المجاعة في السودان.. منظمات تزعُم والحكومة تكذّب
روسيا: مسالة المجاعة تُسيس وتُستغل للضغط على الحكومة السودانية
العون الإنساني: لا توجد مجاعة بالسودان وما يحدث عمل سياسي لتمرير أجندة ونرفض ذلك
مفوض الخرطوم: لا توجد مجاعة وهذه الجهات لديها مآرب وتسعى الى إدخال قوات أممية
مشاد:نرصد يوميا من 48-50 حالة وفاة بالمضاعفات واذا كان هناك كلمة أبلغ من مجاعة سنقولها
إقتصادي: هناك انكماش حاد للغاية في الناتج المحلي وإنهيار في منوسط دخل الفرد
تقرير-خديجة الرحيمة
كشفت منظمة عالمية تُعنى بقضايا الأمن الغذائي عن انتشار المجاعة في 5 مناطق على الأقل داخل السودان، فيما يتوقع أن تواجه 5 مناطق إضافية المجاعة بين ديسمبر 2024 ومايو 2025.
وقالت منظمة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) إن هناك 17 منطقة أخرى مهددة بخطر المجاعة
وحذرت من أن هذا الوضع يعكس تعمقا وتوسعا غير مسبوق لأزمة الغذاء والتغذية في السودان الذي نجم عن الصراع المدمّر الدائر في البلاد منذ نحو عامين، وتسبب في نزوح جماعي غير مسبوق، وانهيار الاقتصاد، وتفكك الخدمات الاجتماعية الأساسية، واضطرابات مجتمعية شديدة، وضعف في الوصول الإنساني.
وقد نزح حوالي 11.3 مليون شخص جراء الحرب بينهم نحو 3 ملايين شخص فروا من السودان وفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي وصفت الوضع “بالكارثي” ويواجه نحو 26 مليون شخص انعداماً حاداً في الأمن الغذائي وقد أُعلِنت المجاعة في مخيم زمزم في دارفور
في نوفمبر 2024، عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا حول حماية المدنيين بغزة أثناء الصراعات المسلحة، وبحث خلاله الأوضاع في غزة ومخاطر استخدام المجاعة كسلاح، خاصة بغرض تشريد المواطنين هناك من مواطنهم. حيث وصفت الأوضاع الإنسانية والحقوقية للمدنيين الفلسطينيين بغزة، بالكارثية رغم معرفة قيادة الجيش الاسرائيلي بأن استخدام تجويع السكان المدنيين كوسيلة للحرب، محظور تماما بموجب القانون الدولي.
لا يختلف هذا الوصف للاوضاع بغزة عن الاوضاع بالسودان.حيث ما زال السودانيين بكل مناطق الصراعات خاصة التي تقع تحت سيطرة الدعم السريع يعيشون أوضاع معيشية مزرية
وبما ان ولايات الثقل السكاني كالخرطوم والجزيرة وولايات دارفور، قد شهدت نزوحا كبيرا فإن مفوضيات الامم المتحدة وثقت، عبر وسائلها المعروفة، شاملة المسوحات بالاقمار الصناعية حجم التشريد للمواطنيين الذي احدثته الدعم السريع والذي قدرته بأكثر من 14.5 مليون مواطن
تأكيد ونفي
قالت منظمة أطباء بلا حدود إن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في مخيم زمزم للنازحين في إقليم دارفور غرب السودان، معرضون لخطر الموت، في وقت نفت فيه الحكومة السودانية “وجود أي مجاعة بالمخيم”.
وحدد بيان المنظمة بعنوان “السودان: حالة انعدام الأمن الغذائي الحادة – توقعات محدثة واستنتاجات لجنة الأمن الغذائي لشهر أكتوبر 2024 إلى مايو 2025″، جغرافيا المجاعة حيث بدأت أغسطس 2024 داخل مخيم زمزم بولاية شمال دارفور، ثم توسعت لتشمل مخيمي السلام وأبو شوك وجبال النوبة الغربية بين أكتوبر ونوفمبر.
فيما حذر المجلس النرويجي للاجئين من أن أكثر من ثلثي الأسر النازحة في شرق السودان لا تستطيع توفير ما يكفي من الغذاء، داعيا إلى تحرك دولي لمساعدة هذه المجتمعات التي تقف “على شفا الانهيار”.
بينما أكد السودان رفضه القاطع وصف التقرير الصادر مؤخرا عن منظمة النظام المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الدولية للوضع في السودان بالمجاعة.
وقالت الحكومة السودانية في بيان لها إن النتائج التي أوردها التقرير لا تستند إلى معايير دقيقة وتعتمد على نتائج تخمينية.
وأشارت خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزراء الزراعة والصحة والإعلام ومفوض العون الإنسان إلى رفضها بصورة قاطعة تسييس قضايا الأمن الغذائي واستخدام ادعاءات المجاعة لتنفيذ الأجندة الخفية تجاه البلاد، مع تأكيد التزام السودان الثابت بالتعامل مع المنظمات الدولية التي تراعي الشفافية وتحترم سيادة البلاد.
إنكماش وإنهيار
فقد تسببت عمليات التدمير الممنهج لقواعد انتاج ومعيشة المواطنيين بسبب جعل المناطق التي تحت سيطرة الدعم السريع لا تصلح لحياة البشر وفي انكماش حاد للغاية في الناتج المحلي الاجمالي القومي، قدرت حاليا بأكثر من ٦٠%، وهو ما يعني الانهيار الحاد في متوسط دخل الفرد الحقيقي للمواطنيين خاصة في ظل استمرار فرض تنفيذ السياسات النيوليبرالية التي تعمل على اعادة توزيع الدخل القومي من الفقراء للاغنياء والخزينة العامة، عبر سياساتها التضخمية كركيزة لاستمرار هذه السياسات التي عفا عنها الزمن بعهود هكذا بدأ الخبير الإقتصادي وائل فهمي حديثه لـ(النورس) واضاف دخول الغالبية القصوى من الشعب موضوعيا في مراحل سوء التغذية والمجاعة في ظل تفشي الامراض مع استمرار الحرب كما نراها في اجساد وصحة من لحقوا بنا من الاهل ومختلف المواطنيين النازحين في مناطق نزوحنا ولوجئنا.
وتابع لذلك فإن استمرار التدهور الاقتصادي الكلي والناتج عن استمرار الحرب هو السبب الرئيسي بجانب مترتبات الكوارث الطبيعية في وصول الاوضاع لمستويات المجاعة المعروفة حاليا، بما يفرض وفي ذات الوقت تزايد اعتماد النازحين واللاجئين، جبرا، على المساعدات والمعونات الدولية، كمتغير خارجي في مواجهة ضعف فرص العمل في مواجهتهم. ليس في ذلك جدال او مغالطات من اي نوع او لأي غرض كان بحسب تعبيره
واوضح يترتب على مختلف التقارير، المحلية والدولية، التي كتبت في هذا الشأن من منظور فرض استمرار الحرب لإعتماد السودانيين على المساعدات الدولية بمناطق امنة لحمايتهم مع الزام الميليشيا بالمقارنة مع مناطق سيطرة القوات المسلحة ودول الجوار واللجوء الاخرى، باللالتزام الصارم بمقتضيات القوانين الدولية واحترامها في صالح المدنيين لحين توقف الحر.
مأرب أخرى
الخرطوم اولى الولايات التي تأثرت بالحرب مما تسبب في موجة نزوح عالية خارج الولاية
تقرير المنظمات العالمية بشأن النجاعة شمل الخرطوم أيضا
ولكن مفوض العون الانساني بالولاية خالد عبدالرحيم أكد قاطعا عدم صحة تلك التقارير
وقال لـ(النورس) أستطيع القول وبالفم المليان انه لا توجد اي مجاعة في السودان.
واتهم المنظمات التي قامت برفع التقارير بأنها تدعي وجود مجاعة وان لديها مآرب اخرى تسعى من خلال تقاريرها إلى تسهيل عملية إدخال قوات أممية كمدخل للتدخلات الخارجية على حد قوله
واضاف اذا تم تداول الامر في مجلس الأمن بكل نزاهة وحيادية فانني اتوقع اثبات عدم صحة التقارير كما أتوقع ان تتدخل روسيا لمساعدة السودان
وفيات بالجملة
إن كان هنالك كلمة أبلغ من المجاعة لكنا نطقنا بها
هكذا بدأ رئيس منظمة مشاد حقوق الانسان احمد عبدالله حديثه لـ(النورس نيوز)
ليضيف قائلا الأوضاع الإنسانية التي يعيشها الشعب السوداني اليوم اخطر من خطيرة بحسب تعبيره
كاشفا عن رصدهم يوميا ما لا يقل عن 48-50 حالة وفاة من بينها 51% أطفال و37% كبار سن بسبب المضاعفات
وقال المسؤولين الذين يستنكرون الوضع الإنساني في السودان أعتبرهم مجردين من الإنسانية وكل صفات البشرية
واوضح الوضع الإنساني الذي يعيشه المدنيين في السودان بحاجة منا جميعا أن نخرج من دائرة الصمت والأكاذيب التي يقوم فيها بعض من هم في السلطة وأن نضع حياة اهلنا في الأهمية ونعمل من أجل انقاذهم
مشيرا الى ان المنظمات التي قامت بكتابة تقارير المجاعة اعتمدت على الوضع الميداني الذي يعيشه الشعب
مؤكدا انه وخلال شهر ديسمبر وصلت اليهم والى أكثر من ٢٤ منظمة دولية مناشدات مرفقة بصور ومقاطع من المدنيين الذين يعيشون في المخيمات والمعسكرات
ونوه الى ان هذا هو دليل واضح لما تناولته التقارير
وصرح هولاء المسؤولين يعتبرون بأن تدخل الجهات الاخرى لإنقاذ حياة السودانيين هو منقص من سلطتهم وهذا فهم غلط
متوقعا بأن يقوم مجلس الأمن بالإنذار اولا قبل اعتماد مشروع دولي
تجويع وتسييس
الى ذلك نفت مفوض العون الانساني الاتحادي سلوى ادم بنية عدم وجود مجاعة او عناصر لإثبات ذلك
وقالت بنية لـ(النورس) من المفترض أن تكون هناك لجنة مسح مشتركة ما بين الحكومة السودانية والخبراء الاخرين على اساس عمل مسح حقيقي على الارض من القرية الى الولاية ثم بعد ذلك ترفع الى المركز ثم تتم إجازة وجود مجاعة
واضافت حكومة السودان هي الجهة الوحيدة المناط بها تحديد وجود مجاعة وفي اي منطقة وكل ذلك لم يحدث ونحن نتساءل عن اللجنة التي رفعت التقارير وهذه لجنة طوعية لا يحق لها رفع اي تقرير بدون ان يكون متفق حوله
واوضحت الموجود في دارفور هو تجويع عن قصد من قبل المليشيا وليس جوع والعالم كله يعلم حصار الفاشر وهناك قرار صدر 2736 يمنع حصار الفاشر ويمنع إعتراض وعرقلة توصيل الإغاثة والمليشيا لم تلتزم بهذا القرار ويجب على مجلس الامن الضغط على المليشيا لتطبيق القرار
وصرحت الان ما يروج حول وجود مجاعة هذا عمل سياسي وليس شفقتا على الشعب السوداني
والمجال الانساني اصبح لتمرير الاجندة السياسية وهذا مرفوض بالنسبة لنا كحكومة عدم تسيس العون الانساني
وذكرت مجلس الامن يجيب ان يكون عادلا وان يأخذ المعلومات من مصادرها الحقيقية ويبني عليها ونتوقع الا يعتمد بعض العقلاء في مجلس الامن على القرار وحال تم اتخاذ قرار يعتبر سياسيا وليس انسانيا
إدعاء وتهديد
عقد مجلس الامن الدولي جلسة امس الاتنين بخصوص تقارير بعض المنظمات العالمية حول وجود مجاعة بالسودان
وقدم مندوب السودان لدى الامم المتحدة الحارث ادريس حججا قوية لدخض الادعاءات التى جاءت فى تقرير مسؤولة الامم المتحدة.
ورفض مندوب روسيا فى الامم المتحدة ديمترى بوليانسكي تسيس المساعدات الانسانية
واضاف في كلمته امام مجلس الامن نرفض اي قرار غير متوازن من جانب المجلس يمكن ان يضر بسلامة اراضي السودان ونرى من غير المقبول التدخل في شؤونه الداخلية.
واوضح ان رفض السودان منح التاشيرات للبعض مسائل تتعلق بالسيادة وهذا لا يكفي لانتقاد الحكومة السودانية.
ونوه الى ان مسالة المجاعة تُسيس وتُستغل للضغط على الحكومة السودانية والبعض يحرصون على وقوع مجاعة حقيقية في السودان.
واتهم مندوب روسيا مخربون يمنعون الوصول للمحاصيل الزراعية في السودان واستغلالها.
وقالت مسؤولة أممية أمام مجلس الأمن أن الحرب في السودان شردت أكثر من 11.5 مليون بينهم نحو 3.2 فروا إلى دول مجاورة.
وكشفت المسؤولة الأممية عن توقعهم تفشي المجاعة في السودان مع احتدام القتال وصعوبة الوصول إلى بؤر الجوع.
مؤكدة في ذات الوقت مواصلة الضغط على السلطات السودانية لإنشاء مركز عمليات إنسانية في وسط دارفور.
واضافت السودان هو المكان الوحيد الذي تأكد فيه وجود مجاعة نحتاج إلى 1.8 مليار دولار أخرى لدعم 5 ملايين شخص لجأوا إلى 7 دول مجاورة.
ومن جهته قال ممثل بريطانيا أمام مجلس الأمن أن انعدام الأمن الغذائي في السودان سيفاقم المعاناة
داعيا السلطات للتعاون مع الجهود الإنسانية.
وتابع قائلا: قلقون من سرعة انتشار المجاعة في السودان.
ودعت نائبة مدير منظمة الأغذية والزراعة لدى حديثها أمام جلسة مجلس الأمن امس (الاثنين) إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة المجاعة في السودان وإنهاء الحرب موضحة في حديثها أن الدعم الزراعي الطارئ في السودان يجب أن يكون أولوية
مشيرة في ذات الوقت إلى ملايين الأرواح التي قالت انها باتت مهددة إذا لم يتم التحرك فورا في السودان مما يزعزع استقرار المنطقة بالكامل.
من جهتها قالت مندوبة أميركا لدى الأمم المتحدة أن تقرير لجنة تصنيف مراحل الأمن الغذائي في السودان في 2024 “صادم” ، منبهة إلى أن أكثر من نصف سكان السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي بسبب النزاع المسلح.
وحثت من خلال حديثها طرفي الصراع في السودان وقف الهجمات على قوافل المساعدات الإنسانية