بورتسودان: رشا التوم
أثرت الحرب في السودان، بشكل مباشر على صناعة النفط في البلاد، في أعقاب خروج آبار عن الخدمة، وتخريب حقول واسعة وتوقف تصدير بترول دولة جنوب السودان عبر مؤانئ البحر الأحمر. خلال فترة الحرب
ورغم التحديات، أشار وزير النفط والطاقة، محي الدين نعيم محمد سعيد، إلى توقيع اتفاقيات مع الصين للتوسع في الإنتاج.
ونبه سعيد في حديثه لـ(النورس نيوز)، إلى تفاهمات مع عدة دول اخرى منها روسيا وتركيا والسعودية للإستثمار في مجال النفط في السودان.
وأعلن جاهزية تصدير نفط جنوب السودان وتوفر 6 محطات لتسخين النفط، والاتفاق على فتح الخط عقب وصولهم إلى مستوى معين من الإنتاج، وقدر العائدات بحوالي 340 مليون دولار في السنة.
وأعلن الوزير إعادة النظر في الشركات العاملة في توريد المنتجات البترولية وأكد خروج 64 شركة عن العمل منعا للتأثير السالب على الإقتصاد الوطني.
وأشار إلى وضع حجر الأساس لاكبر مختبر للنفط هدف توفير آليات فحص الوقود ومطابقته للمواصفات لتوفير الحماية للبترول الذي يختلف عن أي سلعة أخرى.
وأكد إنشاء مركز إجراءات شحن وتفريغ المنتجات البترولية مؤخرا لاستمرار عمليات التوزيع حسب حاجة البلاد، وتنظيم حركة البواخر والتحكم في التوزيع ومراجعة المخزون.
وشدد الوزير على عدم وجود أزمة في الوقود والمشتقات النفطية في البلاد رغم الظروف في البلاد.
وكشف عن مخزون في غاز الطائرات يقدر بحوالي 141 طن يكفي لمدة 4 أشهر.
ونبه الوزير إلى تضافر جهود الأجهزة ذات الصلة في إدارة المنتجات البترولية وأهمية الأدوار المتعاظمة والمسؤولية التي تقع على عاتق وزارة الطاقة والنفط والتنسيق والعمل مع كافة الأجهزة ذات الصلة في إدارة المنتجات البترولية، وضبط السائقين والشاحنات من خلال عمل المركز. ومنع البيع للمصلحة الخاصة، ترشيدا للاستيراد الخارجي لسلع هامشية غير مطلوبة.
وأضاف، “استطعنا توفير احتياجات البلد دون التعارض مع مصلحة المستوردين والموزعين رغما عن ظروف الحرب”.
نافيا وجود أي إشكاليات في الوقود أو المخزون، ووصف الوضع بالأفضل من السابق إذ كانت تكلفة استيراد البترول 120 مليون دولار شهريا وآلت مسؤولية الاستيراد الآن للقطاع الخاص والتجار وانحصرت مهمة في التنظيم فقط.
ويُعد السودان أصغر منتج في تحالف “أوبك بلس”، وكان ينتج نحو 64 ألف برميل نفط يوميا قبل أن يتراجع إنتاجه بعد الحرب إلى 20 ألف برميل.
ويبلغ إجمالي إنتاج جنوب السودان من النفط 170 ألف برميل يوميا، متراجعاً من 245 ألفا بسبب الحرب التي أعقبت انفصاله عن السودان في عام 2011، حيث كان إنتاجه 350 ألف برميل يوميا، لكنه توقف بعد الحرب، متراجعا إلى 120 ألف برميل يوميا.
ويمر نفط جنوب السودان بالأراضي السودانية عبر محطتي المعالجة والضخ الجبلين ونعيمة بولاية النيل الأبيض، قادما من آبار حوض ملوط ومحطة المعالجة والضخ بهجليج بولاية جنوب كردفان من حقل ولاية الوحدة.
