الأخبارالأخبار الرئيسيةمنوعات

ختام فعليات مهرجان الشارقة للشعر العربي..طلال الجنيبي: المهرجان أشبه بالعُرس الشعري

 

مهرجان الشارقة للشعر العربي.. حرفٌ ونبضٌ وشجون

 حسين العبد الله :المهرجان أصبح شرياناً حيوياً يغذي جسد الأدب العربي.

 طلال الجنيبي :المهرجان أشبه ما يكون بالعُرس الشعري وفخورٌ انا بالجائزة المرموقة

العويس :المهرجان شكّل فعلا ثقافياً مهماً في الساحة الثقافية العربية

كتبت.. هاديةَ قاسم

ازدهت إمارة الشارقة وهي تزف مهرجانها الشعري العربي السنوي في لوحة بهية سحرت القلوب بجمال روعتها. إذ تدافع للمهرجان الذي اختتمت فعالياته اليوم سبعون شاعرا وإعلاميا وناقدا إنحدروا من بقاع شتى ملبيين دعوة كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن سلطان القاسمي سلطان الثقافة الذي أثرى الساحة الشعرية العربية بما يقدم من رعاية للشعر والشعراء.

IMG 20250113 WA0002 IMG 20250113 WA0001

الافتتاح

افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى لحكومة الشارقة فعاليات الدورة الحادية والعشرين لمهرجان الشارقة للشعر العربي بمشاركة أكثر من سبعين شاعرا وشاعرة وناقدا وإعلاميا يمثلون الدول العربية وذلك في قصر الثقافة بالشارقة.بحضور رئيس دائرة الثقافة

سعادة عبد الله العويس، ومدير بيت الشعر بالشارقة محمد عبد الله البريكي ولفيف من الشعراء والمثقفين..

تم تقديم عرضاً مصوراً تحت عنوان (بيوت الشعر.. عشرة أعوامٍ من العطاء) فيما غرد كل من الشاعرين المكرمين طلال الجنيبي وحسين العبد الله بقصائد رائعة حركت دواخل الحضور.قد كرم سموه الشاعرين الفائزين بجائزة الشارقة للشعر العربي واللذان ساهما في فى رفد المكتبة العربية بانتاجهما الإبداعي بالعديد من المؤلفات الشعرية. وكرم أيضا الفائزين بالدورة الرابعة من جائزة الشارقة لنقد الشعر العربي

وهم: فتحي بن بلقاسم نصري من تونس بالمركز الأول، عن بحثه السير ذاتية في القصيدة العربية المعاصرة، والدكتور أحمد جار الله ياسين من العراق بالمركز الثاني، عن بحثه تلاقي الأجناس الأدبية في القصيدة العربية المعاصرة، وإبراهيم الكراوي من المغرب بالمركز الثالث عن بحثه شعرية النص العابر للأجناس: من هاجس التأصيل إلى سؤال الحدود.

أمسيات نابضة

اما أمسية الثلاثاء الشعرية فقد تآلفت فيها القلوب النابضة المحبة للشعر فالجماهير المرهفة كانت على موعد مع قصائد متباينة صدح فيها كلٌ من الشعراء : راشد عيسى _الأردن، شيخة المطيري – الإمارات، إبراهيم الوافي – السعودية – موسى إبراهيمي – الجزائر، جاسم محمد العجة – العراق، وإبراهيم الفهري – مالي.

فيما قدم لها محمد المنصوري من المغرب. وقد صاحب الأمسية توقيع ديوان الشاعر د. طلال الجنيبي.

وتجملت كذلك أمسية الأربعاء الشعرية وبدت في كامل زينتها سيما وأن الشعراء قد اسرجوا خيول أشعارهم وأطلقوا لخواطرهم العنان وأبرز المشاركين :أحمد بخيت – مصر نجاة الظاهري – الإمارات، قاسم الشمري – العراق، شقراء مدخلي – السعودية، الواثق يونس – السودان، حسن إدريس – ليبيا وقدم لها شاعر الأردن عمر أبو الهيجاء، وقد تنوعت مواضيع قصائدهم التي أتت مفعمة بالدهشة والحزن النبيل. وفيما يجدر ذكره أن الشاعر السوداني قد اشجي الحضور باشعاره التي لم تتجاوز الهم السوداني الراهن ذات الطابع الحزين ما اكسب اشعاره ميزة اشجت الحضور الذين تفاعلوا مع نبضات تفعيلاته.

سحائب الشعر

وقد حملت أمسية الخميس الشعرية طابعا جميلا إذ حلّقت سحائب الشعر في فضاءٍ رحيبٍ وقرأ فيها كلٌ من الشعراء : إيهاب البشبيشي – مصر، المنصف المزغني-تونس، محمد الأمين النواري – المغرب، عمار حسن – السودان ، بشائر محمد – السعودية، وعلى الفاعوري – الأردن ، وقدمها مفرح الشقيقي من السعودية.

فيما كان لأمسية الجمعة الشعرية وقع تطريبي مغاير ، فقد تألقت مقدمتها الشاعرة المهندسة ابتهال تريتر وهي تتحدث عن عطاء الشارقة واهتمامها بالشعر والشعراء ومن ثم اعتلى المنصة الشاعر السعودي محمد إبراهيم يعقوب والذي قرأ شعره الرصين واعقبه الشاعر العراقي سعد محمد – أحمد شيخنا كباد من موريتانيا – محمد عرب صالح من مصر – وكيل الحاج عبد السلام من النيجر-والإماراتية امل السهلاوي التي أذهلت الحضور شعرا وحُبا.

كما أزدانت أمسية السبت الشعرية والتي غرّد فيها كل من الشعراء :حسن شهاب الدين – مصر، سوسن دهنيم – البحرين، عبد الله الهدية – الإمارات، سالم الشعباني – تونس، محمد شودب – سوريا، قصي النبهاني – عمان، علا خضارو – لبنان ، فيما قدم لها عبد الله أبو بكر من الاردن.

وفي أمسية الأحد وهي الأمسية الشعرية الختامية تألق كل من الشعراء :شيخنا عمر – موريتانيا، فاطمة مفتاح – ليبيا، علي الشعالي – الإمارات، عمر الراجي – المغرب، نذير الصميدعي – المغرب، زين العابدين الضبيبي – اليمن، إسماعيل عبد الرحمن – تشاد.وقدم لها عبد اللطيف محجوب من السودان.

 ندوات فكرية

صاحبت المهرجان الشعري الكبير ندوات فكرية ثرّة إذ ناقشت الجلسة الأولى مواضيع نقدية هامة ومن بينها: ( الشعر العربي من الثبات إلى التحول) تحدث فيها د. محمد أبو الشوارب من مصر ، د. سلطان الزغول من الاردن، د. ولد متالي لمرابط من موريتانيا، ترأستها الناقدة التونسية د. سماح حمدي.

اما الجلسة الثانية فقد شارك فيها كلٌ من د. عبد الله الخضير من السعودية – د. إيمان عصام خلف من مصر برئاسة د. عبد الرازق الربيعي من عمان.

وقد حلل الباحثون والدارسون تاريخ نشأة الشعر العربي وتطوره متناوين قدرته على إحداث فرق حضاري حقيقي على مر العصور والثقافات. وقد قُدمت أوراق بحثية عديدة منها (أولية الشعر العربي عبر الزمن) للباحث د. محمد أبو الشوارب – (التناص الشعري بين القديم والحديث) للباحث د. سلطان زغلول – (الرمز وتحول الدلالات) للباحث د. ولد متالي لمرابط- (العتبات النصية من التقليد إلى التجديد) للدكتور عبد الله الخضير – (القصيدة وتحولات وسائط النشر والتلقي) للدكتورة إيمان عصام خلف.

 حائزون على جائزة القوافي

حاز أثنى عشر شاعرا على جائزة القوافي الذهبية التي يرعاها سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، وهم :محمد طه العثمان – سوريا، حميد الشمسدي – المغرب، أنس الحجار-سوريا ، سمية دويفي – الجزائر ، جمانة الطراونة – الأردن ، عمر الأزمي – المغرب، محمد طائل – مصر، أحمد الهلالي – السعودية، عبد الله العنزي – الكويت، محمد الهادي سأل -السنغال، مصطفى مطر – فلسطين، ورجاء القحطاني من الكويت.

ركن التوقيعات

تم توقيع الديوان الثاني للشاعر السوري حسين العبد الله وهو بعنوان ( سفيرٌ من قلب امي ) في قصر الثقافة ، وقد صدر عن دائرة الثقافة .. فائزًا بجائزة الشارقة للشعر العربي.

بجانب توقيع ديوان شعر للشاعر الإماراتى طلال الجنيبي.

 إفادات خاصة

الشاعر الإماراتي الدكتور طلال سعيد الجنيبي والذي تم اختياره شخصية العام المكرمة في مهرجان الشارقة في دورته الحالية قال في حديثه معنا :

انه من دواعي فخري وسروري أن أكون الشخصية الفخرية المكرمة في مهرجان الشارقة للشعر العربي وان احصل على جائزة الشارقة للشعر العربي للعام ٢٠٢٥م. اختياري كشخصية مكرمة ومنحي هذه الجائزة من قبل إمارة الشارقة وسلطانها صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة سلطان الثقافة يمثل تقديرا وملمحا بارزا في مسيرتي الشعرية والإبداعية.

اقتنص هذه المناسبة لاشكر كل من ساهم في هذا الإختيار ومنحني هذه الجائزة التي تعبر عن التوجه الثقافي المهم لإمارة الشارقة بكل ما تعنيه من معنى.

