أردوغان…هل ينجح في إيقاف الحرب بين السودان والإمارات ؟
منذ تمرد مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية في أبريل من العام الماضي توترت العلاقات بين الخرطوم وأبوظبي بشكل علني بسبب دعم الأخيرة لمليشيا الدعم السريع في حربها ضد الشعب السوداني على الرغم من إنكارها ذلك لكن الحكومة كانت تؤكد الإتهام بالدلائل والبراهين.
تقرير : النورس نيوز
إعلان وساطة….
في خطوة نحو رأب الصدع بين الخرطوم وأبوظبي تلقى رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان إتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد فيه حرص تركيا على وحدة السودان وإستقراره ، مجدداً دعم تركيا للشعب السوداني بكل الإمكانيات.
وأبدى الرئيس أردوغان إستعداد بلاده للتوسط بين السودان ودولة الإمارات العربية المتحدة لإحلال الأمن والسلام في السودان.
من جانبه، أشاد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بمواقف تركيا الداعمة للسودان، مثمناً جهودها من أجل السلام والإستقرار في المنطقة والإقليم، ورحب البرهان بأي دور تركي يسهم في وقف الحرب التي تسببت فيها مليشيا الدعم السريع المتمردة.
تقييم أدوار….
أستاذ العلاقات الدولية د. راشد التجاني التجاني يقول أن المبادرة التركية فرص نجاحها كبيرة لعدة أسباب أبرزها أن السودان يقيم أدوار تركيا لوقوفها بإستمرار معه إضافة إلى أن هنالك قبول واسع من السودانيين بأي دور تقوم به تركيا وهو مادعا رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان لإبداء موافقته وقبوله الوساطة التركية لثقته فيها كذلك وفي أنها تقوم بأدوار إيجابية.
وأشار التجاني في حديث لـ ( النورس نيوز ) إلى أن من أسباب نجاح الوساطة التركية نجاح الدبلوماسية التركية في قضايا مشابهة وإحداث إختراق بها ويدلل على ذلك بوساطتها بين الصومال وإثيوبيا، إضافة إلى أن علاقة تركيا بالإمارات جيدة لذلك ستتعاطي الأخيرة مع الوساطة التي ربط نجاحها كذلك بتفاصيلها وعما إذا كانت مناسبة ومقبوله من الطرفان، وقال المطلوب من السودان التعاطي بصورة إيجابية مع الوساطة لإيقاف دعم الامارت للتمرد دون التأثير على تقدم الجيش.
إتهامات مكررة….
تتهم السلطات السودانية الإمارات باستخدام معبر “أدري” الحدودي مع تشاد لتهريب الأسلحة والوقود إلى ميليشيات قوات الدعم السريع تحت غطاء العمل الإنساني.
وطالبت الحكومة السودانية جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة بعقد جلسات مناقشة لمخالفات دولة الإمارات القوانين والمواثيق الدولية والإقليمية والمشاركة في الحرب على السودان”.
وفي آخر حديث لوزير الدفاع الفريق ياسين إبراهيم، إتهم الإمارات بأنها “ظلت تزود مليشيا الدعم السريع طوال فترة الحرب بمسيرات إنتحارية وإستراتيجية”.
دور محوري…..
مساعد الرئيس للشؤون السياسية لحركة جيش تحرير السودان (المجلس القيادي) أسامة مختار عمر مختوم قال أن تركيا لها دور محوري ومهم في قضايا الشرق الأوسط عموماََ وأن رئيسها رجب طيب أردوغان شخصية لها كاريزما وتأثير كبير ويعد حلقة وصل بين الشرق والغرب.
وأضاف مختوم في حديث لـ ( النورس نيوز ) بقوله : أما عن العلاقات الدولية بين الإمارات والسودان هي كثائر العلاقات الدولية والتي يجب أن تنبني على مصلحة شعوب البلدين. ولكن أخطأت حكومة الإمارات العربية في تقديراتها السياسية بدعمها لمليشيات بربرية تسحق الأخضر واليابس بلارحمة ووازع أخلاقي وارتكبت أبشع الجرائم الإنسانية في تاريخ السودان الحديث، وأشار إلى أن رد الرئيس البرهان لمبادرة أردوغان كان رد ذكي يصدر من رجل دولة فعلاََ، حيث لم يتعامل بغبن مع المبادرة خصوصاََ جاء الرد في محور محاربة الدعم السريع عبر تجريده من أبرز حلفاءها مما يعني ستكون المليشيا محاصره ومكشوفة الظهر لتلقي إمدادات ومعونات حربية تسند حربهم ضد السودان.
وأكد على نجاح المبادرة لما ذكره ولأن فيها تقدم دبلوماسي واعتراف صريح بحكومة السودان ورئيس مجلس السياده، وقال لمصلحة الشعب السوداني أن تكف الإمارات من تقديم يد العون لأعداء الشعوب السودانيه وتقطيع الروافد التي تغذي الدعم السريع، بإستخدام أي أسلوب أنسب.
شيطان العرب…
وظل عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن ياسر العطا، يجدد اتهاماته لأبوظبي بدمار السودان، وشن هجوماََ حاداََ على محمد بن زايد ووصفه بـ(شيطان العرب)، محملاً إياها المسؤولية الرئيسية في خراب بلاده.
ووصف العطا محمد بن زايد” شيطان العرب” بالشر، وأكد محاولاته المتكررة للتواصل معه، لكنه فشل في تحقيق أهدافه الخبيثة.
وأكد العطا أن الإمارات تسعى لتخريب السودان والسيطرة على مقدراته عبر دعم مليشيا الدعم السريع وإشعال فتيل الحرب.
وسيط مؤتمن…
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبد الماجد عبد الحميد أن تركيا وسيط مؤتمن لحل مشاكل السودان مع الآخرين وهي الدولة الوحيدة الآن التي تعلم أدقّ تفاصيل المخطط الجهنمي الذي يستهدف السودان أرضاً وشعباً وحضارة.
وأكد عبد الحميد في منشور على (الفيسبوك) أن تركيا ليست لديها مصالح آنية في السودان .. مصالح تركيا مع وفي السودان إستراتيجية وعلاقات السودان مع تركيا ظلت منذ عقود راسخة وضاربة في عمق الحضارة والتاريخ .. وقال الجهات الدولية التي طالبت تركيا بالتدخل للتوسط في الأزمة السودانية أدركت أن مواقف ومطالب السودان لإنهاء وطي ملف الحرب واضحة ومحددة .. والذين ظلوا يتلكأوون في نقل التفاوض إلى نقاط محددة لايملكون شجاعة تحديد المجرم الحقيقي ومسعّر الحرب .. إنه الإمارات.
وتركيا تعلم من هي الإمارات !!
أقصر طريق
بدوره قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الهندي عز الدين أن امبادرة الرئيس التركي للتوسط بين السودان والإمارات، هي أقصر طريق لإنهاء التمرد الغاشم
ودعا الهندي في منشور على صفحته بال(الفيسبوك) البرهان إلى المضي بقوة في هذا المسار دون تردد، وقال الفرص الكبرى لاتأتي مرتين.