وخرجت 10 حقول بولاية غرب كردفان من دائرة الإنتاج، منها دفرة ونيم وأم عدارة وموقا وبرصاية، وتعرضت الآبار النفطية للتخريب، حيث استهدفت قوات “الدعم السريع” في إقليم دارفور الحقول النفطية، وهاجمت حقل “سفيان” بولاية شرق دارفور، كذلك نُهبت مخازن الشركات ومحطات الكهرباء ودمرت آليات النفط في الحقول.
وشمل التخريب حقول “شارف” و”أبو جابرة” و”زرقة أم حديد”، وطاول النهب السيارات والأثاث، والكوابل الخاصة بالآبار، وسكن العاملين ومخازن قطع الغيار ومحطات الكهرباء، وأُحرقت أجزاء من حقل لإنتاج النفط في منطقة “زرقة أم حديد”، حيث التهمت النيران أكبر الآبار إنتاجا.
ورغم أن السودان يمتلك احتياطيا من النفط يناهز ستة مليارات برميل، استخرج نحو 20% منه فقط، إضافة إلى وجود نحو 12 حوضا رسوبيا متنوعا واحتياطات كبيرة من الغاز الطبيعي في وسط السودان وشرقه، إلا أن الدمار الذي لحق بالبنية التحتية والآبار والخطوط الناقلة والمصافي، يشير إلى أن عودة القطاع إلى الإنتاج قد تحتاج إلى سنوات.
ونشير إلى جهود حثيثة قام بها وزير الطاقة والنفط د محي الدين نعيم محمد سعيد لاعادة النفط سيرته الأولى وذلك من خلال رحلاته الخارجية التي تؤكد ان الدولة قد اتخذت قرار الإتجاه نحو الشرق للمرة الثانية بعد تجربة التعاون مع الصين والهند وماليزيا في قطاع البترول والتي حققت نجاحاً منقطع النظير بيد أن انفصال جنوب السودان ذهب بثلثي النفط للدولة الوليدة
وانتهاء أجل معظم الاتفاقيات التي كان عمرها حوالي (25) عام بالاضافة الى فشل مساعي حكومة حمدوك في جلب الشركات الغربية ، كل هذا ادى الي التفكير في العودة الي التجديد مع الشركاء الاوائل بالاضافة الى دخول جمهورية روسيا الاتحادية ميدان الشراكة حسنا فعل السودان باتجاهه نحو تشابك المصالح الاستراتيجية مع الدول الكبرى مثل روسيا والصين التي لاتقل امكانيات عن دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية مما ينعكس مردود ذلك على السودان اقتصادياً وسياسياً ومن المتوقع ان يؤدي ذلك الي انتعاش الاقتصاد السوداني وحمايته في المحافل الدولية من قبل هذه الدول وذلك لحماية مصالحها فيه في وقت يهتم كل العالم بتبادل المصلح دون تردد بالاضافة الي المكاسب السياسية التي قد تؤدي الي تراجع السياسة الغربية تجاه السودان
قام وزير الطاقة والنفط د.محي الدين نعيم محمد سعيد دولة بزيارة لدولة روسيا خلال الأيام الماضية يرافقه وفد فني عالي المستوى من وزارته وشركات النفط في مجالات الاستكشاف والإنتاج النفطي وأنابيب البترول وشركات البترول.
وعقد لقاءات مهمة مع وزير الطاقة الروسي
تسيفليف سيرجي وعدد من الشركات الروسية الكبرى العاملة في مجال الصناعات البترولية، والاستفادة من الخبرات الروسية في مجال البترول والغاز.
وجدد وزير الطاقة والنفط د.محي الدين نعيم محمد سعيد خلال زيارته للصين اكتمال جاهزية خطوط الأنابيب التي تنقل بترول جمهورية جنوب السودان الى موانئ الصادر عبر السودان وكان وزار عدداً من الشركات الصينية العاملة في مجال النفط وخطوط الأنابيب وخدمات البترول موضحا حاجة البلاد لدخول الشركات الصينية لإعادة تأهيل ما دمرته الحرب في مصفاة الخرطوم وخطوط الأنابيب ومستودعات التخزين.