اعتبر المحلل السياسي والكاتب الصحفى محمد لطيف تبديل العملة «قفزة فوق المراحل، وتكريساً مبكراً لانقسام البلاد»، وقال إنها «فكرة ساذجة ستخرج مناطق سيطرة مليشيا (الدعم السريع) من المنظومة الاقتصادية للبلاد، وأوضح أن الكتلة النقدية الكبرى موجودة في مناطق الإنتاج الممثلة في حزام الصمغ العربي، ودارفور والوسط، وتابع هذا عملياً إخراج للكتلة النقدية المؤثرة عن دورة الاقتصاد السوداني.
وحمل لطيف الحركة الإسلامية المسؤولية عن التأثيرات السلبية لطباعة العملة الجديدة وأكد أن الخطوة امتداداً لسياساتها التي أدت من قبل لانفصال جنوب السودان وقال راهنت الحركة الإسلامية علي إخضاع الجنوب أو التخلص منه ونجحت في ذلك،واوضح أن تبديل العملة ليس بعيداً عن تفكيرها ونظرتها للمناطق المهمشة التي تعدها غير مرغوب فيها.
واتهم لطيف الحركة الإسلامية بالسعي الي تحويل الانقسام إلي واقع عبر إجراءات تبديل العملة وتابع تفعل ذلك بما يشبه تفكيرها بإلغاء السودان القديم والبحث عن سودان جديد يتم التخلص فيه من العنصر الافريقي أو العربي القادم من عمق أفريقيا باعتبار ذلك إنجازا مهما.
ولفت لطيف خلال حديث نشرته صحيفة الشرق الأوسط إلى «صعوبة الانتقال بين الولايات» كأزمة إضافية في مسألة تبديل العملات، وقال إن «من يحاول التنقل، وهو يحمل نقوداً قد يتحول إلى مجرم، فالمواطن الذي يتحرك من مناطق مليشيا (الدعم السريع) متهم بالتعاون معها، فكيف إذا كان يحمل نقوداً؛ فهو حتماً سيُتهم بنقلها لصالح الدعم السريع.