أمل أبو القاسم تكتب : جلسة المجاعة.. الكرة في ملعب الإمارات
*بينما يمضي الوقت*
أمل أبو القاسم تكتب : جلسة المجاعة.. الكرة في ملعب الإمارات*
تنعقد غدا جلسة لمجلس الأمن خاصة بالسودان لإدانته مجددا وهذه المرة بفرية المجاعة. فبعد أن فشلت كل الذرائع المفضية للتدخل في شئون السودان عبر الأبواب الخلفية فكر المنفذون وقدروا وخرجوا بذريعة جديدة سموها ( مجاعة).
ويبدو ان هذه الفرية واحدة من الأدوات والخطط البديلة إذ ظل إعلام موالي للمليشيا ورعاة الحرب في السودان التكريس لهذا الأمر عبر أخبار مكرورة في منصاتهم منذ أمد ولا تخلو اخبارهم من الإسراف عن الأوضاع الإنسانية، والصحية ، والجوع، فضلا عن تقارير تفرط وتضاعف الأرقام عن وفيات بسبب الجوع وغير ذلك من مبالغات محيرة.
حسنا.. لا ننكر أن هناك أوضاع إنسانية سيئة جلها في مناطق سيطرة المليشيا، ذلك أنها _ أي المليشيا_ لم تكتف بافراغ تلكم المناطق من الزاد ، والغلال، والزرع والضرع، أن لم يكن بالسرقة فبالحرق نكاية في الجيش، وإذلال للمواطن. ليس ذلك فحسب بل انها تمنع وصول المساعدات الإنسانية التى ترد من الدول الصديقة.
مجلس الأمن الذي سيقدم إحاطة عبر مدير قسم العمليات في مكتب تنسيق الشئون الإنسانية ( اوتشا)، ونائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، المملكة المتحدة ( حاملة القلم بشأن السودان) وكل الذين سيشاركون في جلسة الغد يعلمون تمام العلم فظائع مليشيا الدعم السريع المتمردة فيما يلي الأزمة الإنسانية، وما اصطلح عليه الداعون للجلسة ( إنعدام الأمن الغذائي في البلاد) ، يعلمون تماما من المتسبب الرئيس فيه، ومن الذي ينهب الإغاثة في وضح النهار رغم الالتزام بالمساعدة في توصيلها على طريقة ( داوتني بالتي كانت هي الداء ) وليتها داوت، يعلمون ذلك وأكثر لكنهم يغضون الطرف عمدا، وإلقاء اللائمة على السلطات السودانية.
السلطات يا سادة مجلس الأمن الدولي التي سمحت بعد تعنت مشروع بفتح معابر تطاردنا جراء فتحها هواجس شتى من دخول أسلحة تحت غطاء المساعدات الإنسانية، هواجس تلازم الجميع وحلول رفضها الشارع العام وقبلت بها السلطات كل ذلك من أجل مواطنها الذي يعاني ويلات المسغبة في مناطق سيطرة المليشيا.
السلطات والجيش يا سادة عمل مرارا على إسقاط معينات من غذاء ودواء على مناطق المليشيا، وغيره من اجتهادات. ثم من حدثكم عن انعدام أمن غذائي واحتفالات الحصاد تجرى هنا وهناك رغم أنف الحرب؟، وتصريحات المعنيين تؤكد على وفرة الغذاء والحبوب وكفايتها لأشهر قادمة لكن المشكل في كيفية توزيعها ووصولها للمستحقين.
ترى هل تقصى المؤتمرون ميدانيا ووصلوا إلى نتيجة وجود مجاعة بالسودان؟ من منكم زار معسكر زمزم؟، هذا المعسكر الذي تتلذذ المليشيا بقصفه بين فينة وأخرى؟ من منكم وأتته الشجاعة للوصول لولايات دارفور وكردفان وخرج بهذه النتيجة الكذوب؟ تصرون على عقد جلسة رغم رفض السلطات السودانية لنتائج تقرير لجنة المساعدات الإنسانية الصادر في 24 ديسمبر 2024م ووصفها له بالتخميني. ولا حياة لمن تنادي.
حسنا.. فالتنعقد الجلسة ولنا من بعد الله في الدول الصديقة الصدوقة أمل كبير في تفنيد هذه الدعاوى، ونستبشر خيرا بالجزائر التي تسنمت رئاسة المجلس مطلع هذا الشهر من العام الجديد، والمؤكد وكالعهد به فسيكون الحارث اعد العدة وتسلح بالبراهين لنفي هذه الفرية ذات الأهداف المكشوفة.
ثم ونحن نستشرق مبادرة من قبل تركيا لتقريب الشقة بين الإمارات والسودان رحب بها رئيس السيادى القائد العام للجيش وحكومته، فهذا اختبار حقيقي لدولة الإمارات والكرة في ملعبها لتثبت حسن نواياها في أمر التفاوض لوقف الحرب وإشاعة السلام عبر المبادرة المطروحة والتي بالضرورة قبلت بها هي الأخرى بعيدا عن التناقض في أفعالها واقوالها ولننتظر كيف ستكون مشاركتها.