوفاته شهدت المسارح الفنية صمتاً مؤقتاً، لأن الملايين من معجبيه الشباب لن ينسوا سيرة فنانهم الشاب.

“الحواتة” ينتقلون بالذكرى الخالدة إلى “المحروسة”.. َو”شيراتون القاهرة” يحتضن تأبين “2025” 

علامة الحواته

في معظم حفلات الراحل محمود عبدالعزيز كان هناك شاب معاق يدعى راضي يجلس بين الجمهور يصوب نظراته تجاه الحوت وهو يمني نفسه بالوصول إلى المسرح وعندما أعيته الحيلة كان يمسك بالعصايتين اللتين كان يتوكأ عليهما ويلوِّح بهما في شكل علامة (x) الشهيرة – وبعد أن رأى محمود تلك العلامة بادله بعلامة مماثلة بيديه وانتشرت العلامة حتى صارت بمثابة ديباجة معروفة ب(الحواته) ولا تكن تخلو حفلة من حفلاته الغنائية دون أن يشير بها محمود إلى جماهيره.

 انسانية الحوت

يعد محمود عبد العزيز، من اكثر الفنانين انسانية وتاثرا للاحداث الحزينة التي تمر به والدليل علي ذلك اعتكافه في المنزل بعد وفاة العندليب الاسمر زيدان ابراهيم ودخوله في حزن كبير وعميق الا ان الاحزان توالت عليه بعد رحيل الموسيقار محمد وردي والشاعر حميد الامر الذي جعله يقول : (الساحة صبحت خلا).

 

مواصلة المشوار..

خاصمت الفرحة وجوه (الحواتة) الاعوام الماضية بسبب الحرب والظروف السياسية التي تمر بها البلاد وهم` يفتقدون نجمهم في الليلة الظلماء, فهو كان نجم الشباك الأول بلا منازع استطاع ان يتغوّل في قلوب الجميع دون تكلّف او صنعة ولا زال جمهوره حافظا للجميل وهم مواصلون المشروعات الانسانية التي بدأها الراحل من زيارة لدار العجزة والمسنين والاطفال مجهولي الابوين وحملات التبرع بالدم وإهداء المصاحف للمساجد والخلاوي واشياء انسانية أخرى لاحصر لها..

والدة الحوت : كان ( غلباوي )

تقول الحاجة فائزة والدة الراحل محمود عبد العزيز عن إبنها في إحدي اللقاءات الصحفية : ( منذ أن كان طفلا عمره عامان كان كثير الحركة و(غلباوي) وشخصيته مرحة ومحبوبة لدى الأطفال في عمره، وعندما تدرّج في مراحل العمر حتى بلوغه العام السادس، ظهرت موهبته في صوته وهو يدندن ويغني وكان (شقي شقاوة شديدة وسريع الحفظ وذكي ذكاء خارق)، والدليل على ذلك إنو محمود ما كان بيحسب القروش بي ورقة وقلم، فقط من الرأس حتى ولو بلغ المبلغ ملايين، وكان سريع البديهة وكريماً.

وعن كيفية تعامله في المدرسة مع أصدقائه تقول ( علاقة حب ومحنة فهو كان يتقاسم معهم إفطاره وكنت لا أعلم ذلك وكان دائما ما يطالبني بزيادة عدد السندوتشات حتى يستطيع أن يعطي من هم في حاجة إليه، وأذكر له مشهدا آخر وعمره 13 سنة كنت وقتها قادمة من سوريا واشتريت له ملابس مختلفة ولكن بعد ذلك بأيام اكتشفت عدم وجود الملابس وعندما سألته رفض الإجابة، وبعدها وجدت عددا من الأطفال يلبسون ملابسه فعلمت أنه قام بإهدائهم إياها.

فرفور : الشعبية تؤكد عظمة محمود

ذكر الفنان جمال فرفور الذي كان حاضراً مع محمود منذ لحظات مرضه حتي رحيله أن الفقد كبير ومحمود كان فناناً رائعاً، فهو فنان كل الشعب السوداني وعرف بأنه إنسان وابن ناس وطيب المعشر، وهذه الشعبية الكبيرة تؤكد عظمة هذا الفنان وعظمة الفن ولا يسعنا إلا أن نطلب له الرحمة والمغفرة .

