رئيس المكتب السياسي لحزب الأمة فتحي حسن في حوار لـ(النورس نيوز): تركيا لها ثقل إقليمي ودولي ومبادرتها إيجابية
الضغط الدبلوماسي على المليشيا وداعميها والتقدم الميداني يمكن أن يقودها للذهاب إلى منبر جدة
إستمرار المليشيا في نهجها ربما يقود إلى تكوين تحالف إقليمي ودولي للقضاء على متفلتيها أسوةََ بداعش وبوكو حرام
طرح بعض مكونات (تقدم) فكرة حكومة منفى ماتت في مهدها أسدل العام 2024م ستاره على السودان وسط تتطورات متسارعة في ظل إستمرار تمرد مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية ودخل العام 2025م بتطوات جديدة في المشهد السوداني ترمي لحل أزمته تمثل ذلك في التحركات الخارجية وماطرح من مبادرة تركية لطي الخلاف بين الخرطوم وأبوظبي وغير ذلك من الأحداث التي علق عليها رئيس المكتب السياسي لحزب الأمة جناح (مبارك الفاضل) فتحي حسن في المساحة التالية.
حوار : النورس نيوز
كيف تنظر لمجريات الأحداث في المشهد السوداني؟
هنالك حراك غير مسبوق ناحية المبادرات والحراك الدبلوماسي ففي خواتيم العام المنصرم وافتتاحية هذا العام شهدت العاصمة الإدارية المؤقته زيارات لدبلوماسيين غربيين وأوروبيين وعرب وأفارقة تهدف هذه المبادرات إجمالاََ لإنهاء الحرب وعودة الحياة فى السودان إلى طبيعتها تزامن هذا الحراك الدبلوماسي مع عمليات عسكرية ناجحة أدت إلى بسط سيطرة القوات المسلحة السودانية على أجزاء واسعة من العاصمة المثلثة وتحرير ولاية سنار وأجزاء كبيرة من شمال دارفور وانحسار لقوة المليشيا ومقتل أبرز قادتها وأحكام الحصار على الجزيرة لتحرير عاصمتها ود مدنى.
كل ذلك برأيك إلى أين يمكن أن يقود الأزمة السودانية؟
النظرة الكلية تقول أن الضغط الدبلوماسي على المليشيا وداعميها والتقدم الميداني يمكن أن يقود إلى ذهاب المليشيا إلى منبر جدة والقبول بخارطة الطريق التي تقترح الآليات والوسائل والأماكن المقترحة لتجميع شعث المليشيا.
وماذا بشأن دخول تركيا على الخط وطرح مبادرة لحل الخلاف بين الخرطوم وأبوظبي؟
هى بالتأكيد خطوة إيجابية تركيا لها ثقل إقليمي ودولي ولها تأثير كبير في ملفات الشرق الأوسط وحققت الدبلوماسية التركية نجاح كبير في طي صفحة الخلاف بين الصومال وإثيوبيا إضافة لنجاحها في ملف سوريا، و يعتبر توسطها بين السودان والإمارات دلالة إضافية على قدرتها وتأثيرها الإقليمي والدولي وواضح أنها رتبت جيداََ لهذه الوساطة التي وجدت الترحيب من الطرفين دون الالتفات إلى التسريبات تعتبر عوامل النجاح والفلاح حليفة لها إذا صدقت نوايا الإمارات وأوفت بتعهداتها للكونغرس الأمريكي بتوقفها عن دعم المليشيا فإذا أوفت بتلكم التعهدات من السهل التوصل إلى تفاهمات في بقية الأمور والنقاط المتوافق عليها للتفاوض.
لكن يلاحظ أن الخطوة التركية تأتي في وقت تواصل فيه المليشيا انتهاكاتها والإمارات دعمها ماتعليقك ؟
الإمارات تعهدت أمام الكونغرس بعدم دعم المليشيا وهناك لجنة للمراقبة ستجتمع في يوم 17 من يناير الجاري في إثبات مصداقية تلكم التعهدات وفوق هذا وذاك فإن قبول الوساطة التركية من الناحية الأخلاقية يعني التوقف عن دعم المليشيا وإلا تم إفراغ الوساطة من محتواها فلا يستقيم منطق أن تأكل البرتقالة وتحتفظ بها في ذات الوقت أما مايلي المليشيا فهي تحولت لعصابات للسلب والنهب وتوجهت بحربها للمواطن منذ فشل مخططها في الاستيلاء علي السلطة بالقوة العسكرية صبيحة الخامس عشر من أبريل من العام قبل الماضي استمرارها في هذا النهج ربما يقود إلى تكوين تحالف إقليمي ودولي للقضاء على متفلتيها أسوةََ بتحالف القضاء على داعش وبوكو حرام في حالة عدم إلتزامها بعدم وقف إطلاق النار والرضوخ للسلام.
هل يمكن أن تحدث المبادرة اختراق فى الأزمة السودانية في ظل معطيات مشهد البلاد ؟
الاختراق الإيجابي متوقع خاصةََ بعد زيارة نائب وزير الخارجية التركي علي رأس وفد رفيع إلى السودان وإعلان قبول المبادرة من جانب رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وطرح نقاط مكتوبة من جانب الوساطة لأخذ رؤية السودان حولها بالإضافة أو التعديل فعوامل النجاح موجودة تحتاج فقط لصدق النوايا والإرادة .
