الشاعرة والبلوقر في مقابلة مع ( النورس نيوز) من عروس البحر
منال طه: عشم قدمتني للجمهور.. وتعاونت مع فرنسي وخلخول
فضائية المريخ منحتني مساحة رمضانية.. الإعلام ظلمني.. وتركيزي على السوشيال ميديا
وفاة الوالد ساقتني للقلم والخواطر… وهذه قصة “يا وجعتي”..!
“مازن” داعمي الأول.. “خالي” اكتشف موهبتي.. و”الجيلي” استاذي وصديقي
2025 اتمناها سنة فيها بلادي ترجع.. وترجع اللمة الجميلة.. تاني كل الشلة تطلع.. للمراسي المالية نيلها
كشفت الشاعرة الجميلة منال طه، عن موهبتها الفذة في اتجاه الشعر، بكتابتها لكل الأشعار الخاصة بالاغنيات التي تضمنها مسلسل “عشم”، قبل أن تجد كلماتها طريقها لمجموعة من الفنانين، الذين تغنوا من اشعارها باغنيات لاقت حظها من الرواج.. صحيفة ” النورس نيوز” عمدت للاقتراب أكثر من الشاعرة منال طه، فكانت هذه المقابلة الصحفية، التي تطالعونها في المساحة التالية..
حوار : محمد يوسف عبد الرحمن (ميدي)
*بداية منال.. كيف بدأت علاقتك مع الكتابة..؟
علاقتي مع الكتابة بدأت بالوجع والحزن.. وتحديدا عند وفاة والدي العزيز عليه الرحمة.. عدم تحملي للوجع والحزن دفعني دفعا للكتابة، أخذت في الكتابة للتعبير عن حالتي، ملأت الأوراق بالخواطر.. ومن يومها وان امضي في كتاباتي.
*هل أعلنت مباشرة عن نفسك كشاعرة منذ كتاباتك للأولى.. ام كانت تلك الخواطر بمثابة سرك الصغير..؟
لم أتعامل معها على أنها أسرار ليست للنشر، كما أنني بالمقابل لم أعلن عن نفسي مباشرة، لكن هناك أشياء تأتي في حينها، سيما وانني لم أكن أرى في كتاباتي انها اعمال أدبية جديرة بالإعلان عنها، حتى بدأت في قراءة ما أكتب على خالي، الذي أعرف عنه انه متذوق للاداب والفنون، حيث بدأ متحمسا لكتاباتي وأطنب في الثناء عليها وتحفيزي للاستمرار في كتابة الشعر، ومن هنا بدأ الإعلان عن منال الشاعرة.
*إلى أي مدى أسهم دعم الأسرة في تعزيز موهبتك في اتجاه الشعر..؟
إلى أبعد مدى ممكن.. لولا التشجيع والتحفيز من اسرتي الصغيرة، وحرصهم على استمراري في الكتابة لما كنت أنا ما أنا عليه الآن، ولما وصلت أعمالي للجمهور عبر مع من تعاونت من مطربين.. اعتقد انني كنت محظوظة في اتجاه الدعم الاسري بسبب خالي أولا.. وايضا زوجي مازن ظل يدعمني بقوة، واجد في دعمه إضافة خاصة لانه فنان وممثل قبل أن يكوني زوجي.
*كثير من الشعراء عادة ما ينسون قصيدتهم الأولى.. هل تصنفين نفسك ضمن هؤلاء..؟
لا.. انا اذكر فصيدتي الأولى.. اذكرها تماما.. حال تعاملنا مع كتاباتي الأولى على أنها خواطر مثلما اتعامل معها واراها فإنني اصنف “كتبتك ريدة في جواي” على أنها اول قصائدي، باعتبارها اول نص كامل اكتبه.. وهي القصيدة التي لم ولن وانساها لأنني كتبتها باحساس صادق، كما انني كتبتها لمن أهوى.
*هل لك ان تخبرينا إلى من كتبتيها تحديدا..؟
بالطبع.. كتبتها إلى خطيبي يومها وإلى زوجي اليوم “مازن”.. فكان النص الذي يقول مطلعه..
كتبتك ريدة في جواي
هونت المصاعب ليك
بريدك تبقى ديمة معاي
ما بقبل اكون غير ليك
أقول ليك يا عشم قلبي
خلاص شيل الواد كلو
تعال نحقق الآمال
*كتبتك ريدة في جواي.. هل تتفقين مع الاراء التي ترى في شعر الأنثى انه أصدق من ما يكتبه الرجل..؟
في المجمل الأنثى أكثر عاطفية من الرجل، وهذا شيء فطري ربما في خلقتها وتكوينها، ربما تكون أصدق في أحاسيسها لكن الشعر بصفة عامة لا أرى انه يميز ما بين رجل وانثى.. وقديما كانوا يقولون: “أن أعذب الشعر أكذبه”.. القصيدة في رأيي أكبر من تأطيرها في قوالب نظرية مثبتة.. هناك إلهام شعري يجب أن نتركه يأتي كيفما يأتي.
*هذا الإلهام يحتاج ما يحركه.. من أين تستمد منال شغفها لكتابة القصيدة..؟
الحياة بمختلف تفاصيلها هي تلهم الشاعر، جميعنا يكتب للحياة للحب للحزن والفرح، الشعر تعبير عن الذات وعن الآخرين، هي الاحاسيس التي تسيطر على الدواخل حتى تخرج في شكل أحرف وكلمات، أما حالتي الشخصية فاعتقد ان منال الشاعرة كونتها ظروف عديدة من بينها الغربة، انا مواليد مدينة جدة عروس البحر بالمملكة، نشأت ودرست وترعرت في هذه المدينة الملهمة بتفاصليها.. لذا تجدني اكتب للحب وللحياة للاشواق والوطن.
*بالحديث عن الوطن.. ماذا كتبت لبلاد النيل..؟
كتبت الكثير.. لكن آخرها كان بمثابة امنيات للعام الجديد، رغم انني على المستوى الشخصي أرى أن كل كتاباتي هي كتابات للحب والوطن.. هناك مشاعر تكون حاضرة معنا في كل وقت و بالتالي هي لا تغادرنا عند صياغة الشعر والكتابة.. أما ما تضمنته امنياتي للعام الجديد.. تقول القصيدة في احد مقاطعها:
سنة فيها بلادي ترجع
ترجع اللمة الجميلة
تاني كل الشلة تطلع
للمراسي المالية نيلها
*منال.. ماذا عن كتابة الأعمال الغنائية..؟
الأعمال عندي لا تصنف هذا للغناء وهذا للقراءة والتدوين، لكن هناك اشعار تجد طريقها للتلحين والغناء وأخرى تحتفظ بنشأتها الأولى بعيدة عن الموسيقى ان جاز التعبير، في اتجاه الغناء تعاونت مع عديد المطربين على غرار عمار فرنسي في ‘عزة نفس” وخالد خلخول” زول بريدك”واحمد آمين” يا ريت يشيلني الغيم” وسامية الهندي” حاجة بتقهر”.
*لديك تجربة مميزة تكمن في كتابة الأشعار الخاصة بالمسلسل التلفزيوني الشهير عشم.. حديثنا عنها أكثر..؟
هي تجربة اعتز بها.. اعتقد انني مدينة بالشيء الكثير لمسلسل عشم، وأرى انه ساعدني في الوصول للجمهور، انسجاما مع النجاح الذي حققه العمل عند عرضه للمرة الأولى على شاشة التلفزيون.. كنت سعيدة باختيار كلماتي للمسلسل وكل أغنيات عشم انا من كتبتها بداية من التتر وحتى ما تخللته الحلقات.. والجيد في الأمر أن أغنيات عشم لكل اغنية منها قصة.
*ماذا عن اغنية التتر “الدنيا دايرة مدورة”.. ماهي قصتها..؟
هذه الأغنية كتبت مطلعها في منزل المخرج المبدع محمد كمال، وخلال اول لقاء جمعنا عندما كان يحدثني عن العمل في المجمل ويمنحني لمحة من قصته والسيناريو، حينها امسكت بهاتفي الجوال وبدأت في الكتابة، وحين ملاحظتهم انشغالي مع الهاتف غادر الجميع الغرفة، ربما لرغبتهم في منحي بعد الهدوء.. فكان ان كتبت:
الدنيا دايرة مدورة
في حتة واحدة مسورة
قسمتنا ما معروفة وين
قصص حزينة مصورة
ومع عودة الجميع لمواصلة الاجتماع قرأت عليهم ما كتبت وتم اعتماد الكلمات بأن تكون شعار المسلسل على ان يكتمل النص لاحقا.. اما بقية الأعمال ومنها “يا وجعتي” و”عدا الزمان” فتولدت بذات التفاصيل من خلال اجتماعات ونقاشات من داخل سيناريو المسلسل.
*لكن بعد أعمال مسلسل عشم ابتعدت مجددا عن الساحة الإعلامية..؟
لا أعرف هل انا من ابتعدت ام الإعلام هو من ابتعد عني.. لكن الحقيفة التي أراها هي انني مظلومة إعلاميا.. لم أجد المساحات الكافية التي تستوعب ما أنجزته من أعمال.. عدا بعض المشاركات المحدودة ومنها ظهور في برنامج رمضاني 2020 على قناة المريخ مع مقدم البرامج ابوبكر كبيدة، وهو البرنامج الذي حقق نجاح يفوق ما تصورته قياسا بكتاباتي للاشعار في أقل من شهر وحفظها خلال ذات الوقت الوجيز في تحد خاص مع نفسي.. لأن طبيعة البرنامج كانت تتطلب تقديم قصائد توعوية.
*وماذا عن الإعلام الحديث..؟
انا حريصة جدا على السوشيال ميديا.. اعتقد انني أنجزت الخطوة الأولى من خلال تكوين صفحاتي على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وهي صفحات مهمة بغرض التوثيق للأعمال اولا والتواصل مع الجمهور ايضا، لكنني بحاجة لجهد أكبر في هذا الاتجاه حيث سنكون خطواتي القادمة لأجل تطوير وتوثيق صفحات “منال طه” على الميديا.
*لمن تقرأ الشاعرة منال طه..؟
رغم عدم اعتمادي على الفصحى في أسلوب كتابتي فإنني معجبة جدا بكتابات واسلوب الشاعر العربي الرقم نزار قباني، أما من أبناء وطني فاعتقد ان شاعري المفضل هو استاذي وصديقي الذي دعمني من البدايات ويظل من الداعمين لتجربتي الملهم محمود الجيلي.
*بعيدا عن الشعر اين تجد منال نفسها..؟
أجد نفسي في صناعة الجمال.. انا خبيرة في التجميل واجد نفسي جدا في هذا الجانب المهني..
*ختاما منال اختاري هديتك من أعمالك لقرائنا الاكارم، حتى نختم هذه المساحة بجميل الكلام..؟
ﻳﺎﺻﻮﺕ ﺍﻟﻤﻄﺮﻩ ﺍﻟﻨﺎﺯﻝ ﻃﻖ
ﻳﺎﺑﺴﻤﻪ ﺳﺨﻴﻪ ﻭﺻﻮﺕ ﺍﻟﺤﻖ
ﻳﺎﻧﻴﻞ ﻣﻤﺘﺪ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺸﺮﻕ
وﻳﺎﺿﻔﺎﻳﺮ ﺑﺖ ﻣﺎﺗﺘﻔﺮﺗﻖ
ﻳﺎﺟﺮﺗﻖ ﻭﺳﻴﺮﻩ ﻭﻟﻤﻪ ﻧﺎﺱ
ﻭﺟﺒﻨﻪ ﺣﻨﻴﻨﻪ ﺗﻌﺪﻝ ﺍﻟﺮﺃﺱ
ونمة ﺭﻳﺪ ﻣﻼﻧﻪ ﺍﺣﺴﺎﺱ
وﺿﻲ ﻓﻼﺡ ﺑﻐﺮﺱ ﺍﻟﻔﺎﺱ
ﻳﺎﺑﺖ ﺭﻭﻳﺎﻧﻪ ﺷﺒﻪ ﺍﻣﻲ
زيﺭﻳﺪ ﻣﺘﺤﻜﺮﻩ ﻓﻲ ﺩﻣﻲ
وﺭﻧﻴﻦ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﻟﻤﺎ ﻳﻐﻨﻲ
وبﺸﺎﺭﺓ ﺧﻴﺮﻱ ﻭﻓﺎﻝ ﻇﻨﻲ
ﻳﺎﺩﻋﻮﻩ ﺑﺘﻤﺮﻕ ﻣﻦ ﺣﻠﻘﻲ
ﻳﺎﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﻭﻣﺘﺒﻘﻲ
ﻳﺎ ﻟﺤﻈﻪ ﺟﻤﻴﻠﻪ ﺑﺘﻨﺴﺮﻗﻲ
ﻳﺎﺑﺨﻮﺭ ﺗﻴﻤﺎﻧﻲ ﺑﺘﻨﺤﺮﻗﻲ
ﻳﺎﻟﺴﻤﺤﻪ ﺍﻟﻤﺒﺘﻌﺮﻑ ﺷﻴﻨﺎ
نعمتنا ﻭﻣﻘﺴﻮﻣﻪ ﺍﻟﻴﻨﺎ
ﻳﺎﻭﺭﺩﻩ ﻭﻓﻠﻪ ﻭﻳﺎﺳﻤﻴﻨﺎ
وﻣﻼﻳﻜﻪ ﻭﺑﺘﺤﻠﻖ ﻓﻴﻨﺎ
يالأسمك مقرون بالأحزان
يالصامده وماهزاكِ زمان
مسترسله في الروح والوجدان
يالسمحه السموك السودان
.