(الجزيرة أبا تغرق) … نداء عاجل ..!.

(الجزيرة أبا تغرق) … نداء عاجل ..!.
بقلم : إبراهيم عربي

 

 

نداء عاجل ، فالاوضاع بلا شك كارثية في الجزيرة أبا (جزيرة الإمام المهدي التاريخية) والتي لها مكانتها الدينية والقدسية الإشعاعية عند جموع أهل السودان لا سيما الأنصار الذين لم تجد منهم النجدة وهي تغرق بسبب فيضان نهر النيل الأبيض المتدفق من بحيرة فكتوريا بينما أصبح أهل الجزيرة أبا في خطر بسبب هذه الأوضاع الكارثية ..!.

 

 

 

فلا أدري من يتصدى للجزيرة أبا في ظل هذه الظروف التي تغرق فيها والحكومة في بورتسودان مشغولة بحرب الكرامة والتي تجاوزت (20) شهرا تدافع لها أهل السودان من كل فج نصرة للوطن الذي تكالب عليه الأعداء حيث تقاطعت أجنداتهم الإقليمية والدولية تريد النيل من السودان أرضا وشعبا ..!.
ظلت الجزيرة أبا تغرق لليوم الرابع وأهلها يستغيثون ، بينما بذلت حكومة النيل الأبيض ما في وسعها في المناطق المتأثرة بمياه فيضان النيل الأبيض لإنقاذ الموقف لا سيما في الجزيرة أبا التي تقطعت أوصالها بسبب المياه، حيث جعلتها في جزر معزولة عن بعضها ، إلا أن وطأة الأزمة تبدو أكبر من وسع حكومة الولاية ، والموقف سيئ للغاية وعلي وشك أن تعزل الجزيرة أبا نهائيا عن محيطها .
فيما يتوقع أن تتأزم الأوضاع الإنسانية والبيئية وتتعقد في الجزيرة أبا لأكثر كارثية مالم تفلح الجهات المختلفة في إحتوائها في ظل توقعات بوصول المياه المتدفقة عبر حدود البلاد الجنوبية نحو الشمال لتصطدم بإغلاق خزان جبل أولياء الذي تسيطر عليه مليشيا الدعم السريع ..!.
بكل تأكيد لن تتوقف هذه الأوضاع علي الجزيرة أبا لوحدها فحسب بل ستطال كل المناطق علي ضفاف النيل بولاية النيل الأبيض والخرطوم ، وبالطبع ستتاثر بها مناطق الدويم والقطينة والكلاكلات وريفي الجموعية الجنوبي كما تتأثر بها كل مناطق إمداد مياه الشرب في المقرن وغيرها من المحطات النيلية في منطقة الصالحة بأم درمان .

 

 

 

علي أي حال بما أن المسألة هي من صميم الأعمال المدنية وذات أبعاد إنسانية ، يجب ألا يكون المواطنين ضحية بسبب هذه الحرب لتزيد من معاناتهم ، وبما أن خزان جبل أولياء يقع ضمن مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع، ولكنها قد لا تملك الخبرات الفنية والتي بالطبع تمتلكها الحكومة وهي المشغلة لعمال ومهندسي الري ، لا أعتقد الدعم السريع ترفض لهم ممارسة أعمالهم لإنقاذ حياة هؤلاء المواطنين .
وبالطبع لا اعتقد الحكومة ترفض ذلك من واقع مسؤوليتها الأخلاقية عن المواطنين حتي وإن كانوا حواضن ضمن مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع ، وبالتالي يتطلب منهما الإثنين معا التعامل بمرونة في مثل هذه الحالة ونذكرهم بأخلاقيات الحرب وحقوق الإنسان ، وبالتالي أن تسمح لمهندسي الري بممارسة أعمالهم لإنقاذ الموقف المتدهور بسرعة وبالتالي إنقاذ أهل الجزيرة أبا وكل السكان علي ضفاف النيل .
وبالتالي نضم صوتنا لأهلنا في الجزيرة أبا ونناشد معهم المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والخيرين والأعيان وأبناء الجزيرة أبا خاصة في داخل البلاد وخارجها بالوقوف معا مع أهاليهم في هذه المحنة ، وبالطبع أصبح الموقف فرض عين علي الجميع لبذل كل ما في وسعهم لدرء هذه الكارثة الانسانية .
وعليه نقترح تكوين آلية مدنية وبالسرعة اليوم قبل غد (أكرر اليوم قبل غد ..) من الجهات أعلاها علي أن تضم إدارات أهلية والأعيان بالجزيرة أبا والجموعية والقطينة للتوسط عند الدعم السريع والحكومة معا لحل المشكلة عبر الجهات الفنية بخزان جبل أولياء لتصريف المياه والتحكم في مناسيب النيل الأبيض .
الرادار .. الإثنين 23 ديسمبر 2024 .

Exit mobile version