تقارير

تشكيل حكومة طواريء…مادواع التأخير ؟

منذ تمرد مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية في أبريل من العام الماضي تعالت الأصوات التي تطالب بضرورة تشكيل حكومة طوارئ بالبلاد تتماشي مع متطلبات المرحلة والأزمة التي يمر بها السودان إلا أن ذلك لم يحدث بشكل كلي وجرت بعض التعديلات على وزارات إضافة لتغيير بعض الولاة ولازالت الأصوات ترتفع مع تجاوز الأزمة عامها الأول ونصف العام.

 

تقرير إخباري : النورس نيوز

 

مراسيم رئاسية

الشهر الجاري أصدر رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان مراسيم رئاسية، أقال بموجبها 4 وزراء، وعيّن بدلاء لهم هم وزير الخارجية حسين عوض علي محمد، وعُين بدلاً منه الدبلوماسي المتقاعد علي يوسف أحمد الشريف، ووزير الثقافة والإعلام جراهام عبد القادر، وعُين بدلاََ له الصحافي خالد الأعيسر، ووزير الشؤون الدينية والأوقاف أسامة حسن محمد أحمد، وعُيِّن بدلاً منه عمر بخيت محمد آدم. كما عين البرهان أيضاً عمر أحمد محمد علي بانفير، وزيراً للتجارة والتموين.

 

دمج وزارات

أعقب ذلك القرار الذي أصدره وزير الحكم الإتحادي المهندس محمد كرتكيلا صالح، خلال الساعات الماضية الذي قضى بدمج عدد من الوزارات في حكومات الولايات، وبرر ذلك بأنه يأتي تخفيفاََ للعبء المالي والإداري في ظل ظروف البلاد الإقتصادية والسياسية والأمنية وإنفاذاََ لتوجيهات مجلس السيادة بتشكيل حكومات ولائية رشيقة.

وسمى القرار ثلاثة وزارات فقط بالولايات حيث تم ضم وزارات المالية ،الاستثمار، الصناعة، الزراعة، الثروة الحيوانية بالإضافة للقوى العاملة وتنمية الموارد البشرية في وزارة واحدة، بينما أمر القرار بضم وزارات التربية والتعليم، البني التحتية، الشؤون الهندسية، الأوقاف، الشباب والرياضة، الثقافة والإعلام لتصبح وزارة التربية والتعليم والخدمات، على أن تضم وزارة الصحة الرعاية الاجتماعية، الزكاة، التأمين الصحي، المعاشات، والعون الإنساني.

 

تغيير لغة

يرى المحلل السياسي د. نجم الدين سر الختم أنه ليس من السهل تشكيل حكومة منذ بداية الحرب وأن كثير من الناس كانوا يظنون أن تشكيل حكومة منذ بدء الحرب أمر سهل، ولفت إلى أن هنالك أسباب كثيرة أدت لتأخير تشكيل الحكومة منها إنشغال البلد بالحرب وأن التهيئة العالمية لم تكن تتقبل وضع تشكيل حكومة آنذاك في ظل الخروج من ثورة وتغيير الحكم وماحدث من لغط بين الوضع القائم والجديد لذلك كان من الصعب تشكيل حكومة إن كانت حكومة طوارئ او تصريف أعباء.

