.مراكز غسيل الكلى تناقصت إلى 53 مركز من إجمالي 102مركز *
وزارة الصحة لم تقف مكتوفة الايدي العلا بالحرب وآثارها الكارثية علي البلاد والمواطنين ودمار غالبية المؤسسات الصحية والمستشفيات التي لم تسلم من ايدي المليشيا الغادرة التي اتخذتها ارتكازات تمارس من خلالها القتل والتنكيل بالمواطنين عكس الأهداف التي انشئت من أجلها بأنها تعيد الحياة للمرضى وتداوى وتضمد الجرحى وتخغف آلامهم وتواصلت جهود الوزارة عبر وزيرها الهمام واركان حربه لتوفير المطلوبات من الأدوية المنقذة للحياة والمعدات الطبية والأجهزة للمدن الآمنة والأرياف البعيدة في أنحاء السودان المختلفة .تحت وطأة شح الإمكانيات والدعم الخارجي إلا أن الوزارة نجحت في مكافحة الاوبئة ونواقل الأمراض وتوفير احتياجات امراض القلب والكلى وتأهيل وصيانة المستشفيات وامداداتها الدوائية لتسطر ملحمة بوجه آخر من ملامح معركة الكرامة الكبرى رافعة( شعار المليشيا تكسر ونحن نبني وتخرب ونحن نعمر )
(العلا برس )التقت الوزير الإنسان هيثم محمد إبراهيم وتداولت معه الكثير من القضايا الملحة نستعرضها في الحوار التالي.
أجرى الحوار :رشا التوم
نبدأ حديثنا باضاءات حول زيارتك الأخيرة لكل من ولايتي نهر النيل والشمالية ؟
حقيقة الزيارة الى الولاية الشمالية ونهر النيل كانت بغرض تفقد الأوضاع الصحية وتأهيل وتشييدعدد من المستشفيات والمراكز
ولنقف بأنفسنا لنرى ماذا يحدث . وهي مسألة إيجابية جدا فيها تشجيع للعاملين والأمر الآخر الولاية الشمالية كانت بها مبادرة لنهضة وإعمار الصحة تم فيها عمل بصورة كبيرة جدا وفق الخارطة الصحية لتأهيل المستشفيات الريفية وبعض الأقسام التخصصية
وابان زيارة الفريق ابراهيم جابر الأخيرة افتتح جزء منها وتصل تقديرات النهضة الصحية 10ترليون جنيه معظمها من وزارة المالية الاتحادية عبر وزارة الصحة بالإضافة إلى مساهمة المغتربين من أبناء الولاية في الخارج
توقيت الزيارة بتاريخ 1/1/2025م نتجت عن زيارة من قبل وفد لأبناء حلفا أتوا يحملون خطاب لتأهيل مستشفى حلفا وتواجه المنطقة مشاكل صحية معقدة عقب تضاعف أعداد السكان لأكثر من 10اضعاف وعظم توفر مستشفى النساء والتوليد حيث تعد مدينة (دنقلا) غير مهيأة والمستشفيات الأخرى أكثر بعدا و من ثم تواصلت مع وزير الصحة بالولاية و الوالي و تمت الترتيبات اللازمة لافتتاح المبنى
وشملت زيارتنا للولاية الشمالية عدد 30 مؤسسة صحية ومعظم المستشفيات من شمال دنقلا إلى حلفا ومعبر اشكيت وارقين حيث افتتحنا وحدة طبية متكاملة
و شهدنا مؤتمر المدراء الطبيين بالولاية وهي بادرة جيدة ووضحنا توجيهاتنا لخطة العام 2025م لتحقيق النهضة المتكاملة
وادخال لقاح الكوليرا في الولاية الشمالية يعتبر أهم حدث في الزيارة وتجدر الإشارة إلى التدخلات الأخيرة خاصة أن السودان تمكن من الحصول على ( 120)مليون جرعة من لقاح الكوليرا في هذا التوقيت ممايعد إنجاز كبير وغير مسبوق فضلا عن الأنشطة المصاحبة للزيارة
ماهي ابرز الملاحظات على المؤسسات الطبية التي وقفت عليها ؟
من الملاحظات هناك تطور كبير جدا في الخدمات التشخيصية خاصة في مستشفى ( دنقلا )والتي كانت معدلات الإسعاف منها لولاية الخرطوم حوالي (100)اسعاف شهريا حاليا الوضع تغير تماما وتوفرت كافة الخدمات الطبية من جراحات القلب المفتوح والجراحة العامة والأطفال وجراحة المخ والاعصاب و جراحة المسالك البولية ويحري الترتيبات لزراعة الكلى
ومستشفى دنقلا يعد من أكبر المستشفيات في الرعاية الحرجة والطارئة وقدمناها كنموذج للسودان وبها تدريب للنواب ووقفنا على التجهيزات الخاصة بجهاز القسطرة العلاجية للقلب وهي إضافة جديدة للولاية وبالنسبة للخدمات الخاصة ببقية المستشفيات الأخرى والتي زرناها كانت تصنف بأنها مستشفيات ريفية لاحظنا أنها تطورت جدا وبها اخصائيين منها مستشفيات البرقيق- ارقو -بدين ـ الدبة ووفرنا لها الكثير من الأجهزة والمعدات الطبية وأغلبها أصبحت مستشفيات تخصصية وشهدت تطور ا كبير ا
ووضعنا حجر أساس لعدة مشاريع قادمة منها مركز السكري في نهر النيل وعدد مصنعين للأدوية يبدأ العمل فيهما خلال شهرين بهدف توطين الصناعات الدوائية ومن الأشياء المهمة خلاف المستشفيات العامة اعتمدنا برنامج لإعادة تأهيل مستشفي التضامن في منطقة (الملتقى )بالولاية الشمالية للطوارئ والإصابات وهو يستقبل مابين( 40ـ 50 )حادث مروري سنويا ومابين (700-800)إصابة
و تبنينا تأهيله وصيانته بمبلغ (100)مليون جنيه ليصبح مستشفى طوارئ أسوة بمستشفى الجكيكة ومتوقع أن يحدث فارق كبير جدا في ظل عمل خط مواصلات الشمالية ام درمان
وبالنسبة إلى ولاية نهر النيل حقيقة شهدت افتتاح عدد من المنشآت الجديدة بمستشفى شندي التعليمي العام في قسم جراحات متخصصة وعناية مكثفة وحديثي اطفال بسعة 60سرير وبذل فيه جهد كبير من أبناء المنطقة وعملنا برامج مصاحبة منها مركز السكري في نهر النيل بربر والتوسع في مستشفى بربر بوصفه واحد من البرامج الأساسية للشراكة المجتمعية وايضا عمل كبير مع مجموعة النهضة في جراحات العيون والأسنان وتم الاتفاق على التصنيع للاثاث الطبي والمعدات وغيرها من المشاركات وتم ترفيع مستشفى العالياب من مركز صحي إلى مستشفى ريفي
إدخال لقاح الكوليرا في الولاية الشمالية انحاز غير مسبوق
نلاحظ أن الولايات خلال الحرب نالت نصيبها من الخدمات الطبية ؟
اضطرينا للعمل واعتمدنا شعار المليشيا تكسر ونحن نبني و المليشيا تخرب ونحن نعمر
و عقب تحقيق الانتصارات نسعى للتوجه نحو بقية الولايات والمناطق الأخرى وتم الاتفاق على خطة إعادة الإعمار في ولاية سنار وهناك عمل تم في مستشفي الدندر وسنجة وإعادة تشغيل اجهزة الرنين المغناطيسي في سنار ونؤكد أن العمل في الولايات مستمر وفرص الإعمار خلال المرحلة الحالية والولايات الآمنة لابد أن تحدث فيها نفرة كبرى خاصة ولايات الشمالية ونهر النيل وكسلا و القضارف و البحر الاحمر و النيل الازرق
لديكم مبادرة لإعمار المستشفيات اين وصلت ؟
نعم لدينا مبادرة تحت شعار (ايدك معانا لمشفانا ).وبدأت بولاية الخرطوم ويمكن القول بأننا نمضي فيها بخطى ثابتة وخلال زيارتنا مؤخرا إلى الخرطوم وجدنا معظم المستشفيات قد عادت للخدمة وأهمها المستشفى السعودي الذي تبناه معنا الإخوة في (سابا)الاطباء في امريكا بتكلفة (400) ألف دولار لإعادة البناء والتعمير وفيما يتعلق بمستشفى ام درمان تم إعادة تأهيله بصورة جيدة وهنالك بعض الجهات استجابت بتوفير اجهزة ومعدات طبية وبذلت جهود من وزارة المالية الاتحادية بتخصيص مبلغ مليون دولار لإعادة الإعمار
وصاحبتنا في الزيارة أكثر من3 شاحنات محملة بالمعدات والأجهزة الطبية بموجبها تم افتتاح مستشفى الدروشاب ومراكز صحية في شرق النيل ومستشفى الشرطة الاحتياطي المركزي ومستشفى الامل
مع العلم بالالتزام بإرسال دعم ثابت لولاية الخرطوم بمبلغ ( 400)مليون جنيه خلاف الأجهزة والمعدات
و نعمل على تحريك المنظمات ويمكن القول إن الموقف في الولاية يمضي بصورة جيدة وتجدر الإشارة أن مستشفيات غرب أم درمان مستمرة في العمل دون توقف
كم يبلغ عدد المستشفيات العاملة في الخرطوم ؟
ولاية الخرطوم بها عدد (25)مستشفى عاملة وأكثر من (140)مركز صحي وهناك مستشفيات في مناطق المليشيا تعمل في الكلاكلات جنوب الخرطوم يصل إليها الإمداد عن طريق البحر ورغم النقص الكبير. يعملون على إنقاذ الحياة وفي بحري شرق النيل هناك مراكز تعمل منها الحلفايا والفكي هاشم وتوقف مستشفي الكباشي لوقوعها في منطقة تماس وهناك مستشفيات لم نستطع الوصول إليها منها مستشفى ود ابوصالح . في ظل عمل مستشفى أبو دليق ونؤكد التزمنا بتسيير شهري ثابت ووحهنا منظمة lcrc بتوفير الدعم المالي ونحاول جاهدين توصيل إلادوية والمستلزمات.
معظم مستشفيات الخرطوم عادت للخدمة
مدى التزام المانحين والمنظمات بالدعم الصحي ؟
هنالك إلتزام ونقص الاثنين معا ولدينا جهات ملتزمة بالدعم والتسيير بخلاف وزارة المالية الاتحادية منها منظمة الصحة العالمية واليونسيف اللذان يدعمان المستشفيات بصورة مباشرة أو عبر وسيط وايضا يوفرون الدعم لولايات دارفور وكردفان وسنار والخرطوم رغما عن مواجهتهم مشكلات ومضايقات من الدعم السريع في مستشفى بشائر مما ينذر بخروجهم
وايضا هنالك منظمات أخرى داعمة مثل البنك الدولي حيث وقعنا اتفاقية لدعم المستشفيات والمراكز الصحية بمبلغ (83)مليون دولار عبر اليونسيف ومنظمة الصحة العالمية ولدينا جهات ملتزمة بدعم مباشر للاجهزة والمعدات جزء منها وصل من دول الكويت وقطر والسعودية
بعض المستشفيات في الولايات في حوجة الى إعادة تحديث متكامل ؟
حقيقة الضغط على المستشفيات أثر بصورة كبيرة جدا وبعضها قديم يعاني الضغط المتزايد من المواطنين عقب موجات النزوح الكبيرة لعدد( 12)مليون مواطن توجهوا نحو الولايات
وولاية الخرطوم كانت تحمل عبء كبير جدا والمنظمات المذكوره اعلاه اتفقنا معها على الأجهزة والمعدات وإعادة التأهيل بحيث يتضمن الصرف الصحي والكهرباء والوقود وفي هذا الخصوص نتجه في العام 2025م إلى التحول للطاقة الشمسية ولدينا مشاريع كثيرة بالذات في الأقسام الأساسية لتقليل فاتورة الوقود و تجري إعادة إعمار وتأهيل معظم المستشفيات وهناك جهات في un تعمل معنا في الشرق بصورة أساسية
فضلا عن الجهود المحلية لتجهيز البنية الأساسية للمستشفيات و المزيد من التوعية باالمبادرات المحلية .
هناك قلق وأصح جراء انتشار الاوبئة منها حمى الضنك والكوليرا ؟
الوبائيات مستمرة واحيانا تشهد تراجعا اوزيادة ويجب على الناس التعامل معها ومحاولة تقليل المعدلات والوفيات وعادة فصل الخريف هو الأسوأ لدينا نتيجة نواقل الأمراض والمياه وخلال الفترة الماضية شهدنا مشكلات حمى الضنك والكوليرا بصورة كبيرة وخلال الخمسة اعوام الماضية بالتوالي انتشرت حمى الضنك لتواجد النواقل وهي ليست وقفا على السودان فقط وانما توجد في دول مثل السعودية واليمن سلطنة عمان و ماليزيا و الهند
وحمى الضنك أقل خطرا من الملاريا .ومعدلات الوفاة فيها بسيطة والدربات والمحاليل الوريدية ودربات البندول وغيرها مؤمنة لكل الولايات وعملنا أكثر من حملة رش العام الماضي ونرتب لانتظام عمليات الرش في كل المحليات والولايات ولأول مرة في السودان تم إدخال التطعيم للملاريا واعتبره أحد الإنجازات الكبيرة
بالنسبة الكوليرا هي الأخطر والوفيات بها أعلى قرابة( 50) الف حالة تم تسجيلها العام الماضي وتمت تدخلات بتطعيم الكوليرا في كل الولايات وتمثل مصادر المياه والأسواق والأكل المشكلة الأساسية لانتشار الاوبئة ومازلنا في أمس الحوجة لرسالة مجتمعية وتدخلات من المحليات
و في ظل الوضع الحالي نلاحظ تراجع معدلات الإصابات من 300-400حالة الى7-10 حالة بمعنى تمت السيطرة على الاوبئة في كل المحليات والولايات وتراجع الوفيات أيضا
مازلنا في حوجة إلى جهد مقدر وتهئية أنفسنا مع الطوارئ والاوبئة والعمل مع الشركاء الدوليين
ووضعنا ترتيبات مع الدفاع المدني لتطهير المدن من آثار الحرب ضمن برامج العودة الآمنة في المناطق المحررة بجانب الدعم العالمي للملاريا والايدز والدرن والزامهم ببدء المكافحة مبكرا ونتوقع وصول اكثرمن ( 16) مليون ناموسية ابريل القادم لتغطية (14)ولاية وتنفيذ حملات وبرامج إسعافية
هل هنالك خطر من مصادر مياه الشرب في مراكز النازحين بالولايات ؟
المياه معالجة تماما ونحرص على قياس كمية الكلور وادارة .الصحة العامة تجتهد لتنقية مصادر المياه وتوفير الكلور .ولا أضرار صحية منها .
مراكز غسيل الكلى واجهت مشكلات ونقص في المستهلكات الطبية؟
نعم مع بداية الحرب نتيجة فقدان ونهب كافة المخازن والمعدات والمحاليل ولاحقا عالجنا كل المشكلات في المحاليل وتجدر الإشارة إلى تراجع أعداد مراكز الكلى العاملة والتي وصلت حوالي (53)مركز من إجمالي 102مركز وتواجه ضغط كبير جدا فضلا عن فقدان عدد من المرضى وفقا لاحصائية مرضى غسيل الكلى حيث وصل عددهم ( 5) الف من 7800الف مريض وتوقف مراكز غسيل الكلى عن العمل في كلا من مناطق جنوب وغرب ووسط دارفور ماعدا الفاشر وتوقف الجزء الواقع تحت سيطرة المليشيا ويرجع زيادة وفيات مرضى الكلى لعدم إمكانية وصولهم إلى المراكز وليست مشكلة في العلاجات
هل من رسالة أخيرة ولمن ؟
ارسل رسالة بأن الاحتياجات الصحية ليست بسيطة وأكثر من مقدرات الدولة والفجوة كبيرة جدا وندعو لتفعيل الشراكات غير التقليدية مع شراكة المجتمع.دو المستثمرين وشركات القطاع الخاص وشركات البترول والذهب
وتوجيه تلك الشراكات لإعادة الإعمار والبناء تحت شعارالصحة بالجميع. ونبعث رسالة للمواطن بأننا نعمل على تمليكه الحقائق وتوضيح الرؤية الصحية ودوره في مكافحة وتقليل الأوبئة والطوارئ مهم .
ولا مانع من العمل معا وابعاد شبح الصراعات السياسية في ظل معركة الكرامةوهي خطنا الأحمر الذي لن نسمح بتجاوزه