المؤتمر الوطني….هل يعود عبر بوابة الحوار (السوداني…السوداني)؟
تقرير : هبة علي
دعوة الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية لحوار سوداني_سوداني لم تكن الأولى التي تطلقها أو وحدها مَن أطلقها، فالدعوة للحوار كانت ولا تزال الطرح الأبرز لمعالجة الأزمات التي زادات تعقيداً بعد الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 وبلغت ذروتها بعد حرب الخامس عشر من أبريل، ووسط الانسداد الراهن في الأفق السياسي يأمل السودانيون في حل يُحدث اختراق في أزمة البلاد ويجمع لم شمل الفرقاء.
ودعت قوى الحرية والتغيير “الكتلة الديمقراطية” في بيان لها أمس الأول إلى ضرورة تنسيق الجهود الدولية لتيسير حوار سوداني سوداني شامل لا يستثني أحداً، بجانب إعلانها اعتذارها عن المشاركة في ورشة عمل من المقرر أن تنطلق في أواخر نوفمبر الجاري في مدينة جنيف السويسرية، الاجتماعات الثالثة للمائدة المستديرة، والتي تضم قوى سياسية ومدنية متنوعة في آرائها تجاه حل الأزمة السودانية، تحت تنظيم ورعاية منظمة (بروميديشن).
موقف الكتلة الديمقراطية المعلن…
كانت الكتلة الديمقراطية قد تبنت الحوار السوداني “بفندق السلام روتانا” في الخرطوم في العام 2022 و دعت إليه الحرية والتغيير المجلس المركزي وعدد من القوى الثورية بيد أنه قُوبل بالرفض تحت مبرر اغراق العملية السياسية في إشارة إلى مشاركة واجهات المؤتمر الوطني والقوى التي كانت معه حتى السقوط، لينعقد الحوار ويكلل بالفشل وذلك لحضور أصحاب الدعوة فقط.
ويمضي بالتأكيد المحلل السياسي الطاهر ساتي على أن الموقف السياسي لحل الأزمة والمعلن من قبل الكتلة الديمقراطية منذ بداية الأزمة السياسية في السودان هو الحوار الشامل الذي لا يستثني أحد بما فيه المؤتمر الوطني أو الإسلاميين، مشدداً على أن هذا موقف إيجابي وجاد وصادق في حل الأزمة، ولايمكن حل أزمة بالاقصاء.
ساتي أوضح خلال حديثه لـ”النورس نيوز” أن الاقصاء مشكلة السودان ، منوهاً إلى أن المؤتمر الوطني أقصى الأحزاب وأوصل السودان إلى ما نحن عليه الآن، ومن باب الحكمة أن لا تقتدي به بقية الأحزاب.
وأردف: “الاقتداء به يجعل البلاد تدور في دائرة الصراع، والأفضل أن تتواضع جميع القوى السياسية وتعترف باخطائها في كل المراحل فلا يوجد حزب غير مسؤول من الوصول لهذه المرحلة”.
وأضاف: “الحل الجذري يتمثل في جلوس جميع هذه القوى واعترافها باخطائها ورسم خارطة طريق، بحيث تكون القيادة للشعب السوداني يإنتخابات حرة ومباشرة مع الإصلاحات المطلوبة قبل وبعد الإنتخابات.
وتابع: “إقصاء طرف يميني او يساري يعني إستمرار الأزمة واستمرار الحرب، وعموماً رؤية الكتلة محترمة وتستحق النقاش”.
مقاطعة رغم استبعاد عناصر الوطني
الحوار السوداني_السوداني لازالت تتمسك به أطراف عديدة مناوئة للكتلة الديمقراطية الا أنه مشروط بإستثناء المؤتمر الوطني الأمر الذي لا تزال ترفضه الكتلة الديمقراطية رغم حدوث إختراق جزئي إزاء هذه الإشكالية في يوليو الماضي باجتماعات أديس أبابا التي نظمها الاتحاد الأفريقي كخطوات تحضيرية لحوار سوداني- سوداني بعد الحرب وتعزل ضمنا المؤتمر الوطني ، وتفضي إلى تشكيل حكومة تصريف أعمال مؤقتة، وتوحيد المؤسسة العسكرية، ورغم استبعاد المنظمون لشخصيات تابعة للمؤتمر الوطني من المشاركة في الإجتماعات إلا أنه وجد المقاطعة من القوى الرافضة لوجوده وعلى رأسها تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”.
ماتت سريرياً…
قال المحلل السياسي عثمان فضل الله : “لا اعتقد أن الكتلة الديمقراطية مؤهلة لأن تقود دعوة لاي حوار سوداني سوداني باعتبارها طرف أصيل في الصراع الماثل وأحد مسببات الحرب التي يصطلي منها الشعب السوداني حاليا، وبالتالي لايمكنها ان تتحدث عن الدعوة لحوار سوداني سوداني بعد ان قاربت الحرب من عامها الثاني”.
وأوضح فضل الله خلال حديثه لـ”النورس نيوز” أن الكتلة الديمقراطية تحتاج الى حوار فيما بينها لجهة أنها تعاني الآن انقسمات كبيرة وواضحة، مشيراً إلى أن أن أطرافاً اساسية فيها الآن لم تعد ناشطة فيها بينما ابتعدت عنها كيانات مؤثرة .
وأردف:” منذ مؤتمر القاهرة للحوار السوداني تكاد تكون الكتلة الديمقراطية قد ماتت سريريا.
وأضاف: “اتخذ كل من رئيس حركة العدل والمساواة جبريل ابراهيم ومني اركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان موقفاً برفض التوقيع على البيان الختامي بينما وقعت على البيان بقية مكونات الكتلة واهمها الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل بقيادة جعفر الميرغني.
ولفت فضل الله إلى ورشة جينيف الاخيرة والمتوقع انعقادها خلال الايام المقبلة، مبيناً أن كتلة دارفور أعلنت مقاطعتها بينما وافق على المشاركة فيها الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل بقيادة جعفر الميرغني والتحالف السوداني للعدالة (مبارك اردول) وشخصيات مستقلة كانت ذات وزن داخل الكتلة مثل نبيل اديب وغيره.
وأضاف: “بالتالي الآن إذا امعنا النظر لايوجد مسمى الكتلة الديمقراطية في الواقع وانما الناظر محمد الأمين ترك بمعيته حركات دارفور وهؤلاء مجموعة تتحرك بالريموت كنترول من النظام البائد ولاتصلح ابدأ أن تقود حوار يرضى عنه السودانيين”.
وتابع : “أيضا ماسبق الدعوة من تصريحات لمحمد الامين ترك تكشف وبجلاء أن المؤتمر يراد له تسويق المؤتمر الوطني في وجهه الجديد.