وقال سر الختم في حديث لـ ( النورس نيوز) أن الآن تغيرت لغة العالم بعد الفيتو الروسي وتصنيف الدعم السريع كمؤسسة إرهابية ومشروع القرار الذي قدمته بريطانيا الذي كانت تود فيه إحتلال السودان من جديد وأن هذه المتغيرات يمكن أن تسمح لمجلس السيادة بتشكيل حكومة طوارئ أو تصريف أعباء إلى أن يتم حسم المعركة خاصة وأننا شهدنا الفترة السابقة تغيير بعض الوزارات وتقليص الحكومات الولائية إلى وزارات محددة ومتغيرات في ساحة المعركة بإنتصار القوات المسلحة واسترداد بعض المدن آخرها سنجة، وأشار إلى أن هنالك إصطفاف كبير حول المؤسسة العسكرية التي يمكن أن يسمح لها أن تشكل حكومة طوارئ أو تصريف أعباء خصوصاََ وأن الآن هنالك حوجة ماسة لإدارة مفاصل الدولة التي لا تتم إلا بوجود حكومة في ظل الحوجة لإدارة العملية الإقتصادية والسياسية والإستراتيجية بصورة أفضل وفترة إنتقال للتحول داخل المجتمع والإستفادة من الاصطفاف في تشكيل نقطة فارقة لتشكيل الوضع بالدولة السودانية وهو لايتم إلا بحكومة تحقق الإرادة وتزيد اللحمة بين الشعب والقوات المسلحة.

 

تكاليف سابقة

منذ حل البرهان مجلسي السيادة والحكومة وفرض حالة الطوارئ في أكتوبر/2021م، واستقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لاحقاََ، كلف رئيس مجلس السيادة في يناير/ 2022م حكومة غالب وزرائها من وكلاء الوزارات، بينما إحتفظ وزراء الحركات المسلحة في دارفور والنيل الأزرق بوزاراتهم، فيما إستدعى البرهان في نهاية يونيو/الماضي قيادات سياسية مساندة للجيش إلى بورتسودان وأبلغها عزمه تسمية رئيس وزراء، وتكليفه بتشكيل حكومة كفاءات مستقلة بسلطات كاملة لإدارة البلاد إلى حين عقد مؤتمر حوار سوداني-سوداني للتوافق على مرحلة ما بعد الحرب.

 

واقع متشظي

يقول رئيس المجلس العام للتيار الوطني سليمان الغوث أن الدولة ومؤسساتها مركزة على الحرب من أجل بقاء الدولة والحفاظ على السودان في ظل أطماع المحاور، ويشير إلى أن الواقع السياسي متشظي ومنقسم بين مجموعات تعتقد أنها تخوض عملية مسلحة لتغيير النظام القائم دون مراعاة لأن تذهب الدولة نفسها ومجموعات أخرى بينها تسعى للحفاظ على الدولة وهنالك مجموعات تسعى لإعادة النظام القديم.

وأكد الغوث في حديث لـ ( النورس نيوز) إلى أن الواقع صعب لتشكيل حكومة وهو التحدي الذي يواجهه العسكر، ويشير إلى أنه مالم يتم بناء جبهة داخلية قوية واستقطاب آخرين فإن تشكيل الحكومة محفوف بالمخاطر وقد تزيد حالة الاستقطاب الداخلي وتنعكس لدى أطراف إقليمية ودولية عدم رغبة الحكومة القائمة في أنها تمضي تجاه السلام، وقال إن تشكيل الحكومة أمر ليس ذات أولوية قبل بناء الجبهة الداخلية الموحدة ويضيف : نحن نسند الجيش ونقف مع المؤسسة العسكرية لكن فيما يلي أن تتولى إدارة عملية سياسية وتشكيل حكومة لايجد قبول، ويؤكد أن المرحلة مرحلة جلوس الأطراف السياسية إلى بعضها البعض وليس مرحلة تشكيل حكومة وهنالك حكومة موجودة.

 

تكليف قوى

في أغسطس الماضي وخلال لقائه مع صحفيين قال مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة، إن البرهان كلف قوى الميثاق الوطني المساندة للجيش بترشيح رئيس وزراء وبرنامج لحكومته وأمهلهم حتى 21 يوليو/ الماضي لكنهم غادروا بورتسودان ولم يعودوا.

وعزا عقار تأخير تشكيل الحكومة إلى الحاجة إلى تعديل الوثيقة الدستورية التي نصت على ترشيح رئيس الوزراء وحكومته من قبل تحالف قوى الحرية والتغيير قبل اعتمادها من مجلس السيادة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *