رضا حسن باعو يكتب…دموع الوزير هيثم ..وماخفي أفجع!
رضا حسن باعو يكتب…دموع الوزير هيثم ..وماخفي أفجع!
صورة أكثر مأساوية وقتامة تلك التي يعيشها غالبية السودانيين بفعل ويلات الحرب التي طالت أمدها واجلها وفاقت قدرة المواطنيين علي الإحتمال لأسباب عدة.
وانا أتصفح المنصات الإعلامية صباحاً قرأت خبرا يفيد بانهيار السيد وزير الصحة الدكتور هيثم محمد إبراهيم الذي يفعل وسعه في قطاعه الذي انهار أكثر من انهيار الوزير نفسه وهو يطوف علي أهل توتي الذين نزحوا داخل ولايتهم وصاروا يتلقون العون والمساعدة من أهلهم في الخرطوم وتلك قصة أخري نحدث عنها لاحقاً.
تأثر الوزير هيثم بمعاناة أهل توتي وهو سلوك حميد لكن هذا الذي أمامك سيدي الوزير ورأته عيناك فهناك مواطنيين خارج دائرة الضوء ولاتستيطع لا انت ولا أنا ولا اجعص جعيص رؤية معاناتهم وفجيعتهم.
هل قرأ السيد الوزير المحترم قصة الفتاة التي تحدثت عن بيعها لجسدها لاوباش مليشيا الدعم السريع في الخرطوم من أجل أن توفر لقمة عيش لإخوانها الصغار؟ هذه وتلك من قصص تروي وآخري يتستر أصحابها خوفاً وجذعا من الوصمة لكنه واقع معاش في كثير من المناطق.
ماذا سيكون موقف السيد وزير الصحة أو غيره من المسؤولين الذين لا يشعرون بأن هناك حرب في البلاد يدفع ثمنها ضعفاء من أهلنا في معظم أنحاء البلاد تختلف قصة اي منهم عن الاخري ،وهل يري هؤلاء المحترمين الذين يتولون قيادة الدولة في ظرفها الحالي كيف تمر الساعات علي أهلنا في مناطق شرق الجزيرة وبعض احياء الخرطوم الذين يتعايشون مجبرين من المليشيا المتمردة تنتهك عروضهم وتتلذذ بالامهم واوجاعهم دون أن يجدوا حتي من يتحدثون إليه ويشكون له أوجاعهم.
قصص وروايات مفجعة قليل منها الذي تروي تفاصيله سواء كان داخل البلاد أو خارجها حيث يتم مساومة حرائر السودان في بعض دول الجوار باجسادهن مقابل اطعامهن ،يا الله أنها فجائع وفظائع صعبة الاحتمال ولايتصورها عقل بشر فهناك في تشاد الجارة التي تقع في غرب بلادنا الموجوعة يتم مساومة أهلنا الذين لجأوا الي هناك بحثاً عن الأمان لكنه لم يجدوا من يطبطب عليهم ويوفر لهم ابسط حقوقهم في الحد الادني من العيش الكريم.
قصص وماسي أخري يعيشها بعض السودانيين في دول الجوار وليس بعيداً مايعانيه أهلنا السودانيين الذين لجأوا الي مصر المؤمنة شقيقة بلادي أو هكذا تغني الراحل الرائع عبدالكريم الكابلي فهناك قصص سنحكيها ليس وقتها الآن،لكنها مؤلمة أشد ألم.
كثير هي الفواجع التي تدمي القلوب اخي وزير الصحة الذي لازال في قلبه ذرة رحمه جعلته ينهار ويبكي لمجرد أن رأي أهل توتي الكرام نازحين داخل ولايتهم غض النظر عن الحالة التي هم فيها لكنهم بطبيعة الحال افضل كثيراً من غيرهم الذين لا يجدون من يسمع صراخهم أو يشعر بالامهم.
قنابل موقوتة قابلة للانفجار قريباً إن لم يتم تداركها الآن فهناك معركة أكبر وأعظم من معركة الكرامة التي نعيشها الآن لكنها مؤجلة لظروف معلومة لكنها ستحدث لامحال طالما أن هناك من يتاجر بأزمات وقضايا أهلنا المفجوعين في كل مكان تحت مسمي دعم المجهود الحربي.
أواصل