آراء و مقالات

الصحفيون هم صوت الشعوب وخط الدفاع الأول عن الحقيقة ، و على الدولة الوقوف إلى جانبهم

☘️🌹☘️

*همس الحروف*
*الصحفيون هم صوت الشعوب وخط الدفاع الأول عن الحقيقة ، و على الدولة الوقوف إلى جانبهم*
✍️ *د . الباقر عبد القيوم علي*

الصحفيون و الإهمال المتعمد من الدولة لحاجتهم المادية في ظل ظروف هذه الحرب بعد أن تعطلت كل مصالحهم يعد من أخطر القضايا الهامة التي تتعلق بوضع الإعلام فإن تجاهل الدولة لحاجات الصحفيين و تهميشهم في ظل هذه الظروف يزيد من تعقيد الوضع الإعلامي في البلاد .

الصحفيون يمثلون جزءاً مكملاً و أساسياً للدولة ، و كما هم كذلك يشكلون صوت الشعب في الأوقات السلمية و في حالة الحرب على حد سواء ، فالإعلام يلعب دوراً حيوياً و محورياً في تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية و السياسية ، و الثقافية بصورة عامة و نقل الحقائق مجردة بدون تزييف ، و توجيه الرأي العام ، وحماية حقوق الإنسان ، فهم في الأصل (حراس الحقيقة) ، حيث يحملون على عاتقهم مسؤولية نقل الأحداث كما هي بكل شفافية ، ليس فقط من أجل التوثيق للتأريخ، ولكن أيضًا لضمان نزاهة المعلومات ، و إنسيابها ، و كشف الانتهاكات و التضليل الذي يمكن أن يحدث ، وتعزيز الشفافية في التعامل في كل الأوقات ، بالإضافة إلى ذلك ، يساهم الصحفيون في بناء الثقة بين الدولة وشعبها ، فهم الواجهة التي تنقل رسائل الحكومة إلى الشعب و تنقل نبض الشعوب إلى الحكومة ، و كما تفضح أي تلاعب أو فساد .

الحرب في حقيقتها هي حرب إعلامية لا تقل أهمية عن الحرب العسكرية التقليدية ، فالإعلام أصبح يشكل خط الدفاع الأول للدولة ، حيث يساهم بشكل أساسي في تشكيل الرأي العام الداخلي والخارجي ، و فضح التضليل و إزالة اللبس و دحض الشائعات ، و دعم المواقف السياسية و العسكرية .

ففي مثل هذه السياقات من غير المقبول أن تظل الدولة غير مبالية بحاجات الصحفيين الملحة من سكن و حاجة مادية ، لانهم يلعبون دوراً حيوياً في تقديم الحقيقة ، و توفير الدعم المعنوي للشعب و للدولة ، في آن واحد ، وفضح الانتهاكات فهم العين الأمينة الني تحرس الوطن .

إذا كانت الدولة تدرك أهمية الإعلام في الدفاع عن مصالحها و أمنها القومي ، فيجب عليها أن تتبنى استراتيجيات حماية ودعم الصحفيين ، و خصوصاً في ظل هذه الظروف ، حيث لا يتوفر لديهم أبسط مقومات الحياة ، و في الواقع هم يعملون على الرغم من قساوة هذه الظروف .

يجب على الدولة الإعتراف بالدور الحيوي الذي يلعبه الصحفيون و كما ينبغي عليها أن تتعاون مع المؤسسات الصحفية و المواقع الإلكترونية الني أثبتت جدارتها و إحترافيتها ، و كما يجب على الدولة إيضاً أن تحفظ حقوق الصحفيين المادية و المعنوية حتى يتمكن الصحفيون من أداء رسالتهم الصحفية بمصداقية و دقة و توازن ، بما يعزز جهود الدولة في تصدير رسالتها الإعلامية بتجرد و شفافية و مصداقية ، فهم ليسوا فقط مجرد ناقلين للأخبار ، بل هم عنصر أساسي في تشكيل الوعي العام ودعم الدولة في مواجة التحديات . و إذا لم تقف الدولة إلى جانب الصحفيين و توفر لهم الموارد والدعم ، فإنها تكون بذلك تعرض نفسها لخطر فقدان السيطرة على المادة الإعلامية ، و جودة المحتوى لكل المواد التي يتم نشرها ، الشيء الذي يسمح للأعداء بنشر المعلومات المضللة و تعزيز حملات التشويه و الأشاعة ضدها ، و في الختام : الصحفيون هم في الواقع خط الدفاع الأول عن الحقيقة و عن سمعة الدولة ، و عن حقوق الشعب ، فلا بد من الوقوف إلى جانبهم ، و هذا الأمر يعتبر من أولويات الدولة ، و خصوصاً في مثل هذه الظروف الاستثنائية التي تترنح فيها الحقائق و تنعدم فيها الشفافية و تتوالد فيها الإشاعات .

و الله من وراء القصد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *