تقاريرالأخبار الرئيسية

حكومة المنفى.. تثير الجدل 

النورس نيوز: هبة علي

خلّف مقترح الجبهة الثورية القاضي بتشكيل حكومة المنفى، جدلاً واسعاً خارج وداخل إجتماعات تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” بعنتيبي، الأمر الذي أدى إلى تشكيل لجنة مصغرة لمناقشته، واعتبر مراقبون أن هذه الخطوة تزيد من تأزيم المشهد بالبلاد فيما يرى آخرون أنها ستفضي إلى انقسامات داخل التنسيقية..

 

 

وانطلقت أمس الأول إجتماعات الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” بمدينة عنتيبي اليوغندية و التي  تستمر حتى السادس من ديسمبر الجاري..

 

 

وقبل بدء اجتماعات الهيئة القيادية قال رئيس التنسيقية د. عبد الله حمدوك في تصريحات صحفية إن هناك آليات مقترحة خلال اجتماعات الهيئة الحالية للتعامل مع الأزمة في البلاد، من بينها نزع الشرعية عن الحكومة الحالية في بورتسودان.

 

 

من جانبه قال المتحدث الرسمي بإسم التنسيقية د. بكري الجاك بتصريحات صحفية أن التقرير الذي استعرض بالاجتماع حوى الكثير من القضايا، جزء منها التواصل مع القوى السياسية و التواصل مع الاتحاد الافريقي، إضافةً إلى العمل على إكمال المائدة المستديرة للوصول إلى تفاهمات مع القوى السياسية حول رفض الحرب، مشيراً إلى أنهم لم يتحدثوا في الوقت الحالي عن إستعادة النظام الديموقراطي.

 

وأردف: لقد تحدثنا عن الأولوية وهي ايقاف الحرب وفي هذا المجال حتى القوى الداعمة للقوات المسلحة هي مع وقف الحرب فى كيفية تحقيق هذا الهدف، وتابع : “هذا الاجتماع مفصلي لأنه من المهم جداً أن نوصل رسالة إلى المجتمع الدولي و الإقليمي و لطرفي النزاع، إن هذه الحرب تكاد تكون قاب قوسين أو أدنى لتخرج من سيطرتهم.

 

عديمة النجاح السياسي

وتنعقد إجتماعات عنتيبي وسط خلافات عديدة تتعلق بقضايا تنظيمية داخل التحالف وخلافات أخرى حول الرؤى ببعض القضايا كتشكيل حكومة منفى، وناقش الإجتماعات تقرير الأمانة العامة والذي غطى الفترة من يونيو حتى ديسمبر  2024.
واعتبر القيادي بحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر أن مقترح تشكيل حكومة منفى من قِبل تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية او تشكيل حكومة من جانب بورتسودان أو حكومة للدعم السريع، جميعها خطوات سياسية فاشلة ولن تصل إلى مرماها السياسي.

 

وقطع من خلال حديثه لـ”النورس نيوز” أن البلاد نفتقد الشرعية الدستورية والمؤسسات في ظل إستمرار الحرب، منوهاً إلى أن الخطوة المهمة جمع الصف الوطني لإنهاء هذه الحرب. وأضاف: “لا أقول أنا ضدها ولكن اقول هي خطوة عديمة النجاح السياسي”. وتابع: “تشكيل حكومة منفى مجرد مقترح سياسي من مكون وليس قراراً من التنسيقية”.

 

 

الخطوة مجرد أحلام

إلى ذلك يرى المحلل السياسي د. عبد الناصر سلم أن حكومة المنفى لن تنجح، مشيراً إلى تشكيلها في سوريا بواسطة المعارضة وعدم نجاحها، بالرغم من تسلم قيادة مواقع في كثير من المنظمات الدولية لكن في نهاية المطاف فشلت.
وقطع من خلال حديثه لـ”النورس نيوز” بأن تشكيل حكومة تحت أي قيادة وبأي أهداف ستعمل فقط على زيادة تاجيج الحوار الدائر في البلاد.

 

وأردف: “برغم جميع الملاحظات على حكومة بورتسودان ولكن تظل هي الحكومة المعترف بها في الأمر الواقع من قبل المجتمع الدولي، ويجب أن تبقى في مكانها إلى آخر رصاصة تطلق في الحرب وبعدها فترة انتقالية يتم تسليم الحكم للمدنيين.

 

وشدد سلم على أن خطوة التشكيل قفز في المجهول ولن يقود لحلحلة الأزمة بل سيزيد التعقيد، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي لن يعترف بحكومة موجودة خارج السودان ولا تستطيع تقديم الخدمات لقرية واحدة.
وأضاف : “هذه الخطوة مجرد أحلام من يريد أن ينفذها لا يقرأ الواقع بصورة صحيحة ولا يقرأ تاريخ حكومات المنفى”.
وقال : “يجب أن تصب جميع جهود” تقدم” في وقف الحرب لاسيما بعد أن قاربت الحرب العامين وقارب عدد النازحين واللاجئين إلى 15 مليون، إضافةً إلى مقتل 45 الف وتدمير البلاد مقدرات البلاد والبنية التحتية ولا يبدو أن هناك منتصر في الحرب، وتستطيع “تقدم” إقناع الدعم السريع من أن يقلل مطالبه بحكم علاقاتها معه والاتفاق الموقع معه.
وزاد : “هي لحظات تاريخية لتقدم إما أن تذهب إلى كتابة التاريخ بإيقاف الحرب واما أن تذهب في اتجاه المكاسب السياسية من تشكيل حكومة منفى وغيره”.
وتابع: “إجتماع عنتيبي يمكن أن يكون إجتماع تاريخي يذكره السودانيون بأنه قاد إلى الضغط على طرفي الحرب لايقافها او إجتماع يلعن به السودانيون قيادات تقدم لأنهم تركوا الهم الأساسي وذهبوا لمكاسب سياسية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *