الأخبار الرئيسيةتقارير

وصول نائب وزير الخارجية التركي للسودان.. ماذا يحمل في حقيبته لحل الأزمة..!!

وصول نائب وزير الخارجية التركي للسودان.. ماذا يحمل في حقيبته لحل الأزمة..!!

وزير الخارجية: اللقاء تناول المبادرة التركية التي تقدم بها الرئيس التركي

كمال كرار:الزيارة لن تحدث اختراقاً في الأوضاع وعقب كل زيارة تزداد وتيرة الحرب

محلل: الوساطة يكتنفها كثير من الغموض في ظل تردد الامارات

سياسي: تصريحات العطا تجاه الإمارات نسفت كل ما بنته تركيا من جهود في شأن مبادرتها

 

تقرير-خديجة الرحيمة

حطت طائرة نائب وزير الخارجية التركي برهان الدين دران في مطار بورتسودان الدولي العاصمة الإدارية امس السبت في زيارة رسمية تستغرق يومين في إطار العلاقات الثنائية بين بورتسودان وانقرة التي لم تنفك حتى عقب اندلاع الحرب في البلاد.

وبحسب وسائل إعلام حكومية تتناول زيارة المسؤول التركي الرفيع مناقشة حزمة من الملفات أبرزها مبادرة الرئيس التركي رجب أردوغان حول الوساطة بين السودان والإمارات التي تتهم سلطات بورتسودان بإشعال الحرب خلال مساندة مليشيا التمرد.

كما ستتم خلال الزيارة أمس واليوم مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين وإلتقى دران رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وعدداً من المسؤولين بالدولة، لاسيما مباحثاته مع وزير الخارجية السوداني علي يوسف لمناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها.

وفي وقت سابق رحب وزير الخارجية السوداني بزيارة برهان الدين دران وأوضح أن زيارة المسؤول التركي تأتي تأكيداً على اهتمام تركيا بما يجري في السودان وتضامنها مع الشعب السوداني في مواجهة التحديات التي فرضتها انتهاكات الدعم السريع

وأشار الوزير الذي عيّن حديثا إلى أن المباحثات ستتناول أيضاً القضايا ذات الاهتمام المشترك والتعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية،- وفق قوله واصفا الزيارة بالمهمة خاصة أنها تتزامن مع احتفالات السودان بعيد الاستقلال المجيد.

في حين اعتبر محللون في حديثهم لـ( النورس نيوز) ان الزيارة تأتي في إطار المبادرة التركية لحل الخلاف بين السودان والامارات التي تفاقمت مؤخراً رغم نفي الأخيرة اتهامات الحكومة السودانية إلا أن تقارير أممية وأدلة تثبت تورط الإمارات في حرب السودان عبر دعمها المتواصل لمليشيا الدعم السريع.

وساطة وتعاون

وكان الرئيسي التركي أعلن في خطوة مفاجئة رغبته في التوسط بين السودان والإمارات لحل الازمة بينهما.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان حيث عرض وساطة بلاده لحل الخلاف بين السودان ودولة الإمارات العربية على غرار ما قامت به لتسوية الأزمة بين الصومال وإثيوبيا حول اتفاق الأخيرة مع إقليم أرض الصومال على استخدام ساحلها على البحر الأحمر.

وقال الرئيس التركي حينها للبرهان إن «بإمكان تركيا التوسط لحل الخلاف بين السودان والإمارات»
وبحسب بيان للرئاسة التركية تناول إردوغان مع البرهان العلاقات بين تركيا والسودان وقضايا إقليمية وعالمية وأكد أن تحقيق السلام والاستقرار في السودان والحفاظ على وحدة أراضيه وسيادته ومنع تحوله إلى ساحة للتدخلات الخارجية من المبادئ الأساسية لتركيا.

ولفت إردوغان بحسب البيان إلى أن تركيا توسطت لحل الخلاف بين الصومال وإثيوبيا وأن الاتفاق بين البلدين سيساهم في السلام بالمنطقة

 

 

 

 

لقاء مثمر

عقب زيارته للسودان التقى رئيس مجلس السيادة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان أمس السبت نائب وزير الخارجية التركي برهان الدين دوران بحضور السفير علي يوسف وزير الخارجية وسفير تركيا لدى السودان.

وأوضح السفير علي يوسف في تصريح أن اللقاء تطرق للعلاقات الثنائية بين السودان وتركيا ومجالات التعاون المشترك مبيناً أن اللقاء تناول أيضا المبادرة التركية التي كان قد تقدم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لرئيس مجلس السيادة.

واشار إلى أن المبادرة تأتي في إطار تحقيق السلام في السودان مؤكداً ان البرهان رحب بهذه المبادرة وطلب من الوزير التركي نقل هذا الترحيب للرئيس أردوغان ولوزير الخارجية التركي الذي يتولى تفاصيل إدارة هذه المبادرة.

وقال السفير علي يوسف إن نائب وزير الخارجية التركي عقد خلال زيارته عدة لقاءات مع وزراء الخارجية والمالية والتخطيط الاقتصادي مبيناً أن الزيارة تعد زيارة هامة حملت أشواق تركيا حكومة وشعبا تجاه السودان وشعبه
من جانبه قال نائب وزير الخارجية التركي إن بلاده تبذل جهود مقدرة من أجل تحقيق السلام والإستقرار في السودان مبيناً أن مدخل تركيا لإنهاء الحرب في السودان واضح ويرجع الفضل في ذلك للعلاقات المتميزة بين البلدين .
مشيرا إلى أن ما تقوم به بلاده هو عملية تتطلب تضافر الجهود ومن ثم العمل على جمع الفاعلين الإقليميين والتغلب على الصعوبات في قضية إنهاء الصراع بالسودان.

تسوية ومعالجة

توقع المحلل السياسي محي الدين محمد محي الدين أن تكون الزيارة لها علاقة بالاتصال الذي تم بين الرئيس التركي والبرهان الذي تناولا من خلاله مسألة المبادرة التركية
وقال محي الدين لـ(النورس نيوز) من الواضح أن بيان الخارجية الإماراتية تحدث عن تفاوض بين الحكومة والمليشيا ولكن كان به ترحيب بالمبادرة التركية حسب ما جاء في جوهرها عقد لقاء بين الحكومة السودانية مع دولة الامارات لتسوية الخلاف بين البلدين
مشيرا إلى أن الزيارة تأتي في هذا الجانب وتدخل في سياق تحريك المبادرة التركية خاصة وان تركيا نجحت الفترة الماضية في معاجة الازمة بين الصومال واثيوبيا بحسب تعبيره.
وأضاف واضح جداً أن هنالك تفاهمات دولية تركية تلعب فيها دور الوسيط لحل المشكلات في المنطقة من بينها الحرب في السودان
وصرح اتوقع أن تناقش الزيارة قضايا ثنائية تتعلق بتطوير العلاقة بين البلدين خاصة واننا في بداية عام جديد
لكنه عاد وقال الزيارة بالتحديد ستتناول المبادرة التركية في اطار الترتيبات التي تجري في المنطقة كلها لتسوية الخلافات وتخفيف حدة الصراع بين الاطراف المختلفة

غموض وتورط

المحلل السياسي الفاتح محجوب يتفق مع المحلل محي الدين في أهداف الزيارة
حيث قال لـ(النورس) أن زيارة نائب وزير الخارجية التركي للسودان تأتي في اطار الترتيب للوساطة التركية بين الحكومتين السودانية والإماراتية
لكنه أشار إلى أنها وساطة يكتنفها كثير من الغموض في ظل تردد الامارات في التسليم بأن لديها أزمة مع الحكومة السودانية بحسب حديثه ونوه إلى أن الحذر ظهر في قبولها الحذر بالمبادرة التركية إذ أضافت بعد التغبيش مثل انها ظلت تدعو لحوار بين طرفي النزاع في السودان وهي محاولة لارتداء ثوب الدولة الراعية للسلام في السودان وليس الدولة المتورطة في الحرب في السودان.
وصرح إذن المبادرة التركية المتسلحة بالنجاح في انهاء التوتر بين اثيوبيا والصومال تعمل عبر زيارة نائب وزير الخارجية التركي للسودان لتفهم مطالب السودان وربما نقل نائب وزير الخارجية التركي للسودان مطالب الامارات .
وأوضح لكن مجرد قبول الامارات بالمبادرة بعتبر بمثابة اعلان رسمي يشير برغبتها في طي الخلافات مع الحكومة السودانية.
متوقعا أن تنجح المبادرة التركية للصلح بين السودان والإمارات في انهاء الحرب في السودان وبدء جهود اعمار ما خربته الحرب

نسف وفشل

ولكن المحلل السياسي صلاح الدومة يختلف مع المحللين السابقين في توقعه لأهداف زيارة نائب وزير الخارجية التركي للسودان
وانتقد الدومة تصريحات عضو مجلس السيادة الفريق ياسر العطا تجاه الإمارات واعتبرها تصريحات غير موفقة لجهة أنها نسفت كل ما بنته تركيا من جهود في شأن مبادرتها على حد قوله
الدومة خلال حديثه لـ(النورس) أشار الى ان المبعوث التركي ربما يطرح سؤال لرئيس مجلس السيادة حول قبولهم للمبادرة او الرجوع في ذلك بعد تصريحات الفريق ياسر العطا
وتوقع فشل المبادرة التركية بسبب تلك التصريحات

أجندة وعدم تقدم

وفيما يتعلق بنتائج زيارة نائب وزير الخارجية التركي للسودان
توقع القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار أن هذه الزيارة لن تحدث اختراقا في الاوضاع العسكرية او السياسية بالسودان بحسب ما ذكر
وقال كرار لـ(النورس) فلقد سبقت هذه الزيارة زيارات لمبعوثين مصريين وسعوديين على آرفع المستويات لبحث قضية الحرب في السودان وتداعياتها دون اي تقدم في ملف وقف اطلاق النار او تنفيذ اتفاق جدة .
وصرح من المؤكد أن قادة الحرب في طرفي الصراع يواصلون سياسة شراء الوقت أمام المبادرات الكثيرة املا في تحقيق نصر حاسم يمكنهم من فرض شروطهم وتحقيق اجندتهم
وأوضح الحرب انطلقت في سياق الصراع على السلطة والمبادرات كلها بما فيها التركية تتحدث عن وضع سياسي مختلف ما بعد الحرب وهذا هو بيت القصيد على حد وصفه
وذكر فقادة الجيش والدعم السريع لا يقبلان هذه الفكرة التي تجهض احلامهما في البقاء في السلطة وعليه فمن المؤكد اننا سنسمع كلاما مرنا وفضفاضا مع الوزير التركي ووعودا في غالبيتها لن تنفذ
وتابع عقب كل زيارة تزداد وتيرة الحرب كما سنرى في الايام المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *