(قاعدة زرق) … معركة كسر العظم ..!
(قاعدة زرق) … معركة كسر العظم ..!
بقلم : إبراهيم عربي
كان يوم أمس السبت 21 ديسمبر 2024 يوما ثقيلا وقاسيا علي مليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية في محاور الجزيرة والفاشر التي لم تهدأ والخرطوم وقد تسارعت الأحداث حيث إنتزعت القوات المسلحة من الجيش والأمن والشرطة والمشتركة والمستنفرين والمقاومة الشعبية منطقة زرق الإستراتيجية المهمة في دار زغاوة ، فألحقت بالمليشيا خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد والمتحركات والتشوين من وقود وغيره فكانت بحق معركة كسر العظم للمليشيا ..!.
علي كل فاجأت القوات المسلحة ، المليشيا في عقر دارها المغتصبة من أرض الزغاوة وهي مشغولة بخلافاتها الداخلية بين المسيرية والرزيقات في الجزيرة والخرطوم والتي إقتحم بموجبها أبناء المسيرية سجن سوبا أطلقت سراح الآلاف من عناصرها وبعض المعتقلين بجانب العمليات العسكرية الشرسة في الخرطوم بحري وغيرها ..!.
وبالتالي هجمت القوات السودانية بخطة محكمة على منطقة زرق العسكرية في كماشة من ثلاثة محاور فاسقطت (ستة) من قواعدها في بئر مرقي، بئر شلة ، بئر جبريل ، دونكي مجور ، دونكي وهايم ومن ثم قاعده زرق العسكرية الحاكمة وبالتالي سيطرت على وادي زرق ومنطقة وادي هور وقطعت كل طرق الإمداد والتشوين والتواصل مع ليبيا وجزء من تشاد بطول أكثر (مائة) كلم ، والتي كانت تهدد الفاشر وبل كل دارفور وشمال كردفان والشمالية ونهر النيل وبل الخرطوم .
وبناء عليه أفشلت القوات المسلحة كل خطط المليشيا التي ظلت تحشد لها قواتها بمنطقة زرق فضلا عن عتادها من أسلحة ومدافع مختلفة ومسيرات إنتحارية وإستراتيجية وخبراء أجانب ومرتزقة للهجوم علي الفاشر والتي تحول فيها القتال لحرب وجودية خسرت فيها المليشيا أكثر من (170) معركة غير آبهة بقرار مجلس الأمن الدولي (2736) حيث إعتدت علي النازحين في معسكر زمزم والمواطنين بالفاشر فأسقطت عدد منهم قتلي وجرحى ودمرت المستشفيات والمؤسسات الخدمية .
لا زالت المليشيا تحشد المزيد من قواتها أعدادا كبيرة من أبناء المحاميد من الضعين وغيرها والذين تفرق جمعهم مابين الزعيم القبلي موسي هلال المؤيد للجيش ولديه عدد من القوات بالدبة وقيادات في بورتسودان وآخرين يقاتلون بالمال في صف المليشيا وربما الآن يمثلون قوة المليشيا الضاربة في ظل تثاقل عمليات الإستنفار من قبل الحواضن .
في الواقع أن المتمرد حميدتي بسط يده علي منطقة زرق بتخطيط محكم ومن خلفه خبراء عسكريين دوليين مستغلا إنتمائه للقوات المسلحة بموجب القانون ، وبالتالي إستغل زيارة الرئيس البشير الشهيرة في العام 2017 لمعقل الدعم السريع حينها في منطقة أم القرى المغتصبة من أرض الفور في محلية ميرشنق في جنوب دارفور ، وتلك هي اللحظات التي إفتخر فيها البشير بقوات الدعم السريع متحديا بها العالم وقالها ممجدا حميدتي (حمايتي) .
ومنذ لحظتها كان لحميدتي ما أراد فبسط يده علي منطقة زرق وجاء بأهله من الرزيقات الأبالة واستوطنهم فيها ونصب عمه جمعة دقلو عمدة عليها وتحولت زرق دارا لهم ، ومن ثم فعل مافعل بموسي هلال الذي إعترض علي أفعال حميدتي ، ومنذ وقتها أصبحت منطقة زرق معقل آل دقلو وعاصمتهم وبل حاضنتهم الاجتماعية ، وبالتالي تعتبر السيطرة عليها بمثابة كسر عظم مليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية .
تضارت الأنباء بشأن العمدة المتمرد جمعة دقلو ورفيقه السافنا والعديد من القيادات من أسرة (دقلو) المالكة للدعم السريع تاركين عرباتهم المصفحة ضمن عشرات السيارات التي إستولت عليها القوات المسلحة ، وتشير المعلومات والمعطيات لوجود عدد كبير من القادة والخبراء الأجانب بالمنطقة .
وبالتالي إنتشرت القوات المسلحة في كل طرق الصحراء لتأمينها في ظل تداعي المليشيا لقواتها ومجتمعاتها بالنفير والفزع من مناطق كتم ومليط وكبكابية وسرف عمرة وجبل عامر وغيرها لإنقاذ منطقة زرق الإستراتيجية التي سيطرت عليها القوات المسلحة ، والتي تعد العدة لمفاجأة المليشيا المتمردة في محاور مهمة أخرى ..!.
الرادار .. الأحد 22 ديسمبر 2024 .