آراء و مقالات

اسامه عبد الماجد يكتب: معركتان !!

اسامه عبد الماجد يكتب:
معركتان !!

¤ الأولى هي معركة استبدال العملة والتي كانت ملحمة اقتصادية تأخرت كثِيراً.. ولكن في نهاية المطاف خاضتها الحكومة، بكل قوة وجسارة.. حققت من خلالها حزمة مكاسب منها ضبط المال وادخاله خزائن المصارف.. فاستردت البنوك بعض عافيتها، ووقفت الحكومة على نقاط القوة والضعف.. واستطاعت الوقوف على حركة الاموال.
¤ ستسهل الخطوة على السلطات وبكل هدوء ملاحقة اصحاب الاموال المشبوهة.. ممن قاموا باجراء عمليات استبدال لأموال ضخمة، ومجهولة المصدر.. سيكون بمقدور الحكومة ازاحة الستار عن هوية كل من اودع أموالا.. أو قام بعمليات الاستبدال.. وذهب وزير المالية جبريل ابراهيم في آخر تنوير صحفي له في ذات الاتجاة. وحتى اموال الحكومة ستخضع للمراجعة والتدقيق على الاقل من الان فصاعدا..
¤ كما سنحت فرصة كبيرة للحكومة لمراجعة مرتبات العاملين بمؤسسات الدولة.. وهو ملف ظل يؤرق ولاة الولايات منذ عهد الانقاذ.. اذكر ان والي جنوب كردفان المهندس د. عيسى ادم ابكر، تولى بنفسه هذا الملف عبر لجنة خاصة.. كانت المفاجأة ان كشف مرتبات الولاية يضم امواتا ومنسوبين للحركة الشعبية التي تمردت بعد انتخابات 2010 ” الكتمة” وكان ذلك الحال في عدد من الولايات.
¤ ان معركة استبدال العملة اثبتت تمتع الحكومة بلياقة عالية وامتلاكها فريقا يؤدي المباريات الاقتصادية بمهارة عالية وانسجام .. قاده بحنكة مشرف اللجنة العليا لاستبدال العملة عضو السيادي الفريق مهندس ابراهيم جابر الذي يستحق التحية والتقدير.. وكذلك محافظ المركزي برعي صديق واركان سلمه الذين ادوا دورهم بكل اخلاص وتجرد.. وتكفيهم اشادة الرئيس أمس، الذي جدد فيهم الثقة.. والاطراف ذات الصلة ومنها القوات النظامية وعلى راسها جهاز المخابرات.. الذي من المؤكد خرج بمعلومات مذهلة من خلال رحلة عمليات تغيير واستبدال العملة.. ونتوقع ان يكون للخطوة مابعدها.. سيما وان مدير الجهاز احمد مفضل ، كان مديرا للأمن الاقتصادي قبل سنوات.
¤ اما المعركة الثانية هى اقامة امتحانات الشهادة السودانية، وصدق القنصل العام للسودان بجدة السفير كمال علي عثمان – الناجي من معتقلات مليشيا الدعم السريع الارهابية – الذي وصفها بملحمة كبيرة من ملاحم الكرامة – وبمناسبة الامتحانات نترحم على روح وزير التربية السابق الراحل الحوري الذي قال مقولته الشهيرة ” الامتحانات في موعدها مهما كلفنا الأمر” .
¤ وسبق ان كتبنا قبل أشهر وطالبنا بضرورة اجراء الامتحانات لطلاب الولايات الآمنة ومن استطاع الوصول اليها.. لأن واحدة من خطط عصابات حميدتي التي ترتكز على تدمير مقدرات وطاقات الدولة.. هو تعطيل عمل المؤسسات العامة وشل حركة الحياة.. مما يؤدي الى الانهيار الكامل.. الى جانب العمل العسكري الضخم والشرس الذي قادته المليشيا المسنودة بالمرتزقة.. والذي كان يهدف للقضاء على المؤسسة العسكرية.
¤ ان انعقاد الامتحانات عمل وطني كبير.. رأس الرمح فيه وزارة التربية وقياداتها وادارة الامتحانات.. والكتيبة القتالية من المعلمين والمراقبين والولاة.. وبعثات السودان بالخارج وكذلك عزيمة واصرار الاسر واولياء الامور والطلاب الذين قبلوا التحدي وقهروا الظروف.. اعرف اسر عادت الى ام درمان في ظروف بالغة التعقيد من اجل ان يلتحق ابنائها بالامتحانات.. واعرف آخرين انتقلوا من بوادي شمال دارفور الى الولاية الشمالية لذات الاسباب.
¤ قهر السودانيين الصعاب واقبلوا على (الامتحانات)، رغم (الدانات) و(التحديات).. قالوا كلمتهم لن نستسلم للرمم والاوباش الجهلاء.. سنحاربهم بالعلم، قبل البندقية.. ان عقد الامتحانات انجازا للحكومة السودانية كما قالت حكومة دولة الجنوب التي استضافت مراكزها اكثر من الف طالبة وطالبة سوداني.

 

 

 

¤ ومهما يكن من امر.. على الحكومة ان تستثمر هذا الحماس الكبير والروح الوثابة وهذة الشجاعة في قلوب الشعب السوداني.. الذي قبل التحدي بعزيمة واصرار.. وتواصل معاركها في مواجهة الطغاة البغاة.
* الخميس 2 يناير 2025
osaamaaa440@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *