الزرق .. والد القايد
ما وراء الخبر
محمد وداعة
الزرق .. والد القايد
*الطريقة الوحيدة لحماية من تبقى من اهلكم ان تتركوا اوهامكم ، ارضآ سلاح ،*
*قال تعالى ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ )*
*الهجوم كان صاعقآ و مفاجئآ ، بدليل بقاء ( والد القايد ) فى الزرق حتى لحظة الهجوم ،*
*جمعة دقلو عمدة آل دقلو فى الزرق، ذاق مرارة النزوح فتسلل ليلآ نازحآ الى الصحراء ، والجزاء من جنس العمل*
عادت منطقة الزرق الى صدارة الاحداث باعلان القوات المسلحة و القوات المشتركة استيلاءها عليها بالامس ، وظلت هذه المنطقة منذ عام 2017م فى صدارة الاحداث بعد قيام قوات المليشيا بتهجير سكانها و الاستيلاء عليها ، و استقدام اسرة حميدتى وتوطينهم فيها ،و شكلت المدرعات الموجودة في منطقة الزرق بولاية شمال دارفور تحت سيطرة قوات الدعم السريع واحدًا من أقوى الأسباب التي خلقت اجواء العداء بين سلاح المدرعات وقوات الدعم السريع ، فى ذات العام تجمعت فى الزرق حوالى 58 مدرعة وكان الغرض المعلن من إرسالها المشاركة في عمليات جمع السلاح في مناطق دارفور، وقد بدأت عمليات جمع السلاح في دارفور، و اشرفت على ذلك لجنة برئاسة حسبو عبد الرحمن (نائب الرئيس البشير آنذاك و مستشار حميدتى الاول حاليا ) ، و اعلن عن إسدال الستار على العملية باعتقال الشيخ موسى هلال زعيم المحاميد ، بمشاركة هذه المدرعات وكان توزيعها 10 قطع مدرعة في كتم، ومثلها في الزرق ، 3 قطع مدرعة بمليط، 6 قطع بجبل عامر، على أن يتم الإحتفاظ بباقي المدرعات كقوة إحتياط في منطقة الزرق، أما عمليات جمع السلاح فتمت في مناطق مستريحة، كبكابية، سرف عمرة ، الشريف بن حسين، بينما ارتكزت المدرعات التي شاركت في الهجوم على مستريحة، بعد اعتقال اليخ موسى هلال ،
بعد المشاركة في عمليات جمع السلاح عادت تلك المدرعات إلى منطقة الزرق توطئة لإعادتها إلى الفاشر والخرطوم حسب الخطة المرسومة ولكن قوات الدعم السريع ظلت تماطل في إعادتها حتى قامت الحرب فى 15 ابريل 2023م، حيث تمكنت المليشيا من جلبها للخرطوم فى 6 ابريل و شاركت فى معارك المدينة الرياضية و ارض المعسكرات و فى الهجوم على جبل اولياء ، وهو الأمر الذي يؤكد ان مليشيا الدعم السريع خططت لكل التفاصيل ،
إستغلت المليشيا الموقع الإستراتيجي لمنطقة الزرق قرب الحدودالسودانية-الليبية-التشادية، لبناء أكبر قاعدة عسكرية في الصحراء الكبرى ومن هناك، إبتزت الإتحاد الأروبي والمجتمع الدولي بملف الهجرة غير الشرعية، وحصلت على دعم مالي بلغ حوالى 200 مليون يورو ،كما أصبحت مستوطنة الزرق وقاعدتها العسكرية معقلاً رئيسياً لمليشيا الجنجويد ومعقل قيادات آل دقلو، و يكفي أن قائد المليشيا نفسه قام بأول تصريح مستعرضآ قواته المدرعة متحدثا عن سلاح المدرعات التابع له ،كما اتضح لاحقا فأن جميع الحشود العسكرية و الأسلحة التي تم نقلها للعاصمة في الشهور التي سبقت محاولة إنقلاب 15 أبريل الفاشلة كانت مصدرها قاعدة الزرق العسكرية
لا شك ان طرد قوات المليشيا من الزرق يعتبر نصرآ كبيرآ للقوات المشتركة والجيش السوداني والمقاومة الشعبية ،وهو انتصار نوعى و معنوى خاصة فى الوقت الذى تقوم فيه المليشيا بمعدل هجوم كل يوم لاسقاط الفاشر ، فبينما تتجه الانظار الى الفاشر ، تم تحرير الزرق ، فى اكبر عمليه تمويه تكتيكى شهدتها الحرب ، و الهجوم كان صاعقآ و مفاجآ و غير متوقعآ ، بدليل بقاء ( والد القايد ) فى الزرق حتى لحظة الهجوم ، وذاق مرارة النزوح من ارض هجر اهلها الاصليين قبل بضع سنين،اما عمه عمدة الزرق فتسلل ليلآ نازحآ الى الصحراء ، والجزاء من جنس العمل ،
و ليس من شك ان محمد و عبد الرحيم و بقية اولاد دقلوا لم يكن ليخطر ببالهم ان هذا اليوم سيمر عليهم ، و ان الابناء سيجرجرون الاباء و النساء و الاطفال الى حيث يكرهون ، و ان الاطفال و النساء سيخرجن ليلآ فى برد الشتاء ، كما خرجت نساء الخرطوم و مدنى و الفاشر ، و سيتحدثون عن تصفية عرقية و ينادون المجتمع الدولى للتدخل لحمايتهم ، ايها القاتلون ، الطريقة الوحيدة لحماية من تبقى من اهلكم ان تتركوا اوهامكم ، ارضآ سلاح ،
ما تحقق فى الزرق تحول كبير فى مسار الحرب و تحقيق الاهداف التكتيكية و الاستراتيجية ، و اثاره ستمتد الى يوم انحسار العدوان و هزيمة المليشيا ، واذا انسحبت قوات الجيش و المشتركة من الزرق ام لا ، القرار ان يتم تطهير دارفور من المليشيا ، و ليقتفوا اثر الوالد و العم (حمدان و جمعة ) الى تشاد و الى من حيث جئتم ، كما تدين تدان ، اللهم لا شماتة
22 ديسمبر 2024م ،