وألمح إلى أن مهرجان الشارقة للشعر العربي هو أحد أهم المهرجانات الشعرية المعاصرة التي تعكس توجه إمارة الشارقة وعنايتها ورعايتها للثقافة بشكل عام والشعر العربي بشكل خاص. هذا المهرجان بحجمه والإمكانيات التي وُفرت له وبإدارته التي أثبتت جدارةً على مدى السنوات الماضية وما يصاحبه من فعاليات من تكريمٍ لشخصية العام الشعرية وكذلك تكريم لأهل النقد والشعر بالإضافة إلى منح الفرصة لأسماء شعرية بارزة من شتى أنحاء العالم العربي لكي تطرح رؤيتها في مهرجانٍ أشبه ما يكون بالعُرس الشعري وفي حقيقته انعكاس واضح لما تقدمه إمارة الشارقة وما تعتني به وما تود أن تحافظ عليه من ابرازٍ للشعر العربي ووضعه في صورته اللائقة واطاره المناسب بحيث انه كان ومازال وسيبقى ديوان العرب الذي حمل لواء ثقافتهم على مدى قرون والعناية به في حقيقتها هي عناية بالثقافة والأصالة والهوية العربية التي تأتي بلا شك من خلال الحرص على هذا المنتج وخاصة الشعر العربي الفصيح.

الجائزة بالطبع هي أحد أهم الجوائز الشعرية العربية المعاصرة على الإطلاق. ومنحها لي وتكريمي في دورة هذا العام ٢٠٢٥م كان في حد ذاته خبرا سارا سعيدا أكد لي أن التجربة الشعرية التي اقوم عليها استطاعت أن تصل بي إلى أن أحصل على هذه الجائزة المرموقة التي أفخر واسعد بها وأشكر كل من رشحني لنيلها والحصول على مثل هذه الجائزة يؤكد انك في الطريق الصحيح وانك ماقدمت من موجزٍ شعري وإبداعي في حقيقته هو أمر مقدر وذو قيمة وسيبقى شاهدا على تجربةٍ إبداعيةٍ.

 ملتقى الإبداع ونافذة نحو المستقبل

اما الشاعر السوري حسين العبد الله فقد أعرب عن سعادته باختياره شخصية هذا العام أيضا رفقة الشاعر الجنيبي،

وحسين العبد الله من شعراء سوريا الأحرار الذين ناضلوا بالكلمة من أجل الحرية إذ قال في إفادة خاصة :

كل عام، يتجسد مهرجان الشارقة للشعر العربي كحدث ثقافي رفيع، يعكس أسمى معاني اللقاء بين العقول المبدعة والقلوب الشاعرة من مختلف أرجاء العالم العربي. هذا المهرجان السنوي لا يعد مجرد تجمع أدبي، بل هو فسحة إبداعية تتفتح فيها أزهار الكلمات، وتتناثر أشعة الإلهام، ليشكل بذلك عرسًا ثقافيًا فريدًا.

وأضاف العبد الله بأن المهرجان يضم نخبة من أبرز الشعراء والنقاد، يعكسون غنى التراث العربي وتنوعه. كما يواكب المهرجان تغطية إعلامية متميزة، حيث يتحول المسرح إلى لوحة فنية نابضة بالحياة، لتضفي على هذا الحدث الثقافي طابعًا خاصًا، يساهم في إثراء المشهد الأدبي العربي.

وقال عن تكريمه بأنه سعيد بأن يكون الشخصية العربية المكرمة في هذا المهرجان المرموق لهذا العام مضيفاً :(وأن أكون فائزًا بجائزة الشارقة للشعر العربي، إلى جانب الشاعر الإماراتي المبدع الدكتور طلال الجنيبي. إن هذا التكريم هو فخر لي، وأشكر الله أولًا، ثم كل من منحني هذه الثقة وهذا الشرف العظيم).

وذكر أيضاً ان المهرجان، بفضل دعم حكومة الشارقة الرشيدة، ودائرة الثقافة وبيت الشعر في الشارقة أصبح شريانًا حيويًا يغذي جسد الأدب العربي.وان هذا الدعم المستمر يسهم في تعزيز مكانة الشارقة كمنارة ثقافية تحتضن الفنون وتدعم الإبداع في مختلف المجالات، مما يجعلها قبلة للمبدعين في شتى أنحاء العالم.

 دور محوري

واكد أن لاهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بالثقافة والشعر، وتشريفه للمهرجان بحضوره، دورًا محوريًا في إثراء هذا الحدث الثقافي، مما يعكس رؤيته العميقة في تعزيز الهوية الثقافية العربية.

شكرا لهذا النبراس

واختتم حسين العبد للله حديثه قائلا :(جزيل الشكر لحكومة الشارقة ودائرة الثقافة وبيت الشعر على جهودهم المستمرة في رعاية هذا المهرجان، الذي يظل نبراسًا يضيء الطريق للأجيال القادمة، ويؤسس لروابط ثقافية ممتدة عبر الأزمان. أسأل الله التوفيق لي ولزملائي الشعراء والنقاد المشاركين في هذه الدورة، وأن يستمر هذا المهرجان في إلهام العقول ورفع راية الأدب العربي عاليًا) .

ختاما

وبهذا تكون الشارقة قد أكملت فعاليات المهرجان الشعري العربي على ازهى وابهى وجه وقد تمكنت عبر مجهودات القائمين على أمره من رسم لوحة شعرية جمالية سحرت القلوب بروعتها المتفرّدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *