رابطة الصحافة الإلكترونية تشخص الأزمة وتحتفل بالاستقلال علي طريقتها!
بورتسودان: رضا حسن باعو
علي الرغم من الأوجاع والآلام التي يعيشها الصحفيين في البلاد كغيرهم من بني الشعب السوداني إلا أنهم أثروا أن يتجاوزوا عن مشكلاتهم وقضاياهم الشخصية والانتقال إلي سودان الوطن الواسع.
وخلال أمسية مترعة بالوطنية غارقة بحب التراب نظمت رابطة الصحافة الإلكترونية بقيادة الشاب المثابر السر القصاص ليلية وطنية بمناسبة اعلان الاستقلال من داخل قبة البرلمان فى 19/ديسمبر1955م، ليؤكد دوماً أن الصحافيين موجودين في كل الميادين متجاوزين الصغائر مترفعين عن كل مايؤلمهم من أجل الوطن العزيز الذي كل اجزاءه لنا وطن،فكانت أمسية مامنظور مثيلها شهدت حضور نوعي أوصل رسالة الصحافيين من بورتسودان بأنهم كما العهد بهم دوماً يصنعون الامل ويتحدون الظروف.
دور الصحافة في الاستقلال….باكاش يتحدث…
خاطب الأمسية عبد القادر باكاش نائب رئيس رابطة الصحافة الإلكترونية
وقال هذه المناسبة تاريخية كونها تمثل ميلاد السودان بإعلان الاستقلال من داخل قبة البرلمان فى ١٩٥٥/١٢/١٩م وستحتفل الأجيال لملايين السنوات بهذه المناسبة المجيدة واضاف لعبت الصحافة السودانية دورا كبيرا فى كشف الأدوار التى لعبها الاستعمار وجرائمه وتابع نحن فى رابطة الصحافة الإلكترونية رأينا أن نمجد الصحافة ونبرز أدوارها خلال فترة الاستقلال.
ولفت باكاش إلى أن الحرب الحالية تعتبر من اسوأ الحروب التى عاشها السودان والخروج منها يعتبر ميلاد جديد للدولة السودانية.
مشكلات واجهت الاستقلال…
الاعلامى الشامل ومقدم البرامج الاستاذ مصطفى ابو العزائم الذى اسس وشغل منصب رئيس تحرير صحيفة آخر لحظة اميز الصحف السودانية ابان عهدها الذهبى قال أن اعلان الاستقلال من داخل قبة البرلمان واجهته ثلاث اشكاليات رئيسية وأشار إلى أن والده محمد ابو العزائم من رواد الصحفيين الذين شاركوا فى حراك الاستقلال وشهدوا رفع علم الاستقلال وهو ضمن برلمان العام 1953بوصفه اول برلمان سودانى واوضح أن الإشكاليات تمثلت فى المطالبة بالاتحاد مع مصر وكان هذا الطلب الصوت العالى آنذاك مسألة التهميش لمديرات آنذاك ثم المشاكل الإقليمية بسبب ترسيم الحدود. وجزم أبو العزائم الصحفى الملم بالسياسيات الخارجية والتقاطعات الإقليمية بخطأ ترسيم الحدود بين الدول الأفريقية كونها لم تقم على أسس منطقية أو جغرافية حيث كانت سياسية بحتة قائمة على مصالح المستعمر ولفت إلى أن عدد من قادة حزب الوطنى الاتحادى بالإضافة إلى آخرين نادوا بالوحدة مع مصر أبرزهم يحيى الفضل ومبارك زروق فيما اقترح زعيم حزب الأقلية آنذاك اسماعيل الأزهرى تنظيم استفتاء غير رسمى من خلال إقامة جولات على المديريات لاستشعار رأى المواطنيين الذين هتفوا بالاستقلال وكان اعلان الاستقلال من قبة البرلمان فى 19/15/19.
صحافة الإستقلال…
أشار الصحفى المخضرم ابن الثغر الباسم بورتسودان عوض كيال إلي أوائل الصحف التى صدرت بالبلاد وقال أنه دخل بلاط صاحبة الجلالة فى العام 1954 بجريدة الصراحة ثم السودان الجديد اللتان ترأس تحريرها احمد يوسف هاشم ورحمة محمد سليمان ووكالة السودان للأنباء سونا عبد الكريم المهدى والصراحة الثانية محمود ابو العزائم ،واضاف فى البحر الاحمر أصدرنا القوات المسلحة بورتسودان مدينتى وأمواج والفجر الجديد وكانت هناك زمرة مميزة من الصحفيين يتنقلون فى هذه الصحف أمثال عبد القادر باكاش وايهاب نصر وغيرهم.
محاربة الاستعمار الجديد…
أكد الاستاذ الصحفي صلاح الكامل أهمية المناسبة وتفردها وقال نحن نحتفل بعيد الاستقلال 69 والذى تم بعد 11يوم من إعلانه فى قبة البرلمان واليوم رابطة الصحافة الإلكترونية تحتفل بالاستقلال وبلادنا تمر بظروف عصيبة خاصة وأن الحرب اللعينة التى يقودها التمرد جعلت الاستقلال فى المحك وجعلت الناس يتساءلون هل هو استقلال ام استغلال والأهم هل الوقت كان مناسب خاصة وأن الأحزاب القديمة والجديدة جاءت من لدن الخارج وتابع اليوم نحن نحارب استعمار جديد حيث نخوض الحرب مع أكثر من دولة الان القوات المسلحة قامت بأدوار كبيرة وحافظت على وحدة وسيادة السودان بالمعايير القصوى ونحن فى بورتسودان نشهد الانتصارات العظيمة التى تحققها القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى الداعمة لها بعد توحد الوجدان السودانى وتوحدت الاهتمامات والرؤى وقال نحن نتطلع إلى تحرير القرار بعد تحرير الأرض ويجب علينا تحديد ملامح السودان وخلال هذه الحرب تمايزت الصفوف واتضحت معالم ومعايير الخيانه الوطنية والعمالة واضاف اكتشفنا أن القوى السياسية والأحزاب معطوبة حيث لم يقم حزب واحد منذ اندلاع الحرب بعرض رؤية لانهائها ونحن السودانيين نحتاج لضبط المصنع ولدينا عملاء وخونة مستعدين لبيع السودان.
الازمة السياسية…
ووفقا للبروفسير معتصم احمد الحاج عميد جامعة أم درمان الأهلية فإن الأزمة السياسية فى السودان تقوم على أن كل من يأت إلى الحكم يقول إن الاستقلال بدأ الان وما حدث بعد الاستقلال وما يحدث الان من صنع ايدينا وقال نحن أمة لا تزال فى طور التكوين والإعمار والتطور واضاف بوصفنا دولة اتفاقيات كون جميع مفاصلنا السياسية قامت على الاتفاقات فإنه لابد من الحوار الوطنى والهروب من الحوار يعنى العودة إلى الوراء لافتا إلى الدور الكبير لولاية البحر الاحمر فى الاستقلال.
أخطاء المؤسسين….
ورأي الاعلامى المخضرم الاستاذ عبد العظيم صالح إن المؤسسين هم من ارتكب الأخطاء التى يدفع الشباب ثمنها كونهم لم يحددوا هوية البلاد واضاف أصبحت الإنجازات التى يتم تمجيدها هاتفية لا علاقة لها بأرض الواقع.
إذن قدمت رابطة الصحافة الإلكترونية درساً مهما وهي تنظم هذه التظاهرة المهمة التي حشدت لها من الأسماء الصحفية لتؤكد أن الأجيال متواصلة وان الصحافيين في كل الأوقات في ميدان الوطن الفسيح يقدمون السهل الممتنع.