ماهي السيناريوهات المتوقعة بشأن الأزمة السودانية؟
متوقع نجاح الوساطة التركية في طي ملف الخلافات والتباينات بين الخرطوم وأبوظبي ونجاح القاهرة فى تجميع القوى السياسية والاجتماعية في السودان للتحضير لمؤتمر المائدة المستديرة الذي يرتب للحوار السوداني- السوداني ومتوقع العودة إلى منبر جدة لتجميع شعث المليشيا وإنتهاء أي دور سياسي أو اقتصادي أو عسكري للمليشيا كمؤسسة فى السودان في المستقبل.
الأحزاب السياسية ودورها فى الأزمة؟
الحرب التي جرت في السودان تمثل الثمار المرة لعقلية الإقصاء والهيمنة والتكويش وفرض الوصاية دون تفويض إنتخابي من أهل السودان من أحزاب لافتات تفتقر إلى السند الشعبي والسياسي يجب أن يتعظوا أن السودان هو ملك لأهل السودان جميعاََ وأن لا مكان فيه للإقصاء والتشفي والإنتقام وأن المخرج هو حوار سياسي سوداني- سوداني لا يهيمن عليه أحد ولا يستقصي منه أحد يؤسس توافق لإدارة ماتبقى من الفترة الإنتقالية وإنهاء الحرب وأن المظالم ورد الحقوق مكانها ساحات القضاء.
تحركات (تقدم) الخارجية كيف تعلق عليها؟
نحن في حزب الأمة لا نتعامل مع كتل سياسية ونتعامل مع أحزاب جمعنا معهم مؤتمر القاهرة للقوى السياسية والمدنية في يوليو من العام الماضي وهي أحزاب الأمة القومي، المؤتمر السوداني والتجمع الإتحادي هؤلاء وقعوا على البيان الختامي لإعلان القاهرة الذي جوهره هو التخلي عن فكرة الإقصاء والتحضير لحوار سياسي سوداني – سوداني شامل.. تحركهم فى الخارج وطرح بعض مكونات (تقدم) لفكرة حكومة منفى وجدت رفض من جانب المكونات الرئيسية وماتت الفكرة في مهدها فالأفضل لهم الإستعداد للحوار السوداني- السوداني لأن فيه مخرج آمن للعباد والبلاد.
البرهان أكد أن بدء العملية السياسية مرهون بوقف الحرب ماتعليقك؟
نحن نختلف مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي في هذه النقطة ونقول أن العمل السياسي ليس فيه توازي أو تقاطع مع العمل العسكري في محاور القتال فهي تتكامل ولا تتقاطع نحن والآخرين مطالبين بتوحيد رؤية القوي السياسية والإجتماعية في السودان حول التوافق على إدارة وتأسيس ماتبقى من الفترة الإنتقالية وإنهاء الحرب لذلك تحضير القوى السياسية والإجتماعية لرؤيتها أمر ضروري وحيوي وهو ماتسير عليه الأمور فزيارة وزير الخارجية المصري الأخيرة لبورتسودان أخذ موافقة السودان لعقد الجولة الثانية للقاءات القوي السياسية السودانية في القاهرة.
هناك حديث عن تكوين مجلس السيادة للجنة لتعديل الوثيقة الدستورية وتقديم التعديلات لإجتماع مشترك بين السيادي والوزراء لإجازتها كيف تنظر للخطوة؟
إذا صدق هذا الحديث فهو بلا شك يعتبر تسرعاََ وإستباقاََ لاستحقاقات قادمة وهو أمر لايمكن أن يجد القبول من أي سوداني فكل حديث أهل السودان الآن أن تتوقف الحرب وأن ينطلق قطار الحوار السوداني- السوداني. ماذا تفيدهم تعديلات الوثيقة الدستورية؟ .
كثر الحديث عن تقسيم السودان وتشكيل حكومة أخرى هل يمضي السودان نحو السيناريو الليبي؟
الحديث عن تشكيل حكومة منفي أو في مناطق إنتشار المليشيا هو منطلق من داعمي المليشيا وهم مجرد أفراد يمارسون طق الحنك لا تسندهم مكونات شعبية أو سند سياسي فالأحزاب السياسية الرئيسية فى تحالف (تقدم) وهم الأمة القومي والمؤتمر السوداني والتجمع الإتحادي يرفضون هذه الفكرة ويعارضونها بوضوح فماذا تبقى في (تقدم) غير الأفراد وحتى أولئك الذين ينادون بتكوين حكومة في مناطق إنتشار المليشيا بالإضافة إلى ضعفهم من ناحية العتاد العسكري وقلة الجنود هؤلاء يقاتلون مع المليشيا وهم جزء منها والتجربة أثبتت فشل المليشيا في إدارة أي مرفق فاينما حلت حل النهب والدمار والقتل والإغتصاب وفرار المواطنين إلى مناطق سيطرة القوات المسلحة.. الإدارات المدنية تقف كرمز من رموز فشل المليشيا وداعميها وفوق هذا وذاك من من دول العالم تغامر بتاييد حكومة تكونها المليشيا؟ .. النموزج الليبي مستبعد تماماََ في السودان.