عرض وتلخيص- طلال مدثر- كشفت صحيفة” بولتيكيو” الامريكية وهي صحيفة سياسية يومية تصدر في العاصمة واشنطن في عددها الصادر امس 3 ديسمبر عن شعور المسؤولين والمشرعين والمدافعين عن حقوق الإنسان في الولايات المتحدة بالإحباط بشكل متزايد لمنح الرئيس جو بايدن تصريحًا لحليف رئيسي في الشرق الأوسط يُزعم أنه حوّل الأسـ لحة إلى ميليشيا متهمة بالإبـ اد-ة الجـماعـ ية في السودان وهو دولة الامارات العربية المتحدة.
انتقدت إدارة بايدن بشدة هذه الفظائع المزعومة وفرضت عقوبات على الجهات الفاعلة من جميع الأطراف المشاركة في الحـ رب السودانية لكن في السر، يقول بعض المسؤولين الأمريكيين إن إدارة بايدن تسمح فعليًا للإمارات العربية المتحدة بالهروب من المسؤولية عن إطالة أمد الصراع – والذي يُعتبر أحد أعنف الصراعات المستمرة في العالم وأسوأ أزمة إنسانية مستمرة.
أحد المسؤولين الأميركيين الذي يعمل في مجال السياسة الأفريقية منحته الصحيفة حق عدم الكشف عن هويته لمناقشة الأمر بصراحة معها صرح لها قائلا: “نحن بارعون جدًا في فضح الفظائع الروسية في أوكرانيا أو الفظائع التي ارتكبتها حـ ماس في حـ رب غـ زة ولكن عندما يتعلق الأمر بالسودان والإمارات العربية المتحدة فإننا نكتفي بالإشارة بإصبعنا خلف الكواليس” واضاف المسؤول “إنه لأمر محرج أن نرى هذا المعيار المزدوج من الداخل”.
أنكرت الإمارات العربية المتحدة دعم قوات الـ دعـ م السـ ريع على الرغم من الأدلة المتزايدة من تقارير الأمم المتحدة والدراسات التي تمولها وزارة الخارجية الامريكية والتحقيقات المستقلة التي أجرتها وسائل الإعلام البارزة.
يقول مسؤولو بايدن إنهم أجروا محادثات صريحة مع مسؤولين إماراتيين خلف الكواليس بشأن الحـ رب في السودان لكنهم يلتزمون باللغة المصاغة بعناية بشأن هذه المسألة في العلن.
بعد كل شيء يُنظر إلى الإمارات العربية المتحدة على أنها شريكة أمريكية مهمة في المفاوضات في العديد من الحـ روب في الشرق الأوسط وغيرها من جوانب المنافسة الجيوسياسية الأمريكية مع روسيا والصين.
إن فضح الإمارات العربية المتحدة بشأن السودان قد يعقد المصالح الأمريكية في أماكن أخرى من العالم.
الصحيفة تواصلت مع مندوب السودان لدى الامم المتحدة السفير الحارث إدريس لتعرف ما هي رؤيته للامر؟ وكيف يفسره ويراه؟ فاجابها : الولايات المتحدة غير متسقة في كيفية إدانتها للفظائع في السودان المرتبطة بالإمارات العربية المتحدة مقابل الصراعات العالمية الأخرى.
الحارث اقر للصحيفة بوجود تعقيدات في العلاقة بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة ثم اردف مضيفا: “نعلم أن هذا معيار مزدوج.. إنهم أنفسهم صناع القرار يعرفون ذلك لكن كما تعلمون لديهم مصالح مع الإمارات العربية المتحدة في أماكن أخرى” مستشهدًا بالعلاقات الأمريكية مع الإمارات العربية المتحدة بشأن الأزمات العالمية الكبرى الأخرى، بما في ذلك الحـ رب في غـ زة والحـ رب في أوكرانيا.
ولم يستجب البيت الأبيض ووزارة الخارجية لطلب الصحيفة الذي قدمته لهم للتعليق.
كما لم تستجب سفارة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن ايضا لذات الطلب.
في منحى اخر على تلة الكابيتول تقدم السناتور “كريس فان هولين” والنائبة “سارة جاكوبس” قبل فترة بتشريع لمنع مبيعات الأسـ لحة الأمريكية إلى الإمارات العربية المتحدة بسبب دورها في تسلـ يح قوات الـ دعـ م السـ ريـ ع وتفاقم الحـ رب في السودان.
الصحيفة ازاحت الستار عن معلومات اضافية بشان رسالة جديدة ارسلها عضوي مجلس الشيوخ الامريكي “فان هولين و” جاكوبس” مباشرة إلى بايدن بخصوص هذه المسألة وكتبا فيها له نصا : “لقد مارست إدارتك ضغوطًا على قوات الـ دعـ م السـ ريـ ع بحق من خلال فرض عقوبات على العديد من القادة رفيعي المستوى بسبب فظائعهم لكننا نعتقد أنك لم تستخدم بعد النفوذ الكامل المتاح لك لمحاسبة داعمهم الخارجي الأساسي”.
الان لا احد يدري ما اذا كان بايدن سيفعل شيئا حيال هذه الضغوطات ام سيترك امر الامارات برمته لخلفه ترامب ليقرر فيه؟ ففترته على مشارف النهايات غير ان هيومن رايتس ووتش قالت على لسان” نيكول فيدرشايم” إن إرث بايدن في أفريقيا سيكون مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا “بالفشل في الاستفادة من العلاقات الأمريكية مع الإمارات العربية المتحدة التي تنتهك حظر الأسـ لحة الذي تفرضه الأمم المتحدة وتسلـ ح قوات الـ د-عم السـ ر-يع في السودان التي ارتكبت جرائم وحشية لا توصف على مدى 18 شهرًا.