صلاح الكامل يكتب:::::
::::””:::::
عميد أمن عمر النعمان .. أكرم منا جميعا
:::::”””:::::
● حجزت معركة الكرامة مقعدها الوثير في باحات تاريخنا المعاصر بل في تاريخنا قاطبة، ومن نافلة القول أن سودان ما بعد (١٥) أبريل يختلف جذريا عن سودان ما قبل (١٥) إبريل، فابطال معركة الكرامة هم (اسياد البلد) بلا نزاع لمدي متناهي.. هذه الحرب الوجودية وهذا العدوان الإستيطاني اضحي ميزانا وميزابا، ميزان لتعيير وتحديد وتمييز سنخة الوطنية من خصلة الخيانة وميزان لقياس حالات المروة والشهامة والتضحية، بربك قولي: ماذا تسمي هذي المصابرة الجسورة والمثابرة البطولية التي تلبسها ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة والامن العام والشرطة والمستنفريين وهم معزولين ومحاصرين في شعب مناطقهم العسكرية كالقيادة العامة والمدرعات والذخيرة والإشارة وحطاب والكدرو وقد تصرم من الزمان مايزيد علي الخمسمائة يوم واليد علي الزناد والعين علي النيشان، ولا يعرفون شيئا عن العيال والوالدين والخلان، لا نعرف توصيفا لهذا، خلاف انه صلابة في المداومة مع جسارة في المقاومة بلامساومة- علي قول عوض الكريم موسي (الله يهديه ويغفر له)، فقد عزموا الا تسقط مواقعهم وابو أن ينسحبوا منها، لم نعرف ميزاب صرامة وشجاعة وعزيمة كهذه..!!، فليسجل التاريخ لمع أيامنا الحواضر النواضر فانها لن تكرر.
● في كل الاديان وفي غالب الفكر الانساني والنضال العقدي والدفاع المدني يحجز الشهداء وسائد العظمة علي أرائكُ التوقير، فكل صنوف النضال تتحرك مكائنها بوقود من دماء الشهداء.
● لا نقبل التخوين ولا نسمح لأحد أن يزايد علي مواقفنا الحياتية او مبادئنا الوجدانية، فالمناضل والمتقدم الصفوف في معركة الكرامة متقدم عندنا في الفضل والآحسان، يقول تعالي: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما} (النساء:٩٥).
● الشهيد عميد أمن عمر النعمان واحد من الذي سقوا بدمائهم الذكية نبتة الكرامة وغرسوا اجسادهم الطاهرة منائرا علي أديم الوطن وترابه، وهو واحد من ارتال من الابطال نقشوا علي تخت الزمان اسماء أختزلت مراسم ومواسم الوطن في يوم عروجهم الي الله علي يد شر خلقه، قال عن النعمان من قال،! وعد مكاسبه ومواهبه ومصائبه من عد وقيل انه مذ ولج عالم جهاز الامن العام كان مكدودا في ذات الوطن، والجهاز ذاته في معركة الكرامة قدم وبذل وضحي وجاهد حتي أعجز عبارات التوصيف واربك مظان التصنيف واخجل سطور الثناء والتقريظ، فأرتال شهداء جهاز الامن العام ينبؤنك بالوجهة في شأن الوطن، وبالعودة للشهيد عميد عمر النعمان تحس بأن مهر الكرامة غال ومطلب الوطن عال. فإنك تري في بكائية إخوانه وعارفي فضله انه (قرمة) بين القوم و(قيدومة) بين الرجال، فمنذ نعاه الناعي ينتابني احساس بانه تضحية تفضي الي نصر ودماء تسوق الي عزة، فقد استشهد في هذه الحرب اللعينة نفر كريم، ومات (حتف أنفه) خلق كثير، وعلي كل حال فأن بشارة الدم لا تكذب ..ضجت الوسائط والاسافير بكسب الشهيد عميد آمن عمر النعمان وانه قدم لبلده وأمته خدمات جليلة قي الناحية الأمنية علي مختلف تصانيفاتها ومناحي نواحيها وهذه السيرة القاصدة ترفع صاحبها في (علالي) المعارج، بيد ان (بيع النفوس) في (سوق) معركة الكرامة لا يعادله مكسب او ريع، ويلزم أن ندرك أن شهداء الكرامة لهم في رقبة كل سوداني
(يدٌ سلفتْ ودَين مستحق)، ولان النصر تضئ له قناديل الوجود وتباع فيه الأنفس الزكية لتنحر علي آعتاب سروجه، فلن نبرح حتي نسمع الدنا، انكم ربحتم البيع يا عمر النعمان، واضحيتم بلا منازع :(افضل منا جميعا)…!!