بلوبلو : كان فنان الشمال والجنوب

أكدت حنان بلوبلو، الفنانة المعروفة وارملة الفنان الراحل، على أن الفقيد محمود عبدالعزيز كان يحمل رسالة وطنية نذر لها نفسه منذ ميلاده وطوال عمره المديد العامر بالعطاء ، لقد كان الحوت جسراً للفنون السودانية على مستوى القوميات المتساكنة داخل إطار الوطن الواحد بل ظل قاسماً وجدانياً أعظم بين شعب جنوب السودان وشماله .. ولقد أعطى للفن الكثير.

عمر احساس : فقدنا الصوت الصداح والانسان الرائع

و قال الفنان الكبير عمر احساس : بأن محمود فقد كبير لكل الشعب السوداني وقالت بأنه كان فنانا صاحب صوت صدّاح .. وقد ربط الفن بمحبة الوطن وإنسانه كما كان يفعل سلفه خليل فرح رحمه الله رحمة واسعة وأنزل على قبره شآبيب المغفرة والرضوان والهم آله وذويه الصبر وحسن العزاء .

النخلي: عندي اغنية عند محمود تساوي ديوان

قال الشاعر مدني النخلي كان الراحل المقيم مصطفى سيد أحمد رجل عصامي أعطى حياته رخيصة من أجل مبدأ و فكرة فكان يهتم بالسودان بالشعب بالتراب موضحا ان اعماله كانت تشير للانسانية والحب، واعتقد ان الفنان الذي يتبنى مثل تلك القضايا الانسانية و يموت من اجلها هو فنان نادر و لا مثيل له ، و أضاف انا عشت معه ظروف المرض ابتداءا بالقاهرة وموسكو حتى قطر هو كان انسان عفيف ومهذب وزاهد جدا في حياته ، افنى زهرة حياته من اجل اغنية تحترم الانسان وتقدر انسانيته.

واضاف النخلي انا على يقين ان (الفنان) الحقيقي هو الملتزم والمهتم بقضايا الآخر وعلى الرغم من هدير الاغنيات الفارغة والهابطة لم تستطع اغنية واحدة ان تصمد في وجدان هذا الشعب لأنه لا يقبل الا الاغنيات المتفردة والقوية .

و اردف للامانة اريد ان اشير لعدد من المبدعين بكل تقدير واحترام من بينهم الموصلي الذي وقف على تجربة مصطفى سيد احمد الذي تغنى له الحزن النبيل و البنت الحديقة و لولا الموصلي ووقوفه في الالبومين لكانت اغنياته مشتتة و يكفي مصطفى انه اكتشف شعراء لم يكونوا معروفين في الساحة وقدمهم بشكل كبير واصبحت اعمالهم معروفة و متواجدة

و عن محمود عبدالعزيز قال النخلي الراحل غنى لي (لما ردتك) هذه الاغنية بالنسبة لي تساوي ديوان ، الاغنية من ألحان ميرغني الزين وتوزيع الموصلي كانت في الكاسيت الاول (خلي بالك) .

واضاف محمود لخص جيل كامل لاختياره نصوص جميلة وهو يملك صوت متفرد و طوال حياته لم يغني اغنية ساقطة (لحدي ماقابل ربنا)

محمود رجل مهذب و لا يخاطبك الا بكل أدب واحترام ولم يختلف مع اي شاعر و ملحن طوال عمره فكان يحبه الكبار و الصغار وعرف بالاعمال الخيرية سرا التي لم تعرف الا بعد رحيله .

و زاد محمود اخذ فترة طويلة في بداياته لم يكتشفه احد بل إكتشفته ارادته وقوة صوته وعزيمته

محمود كان يحمل هم كبير جدا ، عندما تنظر في عيونه ترى فيها الاحباطات والاحلام و الامنيات واشار الى انه لم يكن يتحدث كثيرا وعندما نقلب الصفحة نجد بعد رحيل محمود ظهر عدد كبير من الحواته هم من حافظوا على هذا الارث الكبير

مؤكدا أن الراحل المقيم الكاشف كان يشكل حضورا كبيرا في مجال الاغنية الحديثة ولم يحتفل الشعب العظيم القوي بذكراه مثل احتفالهم برحيل مصطفى و محمود .

وزاد زمان كان مصطفى سيد احمد يقول ان الفنانين في الدنيا هم عركي و محمود عبدالعزيز وعلي السقيد وعبد التواب عبدالله وهذه حقيقة راسخة ليومنا هذا مؤكدا ان رحيل مصطفى سيد احمد و محمود عبدالعزيز شكل فراغ كبير جدا لم يستطع ان يملأه الجيل الحديث.

عبدالقادر سالم: شخصية محمود متفردة

وصف الفنان عبد القادر سالم، شخصية محمود عبدالعزيز، على أنها متفردة وان تكوينها جاء بعدة عوامل ساعدت على تميزه وكاريزمته ، ومحمود ذو صوت طروب ويحتوي على عمق و شجن ولا يجامل في الغناء ويؤدي الاغنية بعمق ويجعلها تدخل القلوب دون استئذان والعامل الثاني شخصيته الدرامية وهو بدأ بالدراما ثم الغناء والعامل الثالث نزعته الصوفية لها تأثير وبعد وجداني الصوت ذو الشجن والمسحة الصوفية اجتمعت وكونت شخصية محمود ولم تجتمع بصورة مفتعلة بل بالفطرة وشركة البدوي كانت تنتقي نصوص وألحان تنتج شريط ناجح وساعد في ذلك احتكار الشركة له واستفاد منها محمود ولو تعامل مع شركات اخرى لما حقق هذا النجاح لأن مستوى التنفيذ والاهتمام قد يكون اقل وقد يتشتت ما بين شريط ناجح واقل نجاحا وفنان مثل محمود لن يتكرر.

مؤكدا عدم تكرار تجربة محمود و لايمكن ان يحدث باي حال من الاحوال بدليل ان كثير من الفنانين الشباب الذين ساروا على مذهب محمود الفني قاموا بترديد اغنياته وان يحافظوا على الموروث الفني بان لا يؤدي غنائهم لتشويه اعماله ولو معناهم سيكره الناس الغناء وسيندثر والاجيال القادمة لن تتناوله وغناء محمود اصبح عتيق وخلال كل ذكرى يزداد عدد المعجبين ولايقل والمتوقع هذا العام عدد هائل جدا ولن نمنعهم من ترديد اي اغنية فقط يتناولوه بنفس المستوى وهناك فنان يستأذن وآخر لايستأذن ونتمنى ان يحافظوا على الغناء بصورة جميلة وفي المنتديات والحفلات لانمنع من ترديده بل نكون حذرين وليس بحذر شديد فغناء محمود ملك للحواتة وملك للشعب السوداني والتعامل مع الاذاعات والقنوات لابد يحسم رسميا بالقانون بالنسبة للحقوق المادية والادبية.

وواصل عبد القادر ان الفن رسالة وتصطحب معها جيل معين كله شباب والاجيال القادمة قد يظهر منها فنان شاب يتناول الغناء باسلوب رسالي وتتعدد اغنياته لكن تجربة محمود رسالة مستساغة للجيل وخدمت غرض اجتماعي وسياسي وساهمت في اثراء وجدان الشعب بالمضمون الموجود.

الفاتح حسين: هذا سر نجاح سكت الرباب

كشف الموسيقار الفاتح حسين، عن سر نجاح وذيوع البوم (سكت الرباب)، الذي يعتبر ثمرة تعاون مدهش بين الدكتور الفاتح حسين والفنان الراحل محمود.. وابان الفاتح بقوله: صوت واداء الراحل محمود عبدالعزيز هو من ادى الى نجاح سكت الرباب فضلا عن التنفيذ الموسيقي العالي جدا كان بإحترافية نفذوها معي طلبة روس ونوع التأليف جاء بشكل غير مألوف وغير تقليدي بالاضافة الى ان الشعر كان متفرد.. واضاف انه لم امنح الاعمال التي كان سيغنيها محمود عبدالعزيز لاي فنان اخر لان تلك الاعمال انا فصلتها فقط لمحمود وخوفي ليس تقليل من مكانة الفنانين لانني حين لحنتها احسست فيها صوت محمود ولكن الفكرة موجودة في الفترة القادمة سأختار مطربين معينين او يمكن تأديتها في شكل كورال ، واضاف كانت هنالك مشاريع مع الراحل محمود عبدالعزيز من ضمنها اقامة حفل جماهيري كنا سنقدم تجربتنا مع الروس (ولكن الموت كان اسرع) رحم الله محمود عبد العزيز.

عبذالباقي: الحوت صديق طفولة

تناول الاعلامي عبدالباقي خالد عبيد علاقته بالمراحل، وقال: علاقتي بمحمود منذ كنا اطفالا في برامج الاطفال وامتدت لاكثر من اربعين عاما حتى رحيله واقول لكم بكل امانة انا عرفت محمود الممثل قبل الفنان

واول مره استمع لمحمود بتمعن من خلال مسرحية ( بنت السماك ) التى مثلنا فيها انا و عفاف حسن امين و رشا حرزاوي و ايناس محمد احمد بطولة يوسف عبدالقادر ومن تلك اللحظة ايقنت بانه سيكون له مستقبلا باهرا واذكر اننى كتبت عنه لاول مره( فنان واعد يشق طريقه بنجاح اسمه محمود عبد العزبز تزكروا هذا الاسم جيدا سيكون له شان فى الساحة الفنية)

وبعدها انطلق بموهبته وصار نجم الساحة بلامنازع وما بيني ومحمود علاقة اخوية وهو رفيق الدرب والطفولة والصبا والشباب

واضاف اذا تحدثت عن محمود الانسان فلم اوفيه حقه ويكفي ماقالوه الناس بعد رحيله فهو فنان مختلف جمع بين الغناء والمسرح ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم وفي فترة وجيزة قياسا بعمره الفني فقد اصبح اسطورة زمانه و معبود الجماهير بمختلف اعمارهم

و اشار الى ان محمود كان نجم الشباك لسنوات رغم وجود كبار الفنانين واكثر ما ادهشني بعد غيابه ورحيله فى حفل الحواتة باستاد الخرطوم الفرقة تعزف والجمهور يغني حالة لم يسبقه احد عليه من الفنانين فكان الراحل فريد عصره و زمانه اللهم اغفر له وارحمه.

ابراهيم محمد ابراهيم: رصيد الحوت يزيد رغم الموت

قال الشاعر ابراهيم محمد ابراهيم ان محمود عبدالعزيز رغم الرحيل له من الجمهور رقم قياسي يزيد كل يوم للقناعة التامة بفنه وانسانيته ولا اعتقد انني من الذين يستطيعون الحديث عن اسطورة من الصعب ان تتكرر وكل الذي استطيع قوله ان محمود كان فنان وكان انسان وكان مسميات يصعب فهمها لبساطته وطيبته

واسال الله ان ينزل علي قبره الرحمه والمغفره بقدرما اسعدنا وبقدر مااحببناه

واعلن شاعر الحوت محمود منحني من الاضواء اكثر مما استحق ومن خلال محمود كانت الاضافه الكبرى لشاعرية ابراهيم محمد ابراهيم ويكفي اضفنا لمكتبة الغناء ولو القليل الذي وجد الاستحسان عند كثير من الناس ورغم انني موجود فهو وجود يشوبه الحذر لاسباب شتى اهمها استمرارية تلك الاضافه التي صنع بها محمود شاعر لا يتطاول علي الكلام ولا يغالي في مايريد لكنني انا موجود واقر ابراهيم انه بعد رحيل محمود اتوه بين مفترق طرق لا ادري الى اين مسارها تتنازعني لواعج من شجن اليم تقذفني في يم التنازع بين مدلول فكرة ومرور ذكرى وفي فكري اجد نفسي ارتبط بواقع مرير لفقد عزيز مثل محمود.

Exit